بلغيت: ردة فعل الجزائر السلبية تجاه المبادرة الملكية كانت متوقعة بالنظر لعقيدة النظام العدائية للمملكة

الأولى كتب في 5 أغسطس، 2021 - 21:10 تابعوا عبر على Aabbir
الجزائر أستاذ العلاقات الدولية "حميد بلغيت" يفكك الأسس النظرية
عبّر ـ ولد بن موح

رضوان جراف-عبّر 

 

اعتبر المحلل السياسي حميد بلغيت، أن ردود الفعل الصادرة من الطرف الجزائري تجاه المبادرة الملكية الأخيرة، والتي ظهرت واضحة من خلال الاستهجان الذي تعامل به الإعلام المحلي بمختلف أطيافه مع موضوع المبادرة، كان منتظرا، وذلك بالنظر إلى العقيدة التي تؤطر السلوك السياسي الجزائري تجاه المغرب.

 

وأكد بلغيت، في تصريح ل “عبّركوم”، أن استعداء المغرب كان عقدة معروفة تاريخيا بالنسبة للنظام الجزائري، وذلك منذ أن شغل الهواري بوميدن، وزارة للدفاع أيام حرب الرمال وما ترتب عنها، حيث تحولت هذه العقدة إلى عقيدة نظام حكم بالنسبة لحكام الجزائر.

 

وأشار الخبير في العلاقات الدولية، أن استعداء المغرب، يعتبر من ثوابت وعقائد السلوك السياسي للنظام الجزائري، وبالتالي ما لم يخضع هذا النظام لتحول عميق وجذري، لا يمكن الرهان على أن يتعامل بشكل مخالف، لذلك فإن النظام الذي هو جزء من الأزمة لا يمكن أن يتحول بين ليلة وضحاها أن يتحول إلى جزء من الحل.

 

وتأسيسا على ما سبق، يقول أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن مآلات الدعوة الملكية، لن تلتقط بشكل إيجابي من طرف هذا النظام الجزائري.

 

وفي سياق آخر، شدد المتحدث، على أن مجال السياسة الخارجية في المغرب، غالبا ما يكون مجالا محفوظا لأعلى سلطة في البلاد، وبالتالي فما تم تصريفه من طرف ممثل المغرب في الأمم المتحدة، عمر هلال، أراد الملك أن يؤكد شيء آخر، وهو أن المغرب وفي لثوابته على مستوى السياسة الخارجية، والمبادرة الملكية، هي رسالة طمأنة للجزائر بخصوص التشويش الإعلامي الذي خلفه الموقف الذي عبر عنه عمر هلال داخل أروقة الأمم المتحدة.

 

وكان الملك محمد السادس، قد دعا الجزائر الى فتح الحدود بين المغرب والجزائر، مشددا في خطاب إلى الأمة بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف الذكرى الثانية والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين على ” ان إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية، بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، التي تنص على حرية تنقل الأشخاص، وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله”.

واعتبر الخطاب الملكي أنه “لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا، مسؤولين على قرار الإغلاق”. مضيفا “لكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمراره؛ أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا”.

 

كما أكد جلالته في خطابه أنه “ليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول”. وأضاف أنه “نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد؛ وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخیل، لا مكان له بيننا”.

 

ورد جلالته على ما يقوله البعض، بأن فتح الحدود لن يجلب للجزائر، أو للمغرب، إلا الشر والمشاكل؛ قائلا “هذا غير صحيح. وهذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد، خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيات الحديثة”, مضيفا أن “الحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين، وإنما تساهم في إغلاق العقول، التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام، من أطروحات مغلوطة، بأن المغاربة يعانون من الفقر، ويعيشون على التهريب والمخدرات”.

 

وأكد الخطاب الملكي أنه “بإمكان أي واحد أن يتأكد من عدم صحة هذه الادعاءات، لا سيما أن هناك جالية جزائرية تعيش في بلادنا، وهناك جزائريون من أوروبا، ومن داخل الجزائر، يزورون المغرب، ويعرفون حقيقة الأمور”.

 

وفي مبادرته الملكية، طمأن جلالته الجزائريين بقوله “أنا أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، بأن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتیکم منه أي خطر أو تهديد؛ لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا”, مضيفا أنه “نعتبر أن أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره”. كما أكد أن “العكس صحيح، فما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر؛ لأنهما كالجسد الواحد. ذلك أن المغرب والجزائر ، يعانيان معا من مشاكل الهجرة والتهريب والمخدرات ، والاتجار في البشر. فالعصابات التي تقوم بذلك هي عدونا الحقيقي والمشترك. وإذا عملنا سويا على محاربتها، سنتمكن من الحد من نشاطها ، وتجفيف منابعها”.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع