تنظيمات الإسلام السياسي و غزوة كورونا

الأولى كتب في 31 مارس، 2020 - 16:38 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

كــــــمال قـــــروع

 

 

في الوقت انبرت فيه عدد من فعاليات المجتمع المدني للعمل على تخفيف وطأة الأزمة التي خلفها تفشي فيروس كورونا، و ذلك دعما لجهود الدولة في هذا الاتجاه، خاصة بعد التعليمات الملكية بإحداث “الصندوق الخاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا” بهدف توفير شروط تمويل الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا والحد من آثاره على أبناء الشعب  المغربي، خاصة الأسر المعوزة و الأسر ذات الدخل المحدود.

 

 

هذه الفعاليات المدنية إنظمت إلى عدد المبادرات التي أطلقها عدد من الفاعلين الاقتصاديين و المحسنين و التجار و الميسورين بدعم و مساندة العوائل الفقيرة و تخفيف عبئ تكاليف الحياة عليها في هذه الفترة، تثمينا لجهود الدولة و إرساء لقيم التضامن و التآزر  المعروفة عند أبناء الشعب  المغربي.

 

 

إلا أن الأمر المستغرب في كل هذه الأزمة هو موقف تنظيمات الإسلام السياسي، بما فيها جماعة العدل و الإحسان و حركة التوحيد و الإصلاح الذراع الدعوي لحزب العدالة التنمية الحاكم، التي طالما صدعت آذاننا بحملات التضامن مع عدد من شعوب العالم، وعبأت جميع منتسبيها لجمع  التبرعات لتقديم  الدعم و المساندة لها، واستدعت لذلك النصوص الدينية و الموقف التراثية لتشجيعهم على ذلك، غير أنه و عندما تعلق  الأمر بمسألة تخص الشعب المغربي، صمت هذه التنظيمات آذنها فلم نكد نسمع  لها همسا، بل على العكس من ذلك شنت بعض تلك التنظيمات حملة تضليلية مغرضة  ضد الدولة تبخس مجهوداتها و تشكك فيها، محولة الظهور بصورة ذلك الكيان الذي قلبه على المغاربة و يبحث عن مصلحتهم، و هو لم يتحرك قيد أنملة لدعمهم و التخفيف  من وقع الأزمة عليهم، و لو بالدعوة إلى ذلك و تشجيع الناس و تحفيزهم لمساندة بعضهم البعض في هذه الأيام العصيبة.

 

 

لذلك حق لنا أن نطرح سؤال الهدف و المغزى من الحملات التي كان ينظمها هؤلاء لدعم و مساندة عدد من الشعوب المستضعفة، هل كان ذلك منسجم مع الأهداف المعلنة في تلك الفترة، أم أن هناك أهداف أخرى خفية، بعيدة كل البعد عن قيم التضامن العربي الإسلامي، ثم  لماذا التزمت هذه التنظيمات الصمت في هذه  الفترة العصيبة على أبناء الشعب  المغربي، هل لضعف تأثيرها في الشارع، أم  أن وراء الأكمة ما وراءها.

 

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع