بنكيران يهاجم أخنوش ويتهمه بشراء الولاءات الانتخابية: “متحزمين بالخوا الخاوي”

في خرجة سياسية نارية أثارت تفاعلاً واسعًا، وجّه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، انتقادات شديدة اللهجة إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، متهمًا إياه باستعمال “أساليب غير سياسية” لاستمالة الناخبين، وذلك خلال المؤتمر الجهوي للحزب بجهة فاس-مكناس، المنعقد يوم الأحد.
بنكيران يتهم أخنوش مباشرة بشراء الحضور وتضارب المصالح
وخلال كلمته، قال بنكيران إن حزب التجمع الوطني للأحرار “يوزع الأموال والهدايا” لضمان حضور المواطنين في أنشطته، خصوصًا في أكادير ومناطق الداخل، وأضاف بسخرية: “متحزمين بالخوا الخاوي ويريدون أن يكونوا في المرتبة الأولى في 2026″، في إشارة إلى ما وصفه بمحاولات تجميل صورة الحزب الحاكم بوسائل “غير نزيهة”.
كما لمّح بنكيران إلى تضارب المصالح الخطير، عندما تحدث عن حصول شركة أخنوش على دعم حكومي بقيمة 2.6 مليار درهم من لجنة يرأسها بنفسه، معتبرًا الأمر سابقة في العمل السياسي المغربي تستدعي المساءلة.
بنكيران.. نقد لاذع للسياسات الاقتصادية والاجتماعية لحكومة أخنوش
وفي تقييمه للوضع الاقتصادي، كشف بنكيران عن تجاوز الدين العمومي المغربي سقف 1000 مليار درهم، محذرًا من تداعيات ذلك على الاستقرار المالي والمجتمعي، وغياب رؤية اقتصادية واضحة لدى الحكومة الحالية.
أما في الجانب الاجتماعي، فقد سلّط الضوء على ما اعتبره “تراجعًا كبيرًا في دعم الفئات الهشة”، مشيرًا إلى:
تقليص دعم الأرامل من 700 إلى 500 درهم؛
إلغاء نظام راميد وحرمان أكثر من 8 ملايين مغربي من التغطية الصحية؛
تضاعف الكلفة المالية رغم تقليص عدد المستفيدين؛
وهو ما وصفه بـ”فشل سياسي اجتماعي” يعكس غياب المرجعية الإيديولوجية الواضحة للحزب الحاكم.
تشبث بالخيار الديمقراطي والملكية الدستورية
ورغم لهجته الحادة، جدد بنكيران تشبث حزب العدالة والتنمية بالملكية الدستورية والخيار الديمقراطي، قائلًا:
“نحن حزب ملكي بإصرار، وسنواصل النضال السياسي بالمشاركة الفاعلة وليس بالثورة”،
ليؤكد بذلك على استمرار حزبه في لعب دور المعارضة المؤسساتية دون اللجوء إلى أساليب الصدام.
المشهد السياسي المغربي يتجه نحو تصعيد انتخابي مبكر
تأتي تصريحات بنكيران ضد أخنوش في سياق تنامي الخطاب النقدي من طرف المعارضة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية لسنة 2026، ووسط مؤشرات على تراجع شعبية التحالف الحكومي في الشارع المغربي، بسبب الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة.
وتُعتبر تصريحات بنكيران بمثابة جرس إنذار مبكر بشأن الاحتقان السياسي والشعبي، الذي قد يُعيد رسم خريطة التوازنات داخل المشهد الحزبي في المرحلة المقبلة.