المساعدات الإنسانية بتندوف تستعمل كأعلاف لقطعان قيادة البوليساريو

عبّر معنا كتب في 18 يونيو، 2021 - 20:17 تابعوا عبر على Aabbir
المساعدات الإنسانية
عبّر

بقلم محجوب البرش السباعي

 

المساعدات الإنسانية بتندوف تستعمل كأعلاف لقطعان قيادة البوليساريو
 

في 2015 فجر المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال المعروف باسم (OLAF) فضيحة بيع و سرقة المساعدات الأوربية المخصصة للاجئين بمخيمات تندوف التي تسيرها البوليساريو. في تقريرها الذي يغطي الفترة بين 2003-2007، افتضح أمر قيادة البوليساريو التي تبيع المساعدات في الأسواق الموريتانية و جنوب الصحراء لشراء الأسلحة بثمنها أو مقايضتها، في الوقت الذي تم تسجيل حالات من سوء التغذية و ضعف الصحة و خصاص كبير في المواد الغذائية خاصة بعد فيضان 2015.

 

تقرير OLAF التابع لمفوضية الاتحاد الأوربي كشف أن الأغطية و الأدوية و مواد البناء التي كانت موجهة لمساعدة اللاجئين لم يتم توزيعها على مستحقيه، بل تم اختلاسها من طرف قيادة البوليساريو مع ظروف الإغلاق العالمي بسبب جائحة كورونا، تزداد الأمور سوء بمخيمات الرابوني التي زادتها سوء ظروف المناوشات العسكرية التي تقوم بها البوليساريو من داخل التراب الجزائري. بعد 13 نونبر 2021، أعلنت البوليساريو حالة الطوارئ بالمخيمات مما أدى إلى حملة تجنيد جماعي لكل الفئات النشيطة، التي تلاها حرمان اللاجئين من كل الأنشطة المعاشية التي كان يسترزقون منها.

 

بعد إصابة زعيم البوليساريو، ابراهيم غالي، و ترحيله للعلاج سرا إلى إسبانيا باسم و هوية جزائرية، تعود للواجهة قضية المساعدات الإنسانية التي تخصصها الأمم المتحدة للاجئين بمخيمات تندوف و تسهر جبهة البوليساريو على توزيعها. لما أخذت الجمعيات الحقوقية الصحراوية علما بتواجد زعيم البوليساريو باسم “محـمد بن بطوش”، تحركت لمقاضاته بسبب ارتكابه جرائم القتل و التعذيب و الاغتصاب و الاختفاء القسري في حق لاجئين و عائلاتهم. “المعدلة منت الكوري ولد محـمد سالم” هي أول ناشطة حقوقية بإسبانيا تنظم اعتصاما خارج مستشفى San Pedro بمدينة لوغرونيو، حيث يرقد “محـمد بن بطوش”.

 

في تصريحات مسجلة، أكدت الناشطة المعدلة أن معرفة مصير والدها الذي سجنه و عذبه زعيم البوليساريو ابراهيم غالي سنة 1977، هو أحد دوافعها لمقاضاة لقيادة البوليساريو حيثما حلوا و ارتحلوا. بصوت متهدج لا يخفي عزيمتها و إصرارها في متابعة جلادي البوليساريو، تقول المعدلة “لم يراعوا شعور والدتي ولم يكلفوا نفسهم مجرد الاعتذار لنا، رغم أنهم حرمونا من رؤيته وحرموا والديه، بل إنهم لم يكلفوا أنفسهم الحديث معي بهذا الخصوص، لذلك لم أستطع تحمل هذه الإهانة”.

 

الشعور بالإهانة لإعدام والدها و164 ضحية أخرى، بينهم 57 شخصا تم قتلهم بدم بارد في سجون البوليساريو الرهيبة، دفع المعدلة منت الكوري لتأسيس جمعية حقوقية تحمل اسم “الجمعية الصحراوية لمحاربة الإفلات من العقاب في مخيمات تندوف ASIMCAT” و الترافع باسمها في كل المنتديات العالمية، و وضع شكاية مباشرة لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان بجنيف. مقاضاة جبهة البوليساريو بمدريد بسبب جرائمها ضد الانسانية، ما هي إلا حلقة من أنشطتها الحقوقية التي تجلب لها تهديدات بالتصفية الجسدية و الانتقام من بقية أفراد عائلتها الذين لازالوا يقطنون بمخيمات اللاجئين بالرابوني، بتندوف فوف التراب الجزائري.

 

مقاضاة المعدلة منت الكوري لزعيم البوليساريو بإسبانيا دفعت قيادة البوليساريو لحرمان و إقصاء عائلتها من الحصص الغذائية و المساعدات الإنسانية المقدمة من لدن “برنامج الأغذية العالمي “.WFP جريمة تجويع عائلة الكوري بالرابوني، أعادت للأذهان جريمة بيع المساعدات المخصص للاجئين التي فضحها تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال المعروف باسم (OLAF) سنتي 2007 و 2015.

 

في هذا السياق، صرح الحقوقي و المعتقل السابق “بوزيد مولاي” أن قيادة البوليساريو “تستعمل المساعدات المخصصة للاجئين كـأعلاف لقطعان إبلها و مواشيها” مما يفرض على البوليساريو تقليص الحصص التموينية و حرمان المغضوب عليهم لاستعمالها علفا أو إعادة بيعها بأثمنة جد مرتفعة.

 

و مع توالي حملة التضامن مع عائلة “الكوري” بمخيمات تندوف و خارجها، بات من الضروري تدخل المفوضية السامية للاجئين و برنامج التغذية العالمي و المفوضية السامية لحقوق الإنسان لحماية النشطاء الحقوقيين و عائلاتهم من البوليساريو التي باتت تصرفاتهم الجنائية تحت سمع و أنظار المحاكم الدولية.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع