ترامب يتحدث عن “إكشوان” ويصفه بالملهم

أحمد أوسار

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الجمعة، خلال كلمته بمؤتمر وارسو الذي عقد في العاصمة البولندية تحت شعار “مستقبل الأمن والسلام في الشرق الأوسط”، أنه متأثر بشكل كبير بقصة الشاب المغربي المعروف بـ “إكشوان” ووصفه بالملهم.

كان بإمكاني إكمال المقال وسرد وقائع كاذبة، وصناعة قصة ومحتوى يثير الجدل، ويجلب ملايين الزوار، وعشرات الألاف من التغريدات على مواقع التواصل الإجتماعي، لكن قبل أن أدخل في تفاصيل الموضوع، وقبل أن أتطرق لوجهة نظري، أود أن أخبرك أنك هنا ضحية للخداع الإعلامي، عنوان كاذب وصورة معدلة إلكترونياً كانت كافية لتجعلك تضيع بعضاً من وقتك وتضغط على الرابط بحثاً عن تفاصيل لايقبلها العقل .

صديقي وأنت تتصفح وسائل الإعلام الإلكترونية وشبكات التواصل الإجتماعي، يجب عليك دائماً أن تتذكر أنك مجرد سمكة بالنسبة لوسائل الإعلام، الجميع يقومون برمي الطُعم كي يجعلو منك ضحية، هناك قاعدة للكاتب نعوم تشومسكي تقول انه من اجل السيطرة على الرأي العام يجب “إبقاء العامة في حالة من الجهل والغباء “، هل تعلم ان عشرات القصص الإنسانية التي تشاهدها عبر هذه الشبكات والمواقع الإلكترونية هي مجرد قصص تمثيلية، أو قصص تم تحريفها واضافة بعض التشويق والإثارة عليها من أجل جعلها تتصدر قائمة الأكثر مشاهدة، هل تعلم أن عشرات المقالات الإخبارية هي مواضيع من وحي خيال كاتبها، دون مصادر موثوقة، وقد لاتستند لوقائع حقيقية .

هنا أعود لقصة بطلنا “إكشوان”، شاب في الثلاثين من عمره يشتغل كحارس أمن بشركة خاصة، اعطى تصريح لموقع الكتروني عن مرض الإنفولونزا، تحدث الشاب بعفوية تنم عن جهله بالمرض وعن اعراضه وعلاجه، انتشر الفيديو على نطاق واسع، فجأة أصبح منزل الشاب قبلة لعشرات وسائل الإعلام، فنشر له ازيد من 20 خرجة إعلامية، وتوصل بمجموعة من الهدايا من طرف شركات استغلت ظهوره الاعلامي البارز في اشهار منتوجاتها .

والمثير في الموضوع أن هناك معلومات تفيد أنه سيشارك كممثل في إحدى السلسلات الكوميدية في رمضان، والتي سيتم بثها على الإعلام العمومي، ومن غير المستبعد أن يحل ضيفاً على برنامج “رشيد شو” لتكتمل القصة.

صديقي وأنت تقرأ هذا الموضوع يجب أن تستوعب جيداً كلامي، وتعي جيداً الخطر الذي يشكله السرطان الإعلامي على مجتمعنا، قمت ببحث غير على موقع “اليوتيوب” عن أكثر الفيديوهات مشاهدة في مغربنا الحبيب، النتائج كانت صادمة جداً، وتستوجب علينا تشخيص هذا الوباء بسرعة، 30 فيديو الأكثر مشاهدة وتفاعل في هذا الشهر، كلها فيديوهات للدكتور إكشوان، والأستاذ نيبا، والفيلسوفة ساري كول، والمحللة الإستراتيجية الدكتورة تراكس، صدقاً لم أجد فيديو واحد يتحدث عن مجال علمي أو تقني أو تربوي أو تعليمي، وما يجب أن أختم به هذه القائمة بمقولة “راك غادي في الخسران أحمادي” .

إن وسائل الإعلام الحديثة أصبحت مكانًا ملائمًا لنشر الشائعات وفبركة الأخبار والصور، وصار خزانًا إستراتيجيًّا لوسائل الإعلام التقليدية، على مستوى الأخبار والمقاطع المصورة المفبركة.

صديقي إذا كنت لا تستطيع التدقيق في كل خبر، فعليك ألا تصدّق كل خبر؛ كي لا تقع ضحية التضليل، وتُمَرِّرَه عبر أجهزتك للآخرين.