بوعشرين و العدالة و التنمية و الخاسر الأكبر

الأولى كتب في 13 نوفمبر، 2018 - 16:46 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

كمــــــــــــال قــــــروع

 

لا أحد يجادل في أن حزب العدالة و التنمية الإسلامي هو أكبر الخاسرين من إدانة مدير نشر يومية أخبار اليوم، و وقع اليوم24، توفيق بوعشرين، و علة ذلك أنه الرجل شكل في مراحل عديدة من محطات الصراع السياسي في المغرب، لسان حال هذا الحزب و ذراعه الإعلامية التي واجه بها الخصوم، في ظل المردودية الضعيفة لأجنحة الحزب الإعلامية إذا ما استثنينا كتائبه الإلكترونية.

 

و رغم أننا لا ننكر على السيد، توفيق بوعشرين، تعاطفه مع الحزب الإسلامي، و تبني أطروحته، و الدفاع عن مواقفه، و تلميع صورة قادته و زعمائه، إلا أنه لم يملك يوما الجرأة لإعلان انتمائه لهذا الحزب أو الاعتراف بأنه يخدم أجندته.

 

لذلك فإنه من نافلة القول أن نتحدث عن الخاسر الأكبر في إدانة، بوعشرين، هو حزب المصباح، و هذا ما يفسر تلك الحملة التي شنتها الكتائب الإلكترونية للحزب ضد اعتقاله و طيلة أشهر محاكمته، و أيضا ذلك الهجوم الذي شنته عدد من قيادات الحزب و ذراعه الدعوي على القضاء المغربي من جهة ، و على الضحايا و المشتكيات من جهة أخرى.

 

كما أن بعض المصادر أفادت، أن، قضية بوعشرين، أخذت حيزًا مهمًا من نقاش اجتماع الأمانة العامة للحزب نهاية الأسبوع الذي شهد المحاكمة، إذ وصف المجتمعون الحكم على بوعشرين بأنه قاس وغير مقبول.

 

طبعا من حق حزب العدالة و التنمية أن يتعاطف مع أحد أهم أذرعه الإعلامية، إلا أن ذلك لا يمنعنا من طرح بعض الأسئلة المرتبطة بالقضية، و خاصة و أن هذه الأخيرة أخلاقية صرفة.

 

فهل موقف الحزب الإسلامي الذي ينادي بالتخليق من توفيق بوعشرين، ينبني على الأسس الشرعية و القانونية، أم أنه نابع عن خلفية سياسية صرفة.

 

فالملاحظ من خلال أطوار محاكمة توفيق بوعشرين، أن الحزب الإسلامي، ضرب عرض الحائط كل المبادئ الأخلاقية التي كان ينادي بها و يدعو إلى احترامها، ومعه في ذلك جناحه الدعوي في حركة التوحيد و الإصلاح،  حيث أن هذا التنظيم أعلن براءة حليفه الإعلامي من تهم الاغتصاب و التحرش، حتى قبل أن تكتمل فصول المحاكمة، بل انبرى للهجوم على المشتكيات و تحميل المحاكمة ما لا تحتمل، فحاول تصوريها على أنها محاكمة سياسية، في الوقت الذي تقول فيه الشواهد و الدلائل أن الرجل غارق من أخمص قدميه حتى أذنيه في العسل، و هو أمر كان يردده بعض الزملاء في الجسم الصحفي حتى قبل تفجر القضية، لذلك فإن موقف حزب المصباح الإسلامي و غيره من التيارات العدمية الأخرى، لا ينبني على أسس قوية و متينة.

 

فحزب العدالة و التنمية الذي كان يقيم الدنيا و يقعدها على من تبتت في حقه مخالفة أخلاقية من خصومه حتى و لو كانت بسيطة،  نراها اليوم يناصر و يدافع عن شخص لم يرتكب مخالفات أخلاقية فقط، بل جاوز بين ما هو أخلاقي و ما جنائي، فالمخالفات الأخلاقية قد نجد لها بعض التبرير، لكن أن ترتبط هذه المخالفات باستغلال الحاجة و ضيق الحال بالاعتماد على سلطة المنصب و المسؤولية هو أمر غاية في الخطورة، لكننا نجد حزب المصباح و رموزه قد غضوا الطرف عن كل هذا و حاول صرف انتباه المتتبعين إلى أمور أخرى جانبية في إطار سياسة الهروب إلى الأمام التي يتقنونها.

 

لذلك يمكن القول، أن حزب العدالة و التنمية، يمكنها بجرة قلم أن يتخلى عن جميع مبادئه و أن يتنكر لتاريخه، و يرمي بها عرض الحائط فقط من أجل يناصر حلفائه، و ذلك عملا بمقولة أنا و أخي على أبن عمي، و أنا و أخي و ابن عمي ضد الغريب، في إطار الطائفية الضيقة التي تحكم غالبا تعاملات التيارات الإيديولجية.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع