بوعشرين و حامي الدين و معتقلي الريف…محاكمات ميزت سنة 2018

الأولى كتب في 14 ديسمبر، 2018 - 15:03 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

 

عبّر ـ تقرير 

 

توفيق بوعشرين..الحاج ثابت

 

تعتبر محاكمة توفيق بوعشرين، من أهم الأحداث التي عرفتها سنة 2018، و ذلك بالنظر إلى أن المتهم ينتمي إلى الجسم الصحفي، و يقدم نفسه على أنه صاحب قلم حر يدافع عن قضايا المظلومين و المغبونين في المغرب و خارجه، و أيضا بسبب التهم التي تورط فيها، و هي التحرش و الاغتصاب و الاتجار في البشر، حيث ألقي عليه القبض بعد شكاية وجهت ضده من طرف الضحايا و معظمهن من المشتغلات عنده أو تجمعه بهن علاقات مهنية بشكل أو بآخر.

 

قضية بوعشرين و التهم الموجهة إليه، ذكرت العديدين بقضية العميد المشهور بالحاج ثابت، الذي تورط هو الآخر في فضائح و جرائم متعلقة بالاغتصاب، شغلت الرأي العام طيلة سنوات تسعينات القرن الماضي، إلى أن حكم بالإعدام و نفذ فيه الحكم فجر أحد الأيام بالقرب مدينة القنيطرة حسب ما راج آن ذاك.

 

الفرق بين الشخصيتين، الصحفي بوعشرين، و الحاج ثابت، أن الأول متع حسب البعض بما يسمى حكم مخفف حيث كان أغلب المتتبعين أن تتم إدانة بوعشرين ب 20 سنة سجنا نافذة، إلا أن الحكم جاء أقل من ذلك بكثير.

 

حامي الدين.. الشهيد بنعيسى أيت الجيد

شكلت محاكمة القيادي في حزب العدالة و التنمية، و المستشار البرلماني، عبد العالي حامي الدين، في ملف مقتل الطالب اليساري، بنعيسى أيت الجيد، بعد معارك بين طلبة إسلاميين و يساريين شهدها رحاب جامعة فاس قبل 25 سنة، أحدى أهم المحاكمات التي ميزت سنة 2018.

 

فبغض النظر عن كون محاكمة حامي الدين، ترمز إلى فترة سوداء من تاريخ الحركة الطلابية تميزت بالعنف بين التيارات الإيديولوجية داخل الجامعة المغربية، فهي محاكمة تستجلي الضوء عن جريمة قتل راح ضحيتها طالب في مقتبل العمر، و ظلت عائلته تطالب دائما بضرورة إظهار حقيقة الحادثة و معرفة الظروف الموضوعية التي أودت بحياة ابنهم و الكشف عن الأشخاص المتورطين في ذلك و ضمان عدم إفلات أي مسؤول عن الحادثة من العقاب.

 

محاكمة القيادي في حزب العدالة و التنمية، و إحالة ملفه على غرفة الجنايات بفاس، حاول البعض إلباسها بلبوس سياسي، مع أن الأمر يتعلق بظهور معطيات جديدة تحتم على المحكمة إعادة فتح الملف من أجل استجلاء الحقيقة أكثر كنوع من إعادة الاعتبار للضحية و أسرته المكلومة.

 

حميد المهداوي و سلامة الوطن

محاكمة الصحفي حميد المهداوي، شكلت بدورها إحدى المحاكمات التي ميزت سنة 2018، خاصة و أن التهم التي حوكم على أساسها تتعلق بعدم التبليغ عن جريمة تمس الأمن الداخلي للدولة.

 

فالصحفي المهداوي، الذي كان يقحم نفسه بشكل مباشر في عدد من الأحداث و خلع في الكثير منها جبة الصحفي و لبس جبة السياسي المحرض خاصة خلال الأحداث التي عرفتها منطقة الريف، بشكل جعل الكثيرين من أبناء الجسم الصحفي ينتقدونه و ينتقدون أسلوبه في الكلام و التحريض بشكل يمس بالاحترام الواجب للرموز و الثوابت الوطنية التي اجمع عليها المغاربة.

 

المهداوي و بشكل مفاجئ تورط في قضية خطيرة تمس بسلامة و أمن الوطن الداخلي، حيث توبع بتهمة عدم التبليغ، بعد أن تلقى مكالمة هاتفية مضمونها يفيد بما يمكنه أن يؤدي إلى المس بالسلامة الداخلية للوطن، و رغم أن التهم كانت ثقيلة و وضعها البعض في خانة الخيانة العظمى، إلا أن الحكم جاء مخففا حيث راعت المحكمة عدد من الظروف المحيطة بالشخص و الأحداث التي كانت تعرفها منطقة الريف آن ذاك.

 

محاكمة معتقلي الريف

 

محاكمة معتقلي أحدات الحسيمة كانت من بين أهم المحاكمات التي حظيت بمتابعة كبيرة من طرف الرأي العام الوطني و الدولي، و ذلك لارتباطها بأحداث تداخل فيها السياسي بالاقتصادي و الاجتماعي، و كانت لها عدة تداعيات سياسية فارقة في تاريخ المغرب و تمثلت في الزلزال السياسي الذي أحدثه الملك محمد السادس، من خلال إعفاءه لعدد من الوزراء و كتاب الدولة و عدد من العمال و رجال السلطة الذي تبث تقصيرهم في القيام بمهامهم بما أدى إلى تفجر تلك الأحداث.

 

أحداث الحسيمة التي انطلقت بشكل عفوي بمطالب اجتماعية مشروعة، تدخلت عدد من الأيادي المعادية و حاولت تحويل مطالب الشباب الاجتماعية المشروعة، إلى مشروع يرمي إلى زعزعة أمن المغرب و استقراره، و ما أصبح واضحا للعيان بعد أن تحولت المسيرات السلمية إلى مسيرات عنيفة استهدفت عناصر الأمن و عائلاتهم الآمنة داخل بيوتاتهم، الأمر الذي آذن بأن الأمور أصبحت تدبر بليل، حيث بدأت الأموال المشبوهة تتدفق على المنطقة و تحول الخطاب المطلبي من خطاب اجتماعي صرف إلى أمور و مطالب لا علاقة لها بالأسباب التي خرج من أجلها الشباب في أول مرة.

لذلك فقد شكلت المحاكمات التي تلت هذه الأحداث إحدى أهم المحاكمات التي وسمت سنة 2018، و التي ستسم سنة 2019 في دراجاتها الاستئنافية.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع