بنكيران يؤكد نهاية حقبة أخنوش بعد خطاب العرش ويحذر من تكرار “التلاعب السياسي”

بنكيران يؤكد نهاية حقبة أخنوش بعد خطاب العرش ويحذر من تكرار “التلاعب السياسي”
بنكيران وأخنوش

دعا عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى ضرورة استرجاع الثقة في المسار الديمقراطي بالمغرب، مشددًا على أن استمرار ما وصفه بـ”الالتفاف على إرادة المواطنين” يهدد مستقبل العملية السياسية برمّتها. جاء ذلك خلال لقاء حزبي نظمه الحزب يوم الأحد 3 غشت 2025، حيث وجّه بنكيران رسائل سياسية قوية وصريحة، تعكس قلقًا متزايدًا من مآلات الحياة الحزبية والانتخابية في البلاد.

إرادة ملكية وفرصة لا يجب أن تُهدر

في كلمته، قال بنكيران: “نحن الآن ننطلق من إرادة ملكية لكي لا يُشار إلى المغرب بالبنان فيما يخص العملية الديمقراطية”، مشددًا على أن “هذه الفرصة لا يجب أن تضيع”، في إشارة إلى التوجيهات الملكية التي تحثّ على تكريس النزاهة الانتخابية وتعزيز الثقة في المؤسسات، ملمحا الى نهاية حقبة أخنوش بعد خطاب العرش، الذي ابان عن ضعف مردودية السياسة واستإثار مقربون من دائرة رئيس الحكومة بمشاريع وصفقات الدولة..

بنكيران يوجّه انتقادات لاذعة للحياة السياسية بعد 2021

بنكيران، الذي بدا متأثرًا بـ”التراجعات الخطيرة” التي أعقبت انتخابات 2021، اعتبر أن ما جرى لم يكن طبيعيًا، بل يعكس “اللعب في السياسة”، مضيفًا: “جاء وقت الجد، وزمن المجاملة انتهى”، مؤكداً أن الحزب لا يشترط الفوز ولكن يطالب بانتخابات نزيهة تعكس الإرادة الحقيقية للمواطنين.

انتقادات لتدبير مرحلة ما بعد انتخابات 2016

في سياق آخر، عاد بنكيران إلى أزمة تشكيل الحكومة بعد انتخابات 2016، واصفًا تلك المرحلة بـ”البلوكاج السياسي”، قائلاً: “ما حصل حينها لم يُثمر نتائج إيجابية، والدليل هو ما نراه ونسمعه اليوم”، داعيًا إلى تحمل المسؤولية وتوضيح الحقائق أمام المواطنين.

تحذير من الإفساد الانتخابي وتآكل الثقة

وشدّد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية على أن الانتخابات المقبلة يجب أن تكون نزيهة وشفافة، خالية من المال الفاسد وتدخل رجال السلطة، قائلاً: “نريد أن يُسلّط الضوء الكاشف على كل مراحل العملية الانتخابية، ونرحب بمراقبة دولية للانتخابات”.

كما وجّه نداء إلى وزارة الداخلية لـ”تحمل مسؤولياتها بصرامة” تجاه كل من يتورط في الإفساد الانتخابي، منبّهًا إلى أن المواطنين أصبحوا في شبه يأس من السياسة والديمقراطية، ما قد يُفضي إلى تفاقم العزوف الانتخابي.

انتخابات 2021: نتائج غير طبيعية وشبهات تدخل

وحول نتائج انتخابات 2021، صرّح بنكيران: “ما حدث لا يمكن تفسيره إلا بكونه خارج القواعد الطبيعية”، معتبرًا أن حتى الأطراف التي “هندست” لتلك النتائج تفاجأت بها. وأضاف: “نعم، أخطأنا، ولكن تلك الأخطاء لا تبرر ما وقع من نتائج مبالغ فيها”.

دعوة إلى الوضوح ومحاربة التشويش

وفي نقد واضح لغياب الشفافية، طالب بنكيران الجهات المعنية بـ”قول الحقيقة كما هي”، ووقف ما أسماه بـ”حملات التشويش الإعلامي”، مشيرًا إلى ملفات مالية كبرى تحتاج إلى تفسيرات رسمية. وقال: “هذا البلد أحيانًا يبدو وكأنه متخصص في الالتفاف على القضايا”.

تحفيز قواعد الحزب لمحاربة العزوف الانتخابي

ولم يغفل بنكيران التطرق إلى دور الحزب في تعبئة المواطنين، داعيًا إلى العودة إلى العمل الميداني المباشر، من خلال “سياسة زنقة زنقة ودار دار”، من أجل تحفيز الناخبين على التسجيل والمشاركة، محذرًا من تكرار نسبة المشاركة المنخفضة كما وقع في انتخابات 2007.

بنكيران: الثقة أساس الدولة ومطلبنا مطالب تقنية

وختم بنكيران مداخلته بالتأكيد على أن الثقة هي الأساس الذي تُبنى عليه الدولة، قائلاً: “نحن لا نطلب امتيازات خاصة، بل مطالب عملية واضحة تُظهر حسن النية”، مشددًا على أن حزبه لا يسعى إلى الانتقام، بل إلى إصلاح حقيقي يعيد المصداقية للعمل السياسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار