توفيق بوعشرين: الاحتفال فالدار ..واللعب بالنار

عبّر معنا كتب في 7 أغسطس، 2024 - 16:42 تابعوا عبر على Aabbir
توفيق بوعشرين
عبّر

نشر توفيق بوعشرين أحد الصحفيين المستفيدين من العفو الملكي الأخير تدوينة على حسابه في الفيسبوك من شأنها أن تخيب ظن كل من راهن عليه أنه سيكون عاقلا ومتعقلا و “معقولا” وألا يسقط في ما من شأنه أن يجلب عليه “سخط الناس” ليذكروه بما اقترف من جرائم جنسية.

الكل تابع فرحة بوعشرين “الطفولية” وهو يغادر السجن سائقا بيديه سيارة المرسيديس، والكل تابع الطريقة الاحتفالية التي استقبل بها أمام منزله و داخل بيته وهو يتلقى التهاني والقبلات و العناق الحار (“الحلال” هذه المرة) فوق الكنبة (الحلال هذه المرة) من طرف أفراد عشيرته وأصدقائه وذويه.

غير أن بوعشرين نسي أن فرحة “الناس” هاته لم تكن لشخصه أو لذاته أو لصفته، فرحة الناس كانت بالعفو الملكي أولا و لأولاد وأزواج وأولياء المفرج عنهم ثانيا. لقد كان الإعلام الرقمي مقصرا حين اكتفى بالترويج لأفراح ثلة من المفرج عنهم “المحظوظين إعلاميا” ومنهم الصحفيون والمدونون ونسي هذا الإعلام أن ينقل مثل هذه الأفراح من منازل مئات المعتقلين المعفى عنهم بنفس المناسبة (عيد العرش المجيد) وفي قضايا حق عام كذلك… آنذاك كنا سنشاهد أفراحا مبهرة من الدواوير والمداشر والأحياء والقرى الهامشية حيث يتمظهر وبقوة البعد الإنساني للعفو الملكي.

مقابل فرحة توفيق بوعشرين التي أظهرها في السر والعلن ،هناك قرحة أشخاص آخرين فضلوا إخفائها في السر وكتمانها عن العلن. نساء ضحايا منهن من “تحتضر” نفسيا وماديا ومعنويا، ومنهن من “تنتظر” اعتذارا و تعويضا عن الأضرار، و منهن من قضت نحبها وأسلمت روحها إلى بارئها.هؤلاء النسوة لا يطلبن من بوعشرين لا عزاءا ولا كلاما ولا سلاما…يطلبن منه فقط أن يحشم على “عرضو” وأن “يراعي” لما تبقى لهن من نفسية محطمة و كرامة موؤودة.

إذا توهم بوعـشرين أنه اكتسب “مناعة سجنية” تمنحه الشرعية ليتحرك ويتصرف ويعلق دون حسيب ولا رقيب بصفته”حباس” سابق لا يخشى “لومة لائم” ، فإن ضحاياه اكتسبن أيضا مناعة “السجن المعنوي” اللائي قبعن فيه طيلة سنين بفعل الأضرار النفسية والاجتماعية التي لحقتهن من بوعشرين، ولم يعد لهن ما “يخسرن” إن هن فكرن في فك “قيود” الرصانة والتعقل والحكمة والخروج للرد على استفزازات بوعشرين لهن. آنذاك سيكون بوعشرين هو الخاسر الأكبر لأنه لم يضع لنفسه ولعائلته المسافة اللازمة لرأب الصدع و النظر للحاضر والمستقبل بالشكل الذي يغنيه عن السقوط في مخالب الماضي وتذكيره بجرائمه الجنسية التي يعرفها القاصي والداني.

إذا كان ضحايا بوعشرين من النسوة قد احترمن نصيحة أولي الألباب بكون “لي غلب يعف” وتجنبن التشويش على فرحة بوعشرين احتراما للعفو الملكي واحتراما للقضاء المغربي الذي نصفهن، فإن توفيق بوعشرين سيربح كل شيء إن هو أحسن التقاط رسالة ضحاياه، و قد يخسر كل شيئ إن هو توهم أنه خرج “منتصرا” لأنه سيكون قد أساء فهم أبعاد معيار البعد الإنساني الذي منحه العفو الملكي و أساء كذلك التقدير لحجم الأضرار التي ألحقها بضحاياه اللائي لا ذنب لهن سوى أن الظروف المهنية جعلت منهن أجيرات عنده قبل أن يحولهن إلى “جاريات” يفرغ فيهن مكبوتاته ما ظهر منها و ما بطن.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع