محمد بالي-عبّر
هناك من يتعامل مع التقارير الصادرة عن المؤسسات الوطنية سواء العمومية أو المستقلة، بنوع من الانتقائية و المزاجية، فعندما يعزف تقرير ما على هواهم و أنغامهم، يهللون له و يشيدون به بل و يجعلون منه مرجعا و دليلا يمارون به خصومهم، أما عندما يكون هذا التقرير لا يتساوق و ما يدور في خلد أنفسهم المريضة، فيسارعون إلى نقده و نقضه و تبخيسه من جميع الجوانب.
و كمثال على ذلك ما تعرض له تقرير المجلس الوطني لحقوق الانسان، حول ما عرف بسجناء حراك الريف، من انتقادات و اتهامات مجانية، حتى من أولئك الذين طبلوا و أشادوا بتقارير أخرى للمجلس نفسه، فقط لأنها جاءت وفق هواهم و آمالهم، و هذا ما يفضح انتهازية هؤلاء الذين ينطبق عليهم قول الله عز و جل “يؤمنون ببعض الكتاب و يكفرون ببعض”، فإما أن يؤمنوا بأن من يصدر هذه التقارير يحظى بالمصداقية اللازمة و بالتالي نقبل إصداراته و نعطيها قدرها، أو أنه لا يمتع بتلك الصفة و بالتالي لا نقبل منه أي نتاج.
لكن و الحال أننا ننتقي ما يصدر عن المجلس و غيره حسب الأهواء و الشهوات، كما حصل عندما هلل هؤلاء العدمين لتقرير المجلس الوطني لحقوق الانسان، حول قضية عماد العتابي، و كان أولهم الزفافي، الذي يأتي الآن حواريه و من يدورن في فلكهم لتبخيس تقرير المجلس و التشكيك في مصداقيته.
اترك هنا تعليقك على الموضوع