الميركاتو الصيفي استعداد لانتخابات 2021 بإقليم تارودانت

عبّر معنا كتب في 29 مايو، 2021 - 13:46 تابعوا عبر على Aabbir
تارودانت
عبّر

خالد أنبيري – عبّـــر

 

 

ونحن على أبواب الإستحقاقات الانتخابية التي حددت وزارة الداخلية تواريخ إجرائها نهاية هذه السنة، سارعت العديد من الفرق، عفوا، الأحزاب السياسية بتارودانت إلى استقطاب مجموعة من الوجوه السياسية المعروفة بالإقليم، من أجل الدخول لغمار الانتخابات، ليس بوجوه جديدة كما ننادي دائما، وإنما بوجوه كانت حتى الأمس القريب تنتمي لأحزاب سياسية أخرى.

 

ويعرف الميركاتو الصيفي لانتخابات 2021 بتارودانت تنافسا كبيرا بين الأحزاب التقليدية التي ظلت في واجهة الأحداث السياسية والإنتخابية بالإقليم، خصوصا بين أحزاب الإستقلال والعدالة والتنمية والإتحاد الإشتراكي والأصالة والمعاصرة، حيث استطاع حزب الإتحاد الإشتراكي الذي فقد العديد من مقوماته خلال الإنتخابات الماضية استقطات عدد من روؤساء الجماعات التابعين لحزب الإستقلال في صفقة انتقال حر، ساهم في نجاحها احتكار هذا الحزب من طرف آل قيوح الذين يتربعون على عرش كل اللوائح الإنتخابية طمعا في الإستمرار في الظفر بمقعدين برلمانيين على مستوى مجلسي النواب والمستشارين، الشيء الذي لم يستسغه عبد السلام السوسي أحد الوجوه البارزة في حزب علال الفاسي بتارودانت ورئيس الجماعة الترابية لسيدي دحمان لأزيد من 3 ولايات انتخابية، ورئيس الجماعة الترابية لسيدي بورجا كريم القدوري وهو أيضا من الوجوه التي كان يعول عليها حزب الميزان خلال الانتخابات السابقة، حيث من المنتظر ان يستقطب معه هذا الأخير روؤساء جماعات تابعة لقيادة تازمورت، خصوصا وأن حزب الوردة يتجه لتزكيته كوكيل اللائحة خلال نيابيات 2021، مما شكل ضربة قوية لحزب الاستقلال وزعيمه عبد الصمد قيوح الذي يسعى لتحقيق نتائج ايجابية في هذه الانتخابات تمكنه من العودة للواجهة والظفر أيضا بمجلس الإقليم.

 

الفريق الآخر أو بالأحرى الحزب الآخر الذي دخل الميركاتو الصيفي بقوة أيضا هو حزب التراكتور الذي استطاع استقطاب أحد الوجوه البارزة في حزب العدالة والتنمية والذي لعب دورا كبيرا في النتائج التي حققها هذه الحزب خلال انتخابات 2015 و 2016 بالإقليم، بعدما استطاع اكتساحه والظفر بثلاث مقاعد برلمانية ومجموعة من الجماعات الترابية، وهو عبد اللطيف لمين، ابن منطقة مشرع العين، حيث يراهن عليه خالد الحاتيمي الذي زكاه عبد اللطيف وهبي على رأس لائحة حزب الأصالة والمعاصرة بتارودانت الجنوبية، من أجل تحقيق مقعد بهذه الدائرة وخلق المفاجأة، خصوصا في ظل اعتماد القاسم الانتخابي والذي قد يلعب دورا كبيرا في تحقيق الحاتيمي لمقعد ظل عبد اللظيف وهبي يسعى للظفر به بتارودانت الجنوبية دون ان يفلح في ذلك، ضف إلى ذلك أنه يسعى لتحقيق نتائج ايجابية بمعقله تارودانت خلال هذه الانتخابات التي يخوضها كأمين عام لحزب التراكتور.

 

تبقى إذن هذه أبرز الوجوه المعروفة في الساحة السياسية بإقليم تارودانت والتي غيرت الوجهة نحو أحزاب أخرى طمعا إما في الظفر بمقعد برلماني أو تحصين المكتسبات والبقاء على رأس الجماعات التي ظلت تسيره، وهو الشيء الذي ينطبق بشكل كبير على الاستقلالي عبد السلام السوسي، والذي من المنتظر أن يفقد رئاسة جماعته خلال هذه الانتخابات، الشيء الذي دفعه للإنتقال الى حزب الاتحاد الإشتراكي، خصوصا وأن هذا الأخير قام بعمل جبار بهذه الجماعة بغية الإطاحة بالسوسي رفقة حزب الأصالة والمعاصرة والذي استطاع استقطاب اعضاء كانوا إلى الأمس القريب تابيعن للسوسي بجماعة سيدي دحمان، مما يشكل تهديدا حقيقيا لهذا الأخير، ومن يدري قد يتراجع عن خوض الإنخابات هذه المرة للخروج برأس مرفوع قبل أن تلفظه الساكنة التي تسعى للتغيير.

 

ولعل أكبر الخاسرين خلال هذه الميركاتو هو حزب العدالة والتنمية بعدما قدم مجموعة من أعضائه استقالاتهم من الحزب والإلتحاق بأحزاب أخرى، لكن ما يحسب له أنه استطاع رغم الهزات التي كانت تصيبه بين الفينة والأخرى الإختفاظ بالركائز التي ظل يعتمد عليها خلال الانتخابات الماضية، وهي الفئة المستفيدة داخل الحزب بإقليم تارودانت والتي تتناوب على مؤسساته سواء الحزبية أو النقابية أو الدعوية.

 

ويبقى حزب الأحرار الذي لا يمكن أن يمنح تزكيته للانتخابات البرلمانية إلا لشخص واحد ظل على رأس هذا الحزب بالاقليم، وهو محمد بوهدود بودلال، الرجل الذي احكم قبضته على هذا الحزب منذ عقود من الزمن، حيث ظل دائما هو المرشح الذي يظفر بأحد مقاعد تارودانت الجنوبية، فرغم أنه كانت قد تناسلت بعض الأخبار في الآونة الأخيرة تفيد تزكية عبد الحفيظ بوسيف ابن منطقة الكردان كوكيل للائحة حزب التجمع الوطني للأحرار بتارودانت الجنوبية بدل قيدوم الحزب بودلال، إلا أنه سرعان ما تم تكذيب الخبر من طرف مصادر من الحزب، لكن وإلى حدود كتابة هذه الأسطر لم يتم بعد الحسم في من سيتقدم لائحة حزب أخنوش بتارودانت الجنوبية مما يطرح مجموعة من السيناريوهات التي قد يتم الكشف عليها في الأيام القليلة المقبلة، والتي من الممكن أن تلعب دورا كبيرا في زعزعة استقرار هذا الحزب.

 

 

لكن بين هذا وذاك هل سيستفيد اقليم تارودانت وجماعاته الـ89 من هذا الصراع وهذا التنافس الشرس بين الأحزاب السياسية، أم أنه سيظل فقط خزانا انتخابيا يولي له هؤلاء الاهتمام فقط غي هذه الفترة، أسئلة الزمن وحده الكفيل بالاجابة عنها، وساكنة الإقليم وحدها هي التي ستقرر مصيرها رغم ان كل المؤسرات توحي بأن نفس الوجوه التقليدية تستعد للعودة مرة أخرى للتربع على كراسي المسؤوليات والتحكم في ميزانيات المجالس المنتخبة، في انتظار  تغيير قدر هذا الإقليم للأحسن وتجديد نخبه بدل تنتقل نفس الوجوه بين الأحزاب.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع