بعد فشل قمة “شم النمل”..النظام العسكري الجزائري يفضح نفسه

الأولى كتب في 5 نوفمبر، 2022 - 13:48 تابعوا عبر على Aabbir
الجزائر المغرب إحسان القاضي
عبّر ـ ولد بن موح

بعد أن استفاق النظام العسكري الحاكم في الجزائر، على صدمة فشل قمته التي كان يهدف من خلالها إلى تلميع نفسه أمام الرأي العالم العربي والجزائري على وجه الخصوص، واكتشف أن الوفد المغربي بقيادة وزير الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، قد خطف الأضواء وسحب البساط من تحت الأحذية العسكرية لجنرالات النظام، لم يجد بدا من شن هجوم مضاد دون أن يدري أنه من بتعامل بمنطق ردود الفعل يأتي دائما في مرتبة مـتأخرة.

فأمام هول ما تعرض له الجنرالات من نكسات في عقر دارهم وأمام أعينهم، بداية بالاهتمام الإعلامي الكبير الذي خصت به وسائل الإعلام الدولية والعربية للوفد المغربي، منذ لحظة وصوله إلى مغادرته التراب الجزائري، انتهاء بالتصريحات الذي أدلى بها وزير الخارجية المغربي، لعدد من القنوات ووكالات الأخبار العالمية، والتي كان لها وقع وصدى أكبر حتى من القمة العربية في حد ذاتها، قام  النظام الجزائري باستنفار أبواقه في الدخل والخارج للهجوم على المغرب والنيل منه، مهاجمة وزير خارجيته شخصيا، مما يدل على درجة الحنق التي وصل إليها المتحكمون في قصر المرادية من ما حققه الوفد المغربي من انتصارات معنوية وسط كل ذلك التشويش والتواطؤ والتآمر عليه من أجل إرغامه على ارتكاب أخطاء برتوكولية يمكن من خلالها أن يسجل عليه بعض ضربات الجزاء.

وما زاد من درجة غضب النظام العسكري الذي يسيطر على الحكم في الجزائر، وهو الدعوة الملكية للحوار وزيارة الرباط، التي حملها وزير الخارجية إلى الرئيس المعين، عبد المجيد تبون، والتي لم يجد هذا النظام للرد عليها سوى التشكيك فيها وفي صدقيتها، وهو ما يؤكد أن الجنرالات لا يريدون الحوار، وأن استمرار العداء للمغرب، هو السبيل لاستمرار سيطرتهم على الحكم، وأن انفراج الأجواء مع المغرب، لن يترك لهم مشجبا يعلقون عليه فشلهم، ولن يكون لديهم مبرر أو سبب يستطيعون من خلاله تلفيق تهم العمالة والخيانة لمعارضيهم في الداخل والخارج، من أجل الزج بهم في غياهب السجون.

العسكر الجزائري، كما كان دينه وديدنه، اعتبر الدعوة “دعاية مخادعة وتبريراً لتغيّب الملك محمد السادس عن القمة العربية التي اختتمت أعمالها الأربعاء الماضي في الجزائر”،  فيما أفاد تقرير، نشرته وكالة الأنباء الرسمية للجنرالات، أن الملك قد أكد حضوره للقمة  من خلال رسالة شفوية بُلّغت لوزارة الخارجية الجزائرية، وأن لملك محمد السادس تخلف عن حضور القمة في آخر لحظة.

واعتبرت الوكالة، أن كل عدم حضور الملك للقمة “هو سيناريو مكتوب مسبقاً لتجنب مبرمج، والذي بدأ منذ وصول الوزير المغربي إلى مطار الجزائر، إذ عند وصوله بدأ يشكو من عدم احترام بروتوكولات الاستقبال، بينما أن البروتوكول نفسه قد جرى منحه لجميع نظرائه العرب”.

وكان وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمامرة، وفي إطار سياسة الهروب إلى الأمام، اعتبر تغيّب الملك محمد السادس عن قمة الجزائر بأنه “فرصة ضائعة كان يمكن أن تُستغل لتوفيرها فرصة لقاء بين ملك المغرب والرئيس تبون، لبحث تحسين العلاقات بين البلدين”، هذا في الوقت الذي كان الوفد المغربي يتعرض لمختلف الضغوطات والاستفزازات من طرف أجهزة العسكر.

كما اتهم تقرير الوكالة الرسمية للأنباء في الجزائر، وزير الخارجية، ناصر بوريطة، بممارسة “سلسلة من الاستفزازات الطويلة، والبحث عن حوارات صحافية، بهدف سرقة الأضواء، وتسليط الضوء على العلاقات الثنائية الجزائرية المغربية، من خلال التطفل على قمة عربية حاسمة تنعقد في ظرف استثنائي، بدلاً من المشاركة بطريقة بناءة مع نظرائه في المناقشات حول التحديات الحرجة التي تواجه العالم العربي، في ظل نظام عالمي جديد في طور التكوين”. متناسية أن الوفد الصحافي المغربي تم طرده من مطار بومدين، ولم يسمح له الدخول من أجل تغطية أشغال القمة، مما  يؤكد أن النظام الجزائري لم يكن يرغب في حضور الملك للقمة، لأن ذلك سيورط الجنرالات في عدد من المواقف التي ستفضحه أكثر أمام العالم، ولذلك بادر إلى استفزاز الوفد المغربي ومضايقته لعله يغادر القمة كذلك، لكن حنكة وكفاءة الرجال الذين يختارهم الملك ليكونوا على رأس الدبلوماسية الوطنية أتت أكلها.

وبخصوص سياسة اليد الممدودة التي أعلن عنها المغرب فقد سبق للملك محمد السادس أن دعا في مناسبات عدة الرئيس الجزائري إلى الحوار، من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين، إلا أن النظام العسكري الجزائري، ظل دائما يمارس سياسية الهروب والتضليل والتدليس على الٍرأي العام الداخلي والخارجي، وهي سياسية أبانت عن فشلها الذريع، وأصبح العالم يعرف من يبسط يده للحوار وتجاوز العقبات، ومن يفعل عكس ذلك دون مصوغ منطقي معقول.

ولد بن موح-عبّر

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع