الملك و الإستثناء المغربي

الأولى كتب في 13 مارس، 2020 - 20:41 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

 كمــــــال قــــــروع 

 

مع تفشي وباء كورونا في الصين و بداية انتقاله إلى عدد من الدول المجاورة ككوريا الجنوبية، و منها إلى دول اوربية ثم عربية، كان من الضروري أن ننتظر نحن كمغاربة و بترقب كبير متى ستعلن السلطات الصحية في بلادنا عن تسجيل أول حالة إصابة بهذا الفيروس، و هو أمر كان لا مفر منه، بالنظر إلى حرية التنقل و السفر التي تطبع تحركات الاشخاص عبر العالم.

 

لذلك يمكن القول أنه من سابع المستحيلات أن يكون المغرب الذي يعتبر وجهة سياحية متميزة و بوابة رئيسة للعالم إلى إفريقيا، في منأى عن تسجيل إصابة هنا أو هناك، و هو الأمر الذي وقع، حيث تم تسجيل حالات إصابة لأشخاص وافدين أو من أفراد الجالية، لكن السلطات الصحية في بلادنا و رغم الهدوء و الصمت الذي أدخل نوع من الشك في صدور عدد من المواطنين، أثبتت انها قادرة على التحرك في الزمان و الوقت المناسبين.

 

و على الرغم من الانتقادات التي وجهت إلى الحكومة المغربية في تعاطيها مع الأزمة الوبائية للفيروس حول العالم، إلا أن التدخل الملكي العملي في الموضوع بإنشاء مستشفى ميداني بمطار ابن سليمان العسكري، أثلج صدور المغاربة، خاصة و أن الأوامر الملكية جاءت متزامنة مع تأزم الوضع ووصوله إلى ذروته في عدد من الدول مثل إيطاليا التي فرضت حجرا صحيا على كامل ترابها الوطني.

 

فالتعليمات الملكية بإنشاء هذا المستشفى في ظل الترهل الذي يطبع تحركات حكومة العثماني، جاءت في إطار الرؤية الاستباقية لكل طارئ قد يحدث في بلادنا، و هو الأمر الذي بعث نوع من الارتياح في صفوف المواطنين، و هو أمر ليس بالغريب و لا الجديد على الملك، الذي طالما عودنا على مثل هذه المبادرات التي تؤكد على الاهتمام البالغ الذي يوليه الملك محمد السادس لرعاياه، خاصة و أن الأمر يتعلق اليوم بوباء عالمي حصد آلاف الأرواح حول العالم، و بالتالي كان لابد من قرارات استباقية حاسمة لا قدر الله و ساءت الأمور أكثر.

 

التعليمات الملكية طبعا في هذا الاتجاه لن تكون الأخيرة، فقد رأينا كيف استجاب الملك لنداء طلبة مدينة ووهان بؤرة الوباء الأولى و سارع بأرسال طائرة خاصة نقلتهم إلى بلادهم، حيث قدمت لهم جميع الخدمات الصحية اللازمة حتى أعلن عن خلوهم من أي عدوى قد تفتك بهم و بأسرهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الحرص الملكي الكبير على صحة و حياة رعاياه أينما حلوا و ارتحلوا، و أن التعليمات التي يوجهها للمسؤولين في مراكزهم المختلفة بضرورة وضع الموطن في سلم الاهتمامات، هو أو من يلتزم بها و يطبقها على أرض الواقع، و هي رسالة و دعوة واضحة للحكومة و لجميع المصالح لمزيد من اليقظة لمواجهة كل ما يهدد المغرب و المغاربة.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع