او نتا #واش_مشيتي_عندو_لدارو؟..ردا على “فيروس” العدل والإحسان

الأولى كتب في 24 مارس، 2020 - 16:43 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

كمال قروع

 

 

هناك العديد من علامات الاستفهام تطرح على مواقف بعض مكونات المجتمع المغربي، و خاصة فيما يتعلق بالقضايا المصيرية، حيث غالبا ما تتسم هذه المواقف بالسوداوية إلى درجة أن يخالجك الشك في أن هؤلاء يعيشون بين ظهرانينا.

 

 

هذا الكلام ينطبق بشكل كبير على عدد من قيادات جماعة العدل و الإحسان، المعروفة عند الكثير من المتتبعين بجماعة “بوكو خرافة”، فمواقفها ظلت دائما متعارضة مع الاتجاه العام الذي تسير مختلف مكونات الشعب المغربي.

 

 

و الحال أننا اليوم أمام معركة مصيرية مع وباء فيروس كورونا المستجد المعروف علميا بكوفيد 2019، و sars-cov2 ، الذي حصد آلاف الأرواح حول العالم و الذي اتخذت بلادنا بشأنه عدد من الإجراءات الإستباقية التي تمت الإشادة بها عالميا، فبعض قيادات هذه الجماعة التي تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي، انبرت مرة أخرى لتبخيس عمل السلطات الصحية و معها مختلف المصالح الوطنية في محاربة هذا الوباء و تشديد الخناق عليه.

 

 

و إذا كان بعض هؤلاء اختار أن يكون مدخله لنقد الدولة المغربية و تبخيس مجهوداتها مدخل اجتماعي، فإن سؤال التخفيف من وطأة الآثار الاجتماعية التي سيخلفها قرار فرض حالة الطوارئ الصحية في البلاد، على بعض الأسر المحدودة الدخل خلال هذه الفترة، هو سؤال جميع المواطنين مدعون للإجابة عنه، بما في ذلك هؤلاء المتنطعون من قيادات هذه الجماعة، الذين اعتادوا على الصيد في المياه الآسنة، و علة ذلك أن الدولة و بتعليمات ملكية قامت بإنشاء صندوق لمواجهة جائحة كورونا، و الذي ساهمت فيه جميع مكونات المغربي من مؤسسات خاصة و عمومية و أفراد ذاتيين و معنويين، و الذي يبغي بالأساس التخفيف من آثار هذه الجائحة على قطاعات عريضة من أبناء الشعب المغربي، و هو ما ترجمته عدد من القرارات الصادرة عن عدد من القطاعات التي التزمت بصرف مبالغ معينة لعدد من فئات الشعب المغربي، كالأرامل و منخرطي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذين تم توقيف نشاطهم و غيرهم، و إذا كان الحال أنه هناك فئة أو أخرى من المغاربة ليست ضمن الفئات المستهدفة فإن ذلك يسائل المجتمع ككل و ليس الدولة فقط، و هو سؤال يطرح نفسه أيضا على قيادات هذه الجماعة الإسلامية، فما الذي قدمته الجماعة للمجتمع و هي التي ترفع شعارات التضامن و التآزر في المحن و الأزمات، و المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص، فإذا كانت الدولة لم تجد وسيلة تقنية لإيصال دعمها و مساندتها لهذه الفئات بسبب عدد من الإشكالات التي تعمل قطاعات من دولة و منذ مدة مجهوداتها لحلها، فإننا سمعنا عن جمعيات كثفت حمالتها لدعم هذه الفئات، بينما لم نسمع أن جماعة بوكو خرافة، تحركت قيد أنملة لدعم و مساندة هذه الفئة.

 

 

فإذا كانت جماعة العدل و الإحسان، تصر على توجيه النقد للدولة رغم المجهودات الجبارة التي تقوم بها و التي من الضروري أن يدعمها و تنخرط فيها جميع مكونات المجتمع، طالما أن الظرفية تستدعي التعبئة العامة لمواجهة الوباء كل من موقعه و مكانه داخل المجتمع، هذا الوباء الذي يهدد العديد من الأرواح غالبيتها من كبار السن.

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع