بعد وصول المساعدات المغربية عبر معبر بري.. تحذير من “الإسقاط الجوي للمساعدات” في غزة

بعد وصول المساعدات المغربية عبر معبر بري.. تحذير من “الإسقاط الجوي للمساعدات” في غزة
المساعدات الطبية المغربية لغزة

حذّرت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، من الآثار الكارثية لعمليات إسقاط المساعدات الإنسانية جواً بالمظلات، مشيرة إلى أن هذه الآلية تسببت في وفيات وإصابات بين المواطنين، بالإضافة إلى أضرار مادية جسيمة طالت أماكن سكنية وخيام نازحين.

وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي، أنها وثقت حالات تدافع خطيرة بين المواطنين خلال محاولاتهم الوصول إلى صناديق المساعدات التي تُسقطها طائرات دولية في مناطق متفرقة من القطاع. وأسفرت هذه الحوادث، وفق البيان، عن سقوط ضحايا من بينهم نساء وأطفال، خاصة في شمال غزة، حيث سقطت بعض الصناديق فوق منازل وخيام، متسببة في تدميرها.

وأكدت وزارة الداخلية أن الكميات التي تصل عبر الإسقاط الجوي لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان الذين يواجهون مجاعة متفاقمة، محذرة من أن هذه الطريقة “تعمّق الفوضى وتفاقم الخسائر”، في ظل غياب التنسيق والتنظيم الميداني المصاحب للعملية.

ودعت الوزارة الدول المشاركة في هذا النوع من الإغاثة إلى إعادة النظر العاجل فيما وصفته بـ”الإجراء القاتل”، مطالبة في المقابل بضرورة فتح المعابر البرية بشكل فوري والسماح بتدفق كميات كافية من المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية “بصورة منتظمة وآمنة”.

وفي سياق ذي صلة، أعلنت السلطات في غزة عن وصول شحنة جديدة من الأدوية والمساعدات الطبية المغربية إلى القطاع، يوم أمس الثلاثاء، عبر معبر كرم أبو سالم البري، وذلك بتعليمات مباشرة من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.

وتُعد هذه المبادرة سابقة على المستوى العربي والدولي، إذ يُعتبر المغرب الدولة الوحيدة حتى الآن التي نجحت في إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع عبر المعابر البرية، في وقت لا تزال فيه القيود الإسرائيلية المشددة تعرقل دخول الإمدادات وتفاقم الوضع الإنساني.

وتعيش غزة منذ عدة أشهر أزمة إنسانية غير مسبوقة بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق الذي يعرقل وصول الإمدادات الحيوية، ما دفع بعض الدول إلى تبني خيار الإسقاط الجوي كحل مؤقت لتخفيف المعاناة. إلا أن هذه الطريقة، رغم حسن النية، أصبحت اليوم محل انتقاد وتحذير من الجهات المحلية، بسبب ما تسببه من مخاطر مباشرة على حياة المدنيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار