الوطنية المغشوشة…عائلة الزفافي نموذجا

الأولى كتب في 27 أغسطس، 2019 - 12:17 تابعوا عبر على Aabbir
الوطنية المغشوشة...عائلة الزفافي نموذجا
عبّر ـ ولد بن موح

محمد بن حساين-عبّر

 

من الأمور التي تبعث على القرف و الغثيان هو ما أصبحنا نعيشه اليوم مع بعض من يحشرون أنفسهم عنوة في خانة المناضلين و المشتغلين في مجال الدفع عن حقوق الإنسان، أو الدفاع عن ملفات أو أشخاص بعينهم، حيث ما إن تصدر قرارات لا تتساوق مع تطلعاتهم و لا توافق مصالحهم حتى ينقلبوا على أعقابهم ضد البلاد و العباد و الملة أيضا في بعض الأحيان، فهو مواطنون ملتزمون بثوابت الوطن طالبا أن مصالحهم تتحقق، و كأن الوطنية مشروطة عندهم بمقابل، لذلك نجد من بينهم من يتنكر للوطن في أول امتحان بل و يشرع في مهاجمة رموزه و المس بقدسيته و شرف أهله، و منهم من يطالب بإسقاط الجنسية أو يقوم بحرق زواج سفره إمعان في الإهانة و تملقا للأعداء، علما أنه كان يستميت في الدفاع عن هذه الثوابت و ينافح عنها في كل المحافل و المناسبات، و يعطي للآخرين دروسا في الوطنية و حب الوطن و ضرورة الحفاظ على بيضة البلاد و وحدة العباد حتى و لو كان ذلك على حساب الأفراد.

 

 

مناسبة الحديث في هذا الموضوع، هو الوثيقة التي تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، و موضوعها الشكر و العرفان الذي تقدم به الزفافي الأب إلى والي جهة الحسيمة ، تازة، تاونات، بعد إصداره قرارا بتفويت دور القرية التي كان يقطنها السكان لهم.

 

 

المثير في الرسالة هو الطريقة التي تحدث بها أحمد الزفزافي، عن دور الولاية في التعامل مع ملف سكان القرية و كيف استجابت لمطالب أهلها، الذين وصفهم الزفزافي، بالمستضعفين الذين أنصفهم الوالي.

 

 

لكن الرسالة هنا جاءت في سياق تحقيق مصلحة، لذلك فهي تحمل عبارات الشكر و الامتنان، لكن عندما تعلق الأمر بإحقاق الحق و إزهاق الباطل، انقلب الزفزافي على عقبه، و أصبح يكيل المكاييل للوطن و يتعامل مع أعدائه، و لو كان الزفزافي الأب يحمل مثقل ذرة من الوطنية الحقيقية، لكان أول من يخرج ضد من أراد بهذا الوطن شرا، ة كان أول من يقف مع الحق حتى و لو كان ذلك ضد مصلحته الشخصية، و مصلحة أبناءه، فحب الأب لابنه يجب أن يكون محكوما بالحق.

 

 

فمقولة انصر أخاك ظالما أو مظلوما، أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل في قوله “انصر أخاك ظالما أو مظلوما” كيف ننصر أخانا وهو ظالم ..؟ قال الرسول: تنصروه بأن تردوه إلى الحق”.

 

الزفزافي نموذج مثل غيره من النماذج التي ترمز إلى المواطنة المنافقة أو المغشوشة، التي تدعي الوطنية و تتملق المسؤولين عندما تكون في خانة المستفدين، و سرعان ما تنكث عهودها و تتنكر لشعاراتها عندما يمس الحق و العدل مصالحها.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع