النضال و النضال

الأولى كتب في 2 ديسمبر، 2019 - 20:02 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

 

كمــــــال قــــــروع 

 

 

النضال كما نعرفه هو تعبير عن وعي و حس و يقظة، و مدرسة نعلم فيها و منها التعبير عن ما يؤرق الناس في إطار الحفاظ على المصلحة العامة للوطن و المواطن، لكن الملاحظ في وطننا الحبيب هو أن هذا النضال تحول إلى فوضى لا قرار لها، فما أن يشرب شخص ما ما تيسر له من المشروبات، حتى يخرج علينا و هو يزبد و يرغد و يوزع الشتائم و السباب يمنة و يسرى، حتى أن بعضهم وصلت بهم الوقاحة و الصفاقة، إلى سب عموم الشعب المغربي قاطبة، و هذا إن ذل على شيء فإنما يدل على أن مطلق هذا السباب كان في غير وعيه أو حالته الطبيعية نتيجة ما يتعاطيه من محرمات.

 

 

النضال في وقتنا الراهن و خاصة مع سيطرة وسائط التواصل الاجتماعي على الحياة اليومية للأشخاص، تحول إلى نوع من أنواع الفوضى التي تتلوث بها الساحة السمعية البصرية في بلادنا، بل تحول في غالب الأحيان إلى باب من أبواب الاسترزاق و الكدية، فما أن يجلس شخص مغيب ذهنيا وراء حاسوبه، حتى يبدأ في تشنيف أداننا بمنطقه الفاسد الذي لا يقدم و لا يؤخر.

 

 

و أمثال هؤلاء ويا للعجب، أصبحوا من فرط تقمصهم لدور المناضل، يخيل لهم أنهم بالفعل مناضلين، بل و أعطوا لنفسهم الحق أن يطالبوا الناس بالتضامن معهم و الوقوف معهم، بعد أن تزل قدمهم في الممنوع، و بعد أن يتجاوزوا كل الخطوط إلى درجة سب و شتم هؤلاء الذين يطالبونهم اليوم بالتضامن معهم.

 

 

إن النضال الذي لا يحترم العقول و لا يقف عن المقدسات، ولا يراعي مشاعر الناس و قيمهم و تواثبهم ليس نضالا بالمرة، و لا يمكن لصاحبه أن يصف نفسه بالمناضل، خاصة أن نضاله هذا لا يكون إلا مقترن بالغياب عن الوعي، و لا يكون أساسه إلى السب و الشتم و توزيع الاتهامات في جميع الاتجاهات دون اعتبار لأحد أو لرمز أو لقيمة أخلاقية أو معتقدية.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع