النيران “الصديقة” تحتدم في بيت البيجيدي و”بنكيران” يهيج قواعد الحزب قبيل اﻹنتخابات القادمة

الأولى كتب في 15 مارس، 2021 - 23:15 تابعوا عبر على Aabbir
بنكيران لإخوانه: اصمتوا تصرفاتكم ستكلف الحزب وسيتهم بخذلان الدولة
عبّر

فؤاد جوهر ـ عبّــر

 

نيران المواجهة على أشدها داخل بيت البيجيدي، بعد أن رفض رئيس الحكومة السابق أن يترك الحياة السياسية ويغادر في هدوء، وتجلى ذلك بتجميد عضويته من الحزب، وما يرافق ذلك من تهييج للطاقات الجديدة بالحزب الذي قاد الحكومة لولايتين متتاليتين، وهو ما أثث للأجواء المكهربة داخل الحزب اﻹسلامي قبيل اﻹنتخابات المقبلة.

 

وتوسع الشرخ السياسي بين الأعضاء الذين يمثلون الدعامات الحزبية مباشرة، بعدما صادقت الحكومة المغربية على مشروع قانون يتعلق بتقنين “الكيف” الذي يستخرج منه مخدر “الحشيش”، وتوجيهه للمجال الطبي، وهو المشروع الذي لم يرق لرئيس الحكومة الأسبق، ويعتبره منافيا لهوية الحزب،ليقرر قطع علاقاته مع عدد من قيادي الحزب، بما فيهم رئيس الوزراء سعد الدين العثماني.

 

تصدع سياسي وجرح غائر لا يمكن اخفاؤه، وحالة احتقان مرحلية داخل صفوف حزب العدالة والتنمية، لم تعد محصورة في البيت الداخلي، ولكن صداها تعدى كل الحدود ليصير مادة سياسية دسمة عامة يتابعها الرأي العام الداخلي والخارجي بشغف، وهو ما سيؤثر لا محالة على الوضع السياسي والمجرى العام للحزب ذي المرجعية اﻹسلامية.

 

محطات كثيرة كان آخرها تقنين نبتة “الكيف”، وهو ما فتح الجدل حول هوية واستقلالية قرارات الحزب، ولتجعله محط انتقادات واسعة من مناصريه، وأدخلته في حالة من التراشقات السياسية والنقاشات العميقة، وصلت الى حد القطيعة ونوع من التمرد الداخي، وفقدان السبطرة على القواعد أدت الى وصول الحزب الى مفترق الطرق.

 

جربدة “عبر.كوم”، ولتوضيح هذا الشرخ الداخلي، التقت بالأساتذ الباحث في العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة محمد الطالبي، والذي صرح بأن التوتر الحاصل والذي يصطنعه بنكيران، يسائل رئيس الحكومة السابق عن جدوى اﻹندفاع السياسي الذي وصل الى حد القطيعة، متناسيا القوانين التي مررها حين تقلده منصب رئيس الوزراء، مستهدفا الطبقة الوسطى وضربها الى الجيوب دون أن يقف أحد من زملائه ضد هذه القرارات.

 

ويرى الأستاذ الطالبي أن الحزب قد يتعرض في قادم الأيام ﻹنكماش ناجم عن هذه الحالة من التوتر، والتجاذبات السياسية التي ساهمت فيها مجموعة من القرارات، وهو ما قد يفتح المجال ﻹحتمال ظهور تيار جديد، وانسحابات من الهياكل الحزبية للعديد من القواعد، وزرع الشكوك في استمرارية الحزب اﻹسلامي في تصدر المشهد السياسي الوطني.

 

ويضيف الأستاذ الباحث أن الحزب يعيش عطب في العقل التصوري، ويمر بمرحلة عصيبة ومنعطف محوري، ويحتاج لصياغة أطروحة جديدة منبثقة من المخاض الجديد، كي يصلح للمرحلة القادمة خصوصا مع فشل الحوار الداخلي في محطات سابقة أفرزت عن تباين وجهات النظر بين أعضاء الحزب.

 

واعتبر الأستاذ الباحث أن اﻹستقالة لم تكن مفاجئة للمتتبعين للشأن السياسي، وهي تندرج ضمن الخرجات الجديدة لبنكيران في أفق اﻹنتخابات البرلمانية القادمة، بإعتباره واحد من أبرز الوجوه السياسية التي أطرت الحزب وأغناها بنقاشاته التي تتخذ طابع التهريج والعفوية في الغالب، والتي أدى الواثقون بسياسته “الشعبوية” ثمنها طيلة مدة تواجده على رأس الوزارة الأولى بالبلاد.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع