بسبب المغرب.. فشل صفقة كبرى للغاز الطبيعي يسعد الجزائر ولكن جاءتها الضربة من إسبانيا

إقتصاد و سياحة كتب في 13 يونيو، 2024 - 19:51 تابعوا عبر على Aabbir
غاز طبيعي
عبّر

أعلنت مؤخرا شركة أبو ظبي الوطنية للطاقة “طاقة الإماراتية”، عن فشل صفقة الاستحواذ المشتركة على أسهم في شركة الغاز الطبيعي الإسبانية ناتورجي “Naturgy“.

وفي بيان لها، قالت شركة مرافق المياه والكهرباء التي تأسست في عام 2005، إن المناقشات حول اتفاقية تعاون محتملة مع شركة كرايتيريا كايكسا الإسبانية (CriteriaCaixa) والاستحواذ المحتمل على أسهم في “ناتورجي” انتهت، ولن تتمّ الصفقة.

طاقة الإماراتية

كما أكدت كرايتيريا الثلاثاء 11 يونيو الجاري، نبأ عدم التوصل لاتفاق مع طاقة بشأن الاستحواذ المحتمل على ناتورجي (أكبر شركة غاز في إسبانيا).

ووصلت القيمة السوقية لـ”ناتورجي” إلى 24.3 مليار يورو (26.14 مليار دولار أميركي) حتى يوم الإثنين 10 يونيو.

فشل الصفقة يسعد الجزائر

مصادر مهتمة، كشفت أن فشل الصفقة طمأنة الجزائر كثيرا “التي ترتبط بعقود تصدير غاز مع ناتورجي” لأن غازها الطبيعي لن يتدفق إلى المغرب بشكل عكسي.

وهو ما أكدته منصة “الطاقة“، حينما قالت نقلا عن مصادر جزائرية: “كنا نثق منذ البداية بصعوبة إتمام هذه الصفقة، وهددنا بوقف ضخ الغاز.. واليوم بعد انهيار الصفقة، فلن يذهب الغاز الجزائري إلى المغرب بأيّ طريقة لا ترضينا”.

ولو نجحت مفاوضات “طاقة” لكانت إحدى أكبر صفقات الاستحواذ التي يفوز بها صندوق ثروة سيادي على مستوى العالم، إذ تمتلك مؤسسة أبوظبي للطاقة المملوكة لصندوق الثروة السيادي “إيه دي كيو” (ADQ) في أبوظبي، أكثر من 90% من شركة طاقة.

وفي أبريل المنصرم (2024)، أعلنت صحيفة سينكو دياس الإسبانية أن محادثات انطلقت قبل شهر بين شركتي طاقة وكريتيريا للاستحواذ على “ناتورجي”.

و”كريتريا” هي المساهم الرئيس في مصرف كايكسابنك، وتمتلك حصة قدرها 26.7% في ناتورجي، في حين يملك صندوقا الاستثمار المباشر “جي آي بي” و”سي في سي” نحو 20% لكل منهما وصندوق “آي إف إم”الأسترالي (IFM) %15.

ناتورجي

الجزائر وناتورجي

بعد كشف المفاوضات بشأن استحواذ شركة طاقة على 40% من أسهم ناتورجي، أكدت الأخيرة في 7 ماي أن تغير هيكل المساهمين لن يؤثّر في أيّ من بنود عقود التوريد المُبرمة مع الجزائر.

جاء ذلك ردًا على تصريح لمسؤول قال فيه، إن الجزائر ستلغي شحنات الغاز إلى ناتورجي إذا بيعت أسهم الشركة الإسبانية لشركة أخرى.

وترتبط ناتورجي بعقود توريد الغاز مع شركة النفط والغاز الجزائرية سوناطراك لتصدير ما يصل إلى 5 مليارات متر مكعب سنويًا، وفق المعلومات المتوفرة حتى عام 2022.

كما وقّعت ناتورجي عقودًا لتوريد الغاز أو دفع غرامة إذا لم تستورده مع الجزائر حتى عام 2032.

وشكّل الغاز الجزائري قرابة ثلث واردات إسبانيا من الغاز في العام الجاري (2024)، وفق بيانات شركة إيناغاز مشغّل شبكة الغاز الإسبانية (Enagas).

وفي أبريل الماضي، تصدّرت الجزائر قائمة أكبر مصدّري الغاز إلى إسبانيا بنسبة 46%، تليها روسيا بنسبة 20%، والولايات المتحدة 8%.

وفي مايو من هذا العام، انخفضت واردات إسبانيا من الغاز المسال على أساس سنوي، وحلّت روسيا والولايات المتحدة على قائمة أكبر المصدّرين، واستوردت إسبانيا من الجزائر عبر الأنابيب 8.79 تيراواط/ساعة، بالإضافة إلى 1.47 تيراواط/ساعة.

ويصل الجزء الأكبر من الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر خط أنابيب ميدغاز التي تمتلك ناتورجي حصة أقلية فيه، وتمتلك سوناطراك 51% من أسهمه، كما تمتلك شركة سوناطراك الجزائرية نحو 4% من أسهم ناتورجي.

إسبانيا تضاعف إمدادا الغاز الطبيعي إلى المغرب

على الجانب الآخر، كشفت مصادر صحفية، أن إسبانيا ضاعفت بشكل غير مسبوق إمدادات الغاز الطبيعي إلى المغرب من خلال خط الأنابيب الذي يربط شبه الجزيرة الأيبيرية بالمملكة.

وكشف موقع “إل كونفيدونسيال ديجيتال”، أن “إسبانيا ستغطي الطلب الاستثنائي على الغاز الذي يحتاجه المغرب، حيث يمتلك الأنبوب الذي يربط البلدين قدرة تصدير تصل إلى 960 جيجاوات ساعة شهريا، وقد بدأ في الأسابيع الأخيرة بالتوريد بنسبة تقارب 100 في المائة”.

ولفت الموقع الإسباني، إلى أن “إسبانيا أعادت فتح خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي قبل أكثر من عام، بعدما أغلقته الجزائر من جانب واحد”.

ووصف المصدر ذاته، إعادة تفعيل الأنبوب عبر مضيق جبل طارق بـ”الحدث التاريخي، لأنه منذ ذلك الحين لم يعد يُستخدم لنقل الغاز الطبيعي إلى إسبانيا كما كان الحال دائما، بل تم عكس اتجاه تدفق الإمداد لإرسال الغاز من إسبانيا إلى المغرب”.

أنبوب الغاز

وأبرزت الصحيفة، أن “شحنات الغاز إلى المغرب تزايدت بشكل تدريجي خلال هذا العام، وفي الأشهر الأخيرة تم استخدام أكثر من 85 في المائة من القدرة القصوى للضخ باتجاه المغرب”.

وبالرغم من انزعاج الجزائر من التقارب المغربي الإسباني الذي أفشل مساعيها للإضرار بأمن المملكة الطاقي، تستمر إسبانيا في تعزيز إمداد المغرب بالغاز الطبيعي الذي يتم تحويله إلى كهرباء في محطتي عين بني مطهر، بالقرب من الحدود الجزائرية، وتاهدرات، بالقرب من طنجة.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمر بعدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز المغاربي -الأوروبي الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري ويمر على الأراضي المغربية، بعد أكثر من شهر من قرار الجزائر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط للسبب ذاته.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع