النفار قيمة اجتماعية وشخصية ضاربة بجذورها في أعماق التراث الشعبي بإقليم آسفي

الأولى كتب في 17 مايو، 2020 - 18:16 تابعوا عبر على Aabbir
النفار
عبّر

آسفي : عبد الرحيم النبوي

 

 

ظلت مهنة النفار بإقليم آسفي تقاوم الاندثار عاماً بعد عام مع تطور وسائل الاتصال وبات هذا الرمز الرمضاني، مهددا بالانقراض، بل أصبح يشهد انحسارا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، إلا أن صورته بقيت راسخة في أذهان الكبار والصغار، بحيث لا يكتمل شهر رمضان المبارك إلا بوجود ” النفار ” باعتباره مفهوما راسخا في الثقافة الشعبية لمنطقة عبدة واحمر، و تظل تلك شخصية الثقافية الجمالية والفنية، التي ما فتئت تعبر عن عمق فني متجذر، ضاربة بجذوره في أعماق التراث الشعبي بالمنطقة ذاتها .

 

 

فمع انطلاقة شهر رمضان، يترقب الصغار والكبار بآسفي والمناطق المجاورة للإقليم، رؤية النفار وهو يجوب الأزقة والدروب حاملا آلته النحاسية الطويلة الخاصة ، حيث يرسل من خلالها صوتاً قوياً يخبر السكان بالاستعداد لشهر الصيام، كما يسارع الأطفال خلال أيام الشهر الفضيل إلى رؤية النفار الصاحب الصوت القوي من شرفات منازلهم وهو يطوف بين الدروب ليوقظ الناس لتناول وجبة السحور، قبل طلوع الفجر

 

 

ويقول الحاج احمد العبدي، أن النفار كان جزءا من تقاليد رمضان، اعتاد الناس على تواجده كل شهر الصيام ، كان خلال الزمن الجميل، المنبه الرئيسي للصيام ، “كان يمر كل يوم ليوقظ الأسر لإعداد وجبة السحور، كما يوقظ النائمين قبل طلوع الفجر لتناول وجبة السحور”.

 

 

وابرز الحاج احمد العبدي، القيمة الاجتماعية للنفار والتي تكمن في قدرته على التواصل مع المواطنين، ” فخلال ليلة 27 من شهر رمضان يجوب بآلته النحاسية زقاق الحي ساعة بعد الإفطار ويقف أمام كل منزل، فيخرج الأطفال ليقدموا له شيئا من الحلويات وقليلا من المساعدات المالية، وان الهدف من ذلك تعليم الأطفال الصغار قيمة الصدقة والزكاة ومساعدة الآخرين وتبادل عبارات التهنئة بالعيد السعيد”، إلا أن اليوم ، حسب الحاج العبدي ، فان روح التواصل قد تلاشت نظرا للتطور الطبيعي للمجتمع، الإضافة إلى فقدان بعض العادات المرافقة لشهر الصيام، وذلك بفعل تطور الزمن .

 

 

ويبقى شهر رمضان عند ساكنة إقليم آسفي والمناطق المجاورة له، ذلك الشهر المبارك الحافل بالعطاء من خلال ما يحمل من عادات وتقاليد توارثتها الأجيال، إلى جانب ما يميزه من أجواء روحانية، ورغم التطور التكنولوجي الذي يشهده العصر، فلازال وجود النفار حاضرا بقوة خلال هذه الأيام المباركة كظاهرة اجتماعية من شأنه أن يضفي طابعا خاصا على أجواء هذا الشهر الكريم .

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع