ثقافة التبرع.. هل هي حلقة مفقودة لدى أثرياء المغرب؟

الأولى كتب في 28 فبراير، 2019 - 05:36 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

عبّر ـ دوزيم

 

على ضوء تبرع سيدة أعمال بإقليم سطات مؤخرا بمبلغ 12 مليون درهم لبناء وتجهيز مؤسسات تعليمية، فتح رواد مواقع التواصل باب التساؤل حول عدم قيام المزيد من الأثرياء وأرباب الأعمال المغاربة بتخصيص جزء من ثرواتهم في خدمة المجتمع، منتقدين اختيار البعض منهم العيش لذواتهم وتمرير ثرواتهم المقدرة بالمليارات لأبنائهم دون أن يساهموا بها في مشاريع نوعية يمكن أن تحقق التنمية المستدامة.

وذهب فريق آخر للإشارة لغياب ما وصفوه بثقافة التبرع في أوساط الأثرياء المغاربة على عكس أثرياء الغرب الذين يسارعون إلى دعم البرامج الخيرية والتنموية بالمليارات من الدولارات ليس فقط ببلدانهم بل في دول العالم أجمع، حيث يقومون بالتبرع في حياتهم قبل مماتهم بنسب كبيرة من ثرواتهم قد تصل إلى النصف أو كلها في بعض الأحيان من أجل الأعمال الانسانية أو بناء الجامعات والمستشفيات.

فيما انتقد معلقون اختيار بعض الأثرياء المغاربة التباهي بثرواتهم الطائلة وإنفاقها في اقتناء القصور واليخوت، والسيارات الفارهة والأسفار الباذخة، وحتى لو صدرت منهم مبادرات مماثلة فإنها تنحصر في بناء مساجد أو إفطار الفقراء في رمضان، بل منهم من يقوم بها لأغراض الشهرة والانتشار الإعلامي، أما أن يتبرعوا لمشاريع التعليم والصحة التي قد يدوم أثرها على المجتمع لعقود طويلة فهذه الثقافة لا تزال محدودة بالمغرب.

ويتفق المحلل الاقتصادي، مهدي فقير، مع أصحاب القول بضرورة تخصيص الأثرياء المغاربة لأجزاء من ثرواتهم في مشاريع تنموية تساهم في بناء الانسان المغربي، سواء تلك التي تتعلق بالصحة أو التعليم أو البنية التحتية، وذلك في تكامل مع المجهودات التي تبذلها الدولة في هذا الإطار، لكون المواطنين في حاجة ماسة لمثل هذه المشاريع التي يعود ريع الاستثمار فيها بالنفع على المجتمع ويحقق تنميته ويساهم في تطويره.

وذكر فقير في اتصال هاتفي مع موقع القناة الثانية بما صنعه بيل جيتس صاحب شركة برمجيات مايكروسوفت (ثاني أغنى رجل في العالم حسب مجلة فوربس بثروة تناهز 97 مليار دولار)، والذي تبرع بجزء كبير من ثروته للمؤسسة الخيرية التي أسسها بمعية زوجته ميليندا جيتس والتي تعمل على برامج لمكافحة الأمراض في العديد من دول العالم، داعيا الأثرياء المغاربة ليحدو حذو الأثرياء في الغرب وتمويل مبادرات كبيرة على غرار تلك المعمول بها في الدول الغربية لكي يستفيد منها الناس لسنوات طويلة.

بالمقابل، رفض فقير الطرح القائل بغياب ثقافة التبرع عند الأثرياء بالمغرب واكتفائهم بالتخلي عن الجزء اليسير من أموالهم في صدقات قد يكون لها أثر محدود على المستفيدين منها، مشيرا أن العديد من المغاربة يختارون التبرع وفعل الخير في السر ولا يستهويهم الوجود تحت الأضواء أو أمام عدسات الإعلام، وهناك من الأثرياء من يمول أعمالا خيرية ويرعى المراكز الصحية التي يرتادها أعداد كبيرة من المرضى أو يكفل أطفال الشوارع أو اليتامي دون أن يعرف هويته أحد، مشيرا أن ثقافة مساعدة الغير والتبرع للفقراء والمحتاجين عادة دأب عليها المغاربة منذ القدم وليست بظاهرة وليدة اليوم.

واستبعد أن يكون تبرع بعض الأثرياء المغاربة للجمعيات الخيرية أو في إحداث مشاريع تنموية نابع من رغبتهم في تجنب دفع الضرائب أو تخفيضها على أرباحهم الموجهة للأعمال الخيرية، مؤكد على أن ليس هناك نظام يعفي أموال التبرعات من الضرائب لأن الهبات محددة بنسبة 2 في الألف من رقم الأعمال.

ونوه بالمبادرة التي قامت بها سيدة الأعمال بإقليم سطات والتي قررت التبرع بمليار و200 مليون سنتيم من ثروتها من أجل بناء وتحديث مؤسسات تعليمية، واصفا هذه المبادرة بالمحمودة التي تدخل في إطار المسؤولية المجتمعية التي نادى بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الخطب الملكية الأخيرة والتي دعا من خلالها المقاولات والفاعلين الاقتصاديين للانخراط في التنمية السوسيو اقتصادية للبلاد.


موقف يثير غضب الأمير هاري في المغرب..ماذا وقع؟

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع