المناعة النفسية والاجتماعية ضد كورونا(2)

عبّر معنا كتب في 23 مارس، 2020 - 18:14 تابعوا عبر على Aabbir
المناعة النفسية والاجتماعية ضد كورونا
عبّر

عبد العالي الشرفاوي ـ عبّر

 

 

 

 

كما يحتاج الجسم إلى مناعة  فطرية أو مكتسبة للحماية من الأمراض والسموم والجسيمات الغريبة، فالمجتمع ككل يحتاج إلى مناعة جماعية، والمناعة أمام فيروس معدي لابد أن تكون مناعة جسدية ونفسية، لأن المرض معد فالمناعة تكون اجتماعية بالضرورة، وكما يعمل الجسم من خلال أجهزته على إنتاج عناصر المناعة، فالمجتمع يعمل من خلال معتقدات أفراده، عل تقوية جهاز مناعته.

 

فقد تحدث المختصون في التغذية وصحة الجسم على ما يمكن أن يقوي مناعة الجسم، سواء باقتراح أطعمة غنية بفتامينات، ومكملات غذائية، أو بتجنب أغذية تضعف المناعة، أو بمزاولة الرياضة، وفي هذا نجد زخما من التوصيات يقدمها مختصون، ومهتمون وهي من صميم اههتمام الانسان بأهم مايملك، وماهو مؤتمن عليه، إضافة إلى كونها تقوي قدرة مقاومته للفيروسات والامراض.

 

إلا أن الحديث عن المناعة النفسية، يجده الكثير من الناس غير ذي علاقة، وهو أمر مهم يجب التنبه له، وأخذه بعين الاعتبار، كون الحالة النفسية هي لصيقة بالحالة الجسدية، فالجسم يمتلك أنظمة نفسية ترتبط مع نظام المناعة الحيوية، وتتحرك لتخليص الجسم من المشاعر السلبية، والضغوطات والمخاوف والتهديدات والمخاطر… حتى أن حالات الخوف والقلق والاكتئاب والتوثر، ثبت مساهمتها في إضعاف كبير للمناعة، ويصفها عدد من المختصين في الصحة بمثابة جسر لاستقبال عدد من الأمراض، حيث تقوم في الغالب باستدعاء  الإصابة بها.

 

بالمقابل فالحالة النفسية الجيدة تتحكم في الانفعالات والمشاعر السلبية، وتسيطر على الوضع الصحي بصفة عامة، وتتمكن من تمثل السلوك السوي والعاقل في التعامل مع الظاهرة المرضية، عبر  اختزال عددا من الميكانزيمات المعرفية التي تحمي من الشعور بمعاناة المشاعر السلبية المتطرفة.

 

والمناعة النفسية تعني تمثل أفكار إيجابية بخصوص الصحة، وتتقوى بماتتغذى به النفس من افكار ومعتقدات، مبدؤها الاطمئنان إلى توجيهات المختصين في مجال الصحة، والنظر إلى الفيروس أنه مجرد فيروس لايملك إرادة، وأن الإنسان هو صاحب الإرادة والقادر على الصمود أمام الفيروس، وأن الانسان يستطيع أن يتخذ تدابير يعز الفيروس على تجاوزها، هكذا فالمعلومة الصحيحة حول الفيروس والمستقاة من المصادر ذات المداقية، هي أهم عنصر يغذي الصحة النفسية، فالمعلومة الصحيحة هي التي قدمها المصابون الأوائل بالفيروس، وبناء على ماحدث بعيدا عنا نستطيع أن نتخذ السلوك المناسب، بدون تهور، وبدون جزع.

لتتقوى المناعة النفسية يجب التركيز على الصحة وليس على المرض، والايمان العميق بأن قوة مناعتك أقوى من الفيروس، وأن الشفاء في حالة الإصابة ممكنة، وأن الحياة مستمرة، ومن حسن إلى أحسن.

 

وتساعد تمارين وعادات كثيرة في تقوية المناعة النفسية، على رأسها التنفس السليم والعميق، وتمارين الاسترخاء، إضافة إلى تمارين الرياضة والتغذية المتوازنة، وعدم التفاعل مع المواقف المثيرة للغضب والقلق والانفعال، ويوصي المختصون دائما بوضع مسافة بين الذات والمحيط، بشكل لايجعل المرء يذوب في وضعية المشكلة، وهذا تمرين نمر به يوميا.

 

وعلى رأس التمارين تنمية العقل بالمعارف التي تشكل مرجعا للمواقف التي نتعرض لها، وذلك هو مايجعل السيطرة على العواطف والمشاعر أمرا سهلا وممكنا، بل يجعل التعامل مع المستجدات بكثير من اليقظة والتقبل والاستيعاب.

 

ومقياس المناعة النفسية يظهر جليا في الحالة الصحية عموما، وفي التمتع بمستويات عالية من الهدوء والسكينة والطمئنية، تجعل الانسان يمتلك قدرة في التحكم في عواطفه ومشاعره، ونزواته، ودوافعه الغريزية.

 

يتبع 

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع