بوعشرين و حامي الدين و الآخرون

الأولى كتب في 12 نوفمبر، 2018 - 15:09 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

محمد بالي-عبّر

لعل أهم ما يمكن ملاحظته بخصوص ردود الأفعال التي أعقبت الحكم على مدير نشر يومية أخبار اليوم، و موقع اليوم24، هو انتماء أولئك الذين انتقدوا هذه الأحكام و عبروا عن عدم رضاهم عنها إلى تيار سياسي و خلفية إيديولوجيا معينة، و جلهم إن لم نقل كلهم معرفون بمواقفهم المنافية و المعارضة لقضايا الوطن المصيرية و على رأسها قضية الوحدة الترابية، زد على ذلك موقفهم المبدئي من القضاء في المغرب، و تشكيكهم فيه و في مصداقيته على طول الخط.

 

فعندما نتحدث عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و رموزها و من يدور في فلكهم، فإننا نعرف سلفا موقفهم من قضية الصحراء المغربية و غيرها من الثوابت التي اجمع عليها الشعب المغربي، كما أن هؤلاء شكلوا دائما الصوت النشاز الذي يسبح ضد التيار بخصوص عدد من القضايا التي يعرفها المجتمع، و بالتالي فإن موقفهم و مهاجمتهم و تشكيكهم في قرار المحكمة بخصوص الحكم على، توفيق بوعشرين، و محاولة إلباسها لباس سياسي بما يتنافى مطلقا مع القيم التي يزعمون أنهم يعملون من أجل إعلائها، و هي قيم العدل و إرساء الحقوق، و بالتالي فإن موقفهم من الحكم القضائي الصادر في حق المتهم توفيق بوعشرين هو تحصيل حاصل و لا يتمتع بأدنى قدر من مصداقية.

 

إضافة إلى هذا التيار العدمي الذي لا يعجبه العجب و لا الصيام في رجب، هناك تيار ثاني يتقاطع مع التيار الأول في موقفه من ملف بوعشرين، و هو التيار الإسلاموي بكل ملله و نحله، و الغريب في هذا التيار هو أن بعض رموزه تجاوزوا ما يقتضيه الموقف بالنسبة لهم من التضامن، إلى الهجوم على ضحايا الصحفي المذكور، و هذا يتنافى مع المبادئ الشرعية التي تعتبر أساسا لإقامة العدل، و هي مقارعة الحجة بالحجة و الدليل بالدليل و البرهان بالبرهان.

 

فنجد مثلا الرئيس السابق لحركة التوحيد و الإصلاح، و القيادي في حزب العدالة و التنمية، و الذي تم انتخابه مؤخرا كرئيس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، خلفا للمليادير، الشيخ يوسف القرضاوي، هاجم بشكل غير مفهوم المشتكيات و قذفهن في أعراضهن بغير حجة و لا دليل، و هذا يطرح عدة تساؤلات حول حقيقة الشعارات التي يرفعها هؤلاء المنتمون لتيارات الإسلام السياسي، فالمنطق يقتضي الوقوف إلى جانب الضحايا و لا ليس ضدهن، أو على الأقل التزام الحياد و انتظار ما ستسفر عنه المحاكمة، لكن الله أبى إلا أن يفضح نفاق المتأسلمين.

 

عبد العالي حامي الدين، المنتمي إلى نفس تيار، أحمد الرسوني، عبر هو الآخر عن موقفه الرافض للحكم، و هذا طبيعي بالنظر إلى العلاقة الغريبة التي تربط الطرفين، و ثانيا لكونه هو الآخر يحاكم من أجل تهم ثقيلة و عقوبتها تصل إلى أضعاف الأحكام الصادرة في حق زميله بوعشرين، و بالتالي فإن هجومه على قرار المحكمة نابع من مشاعر مركبة بين الرغبة في نصرة الصديق و هاجس ملقاة نفس المصير.

 

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع