المخلدون في الأرض: أمحند العنصر

منوعات كتب في 23 سبتمبر، 2018 - 18:38 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

إعداد: كمال قروع

في هذا الباب، نحاول تسليط الضوء على شخصيات بصمت تاريخ المغرب الحديث والمعاصر، من سياسين واقتصاديين ومسؤولين تربعوا على كراسي بشكل مل معهم المغاربة وجودهم واصبحوا مخلدون رغم انف الجميع..وفي حلقته الأولى، يسلط الضوء برنامج المخلدون في الأرض على السيد أمحند العنصر، الذي لم يغادر المناصب الوزارية لأزيد من 38 سنة، قبل ان يتربع على كرسي رئاسة جهة فاس ـ مكناس، يكاد يكون حاملا لرقم قياسي، ولما لا الدخول في موسوعة غينيتس، ما لم يقارن بالوزير الراحل مولاي احمد العلوي.

المقربون لمحند العنصر يعرفون عنه أنه رجل الحلول الهادئة، وصانع ديبلوماسية الوصول إلى الكراسي عبر سد الثغرات، وانه أيضا صاحب الأعصاب الحديدية، لكنه، مؤخرا، حين خاطب أعضاء مجلسه الوطني، لم يتمالك مشاعره فوجه انتقادات لاذعة لبعض أعضاء مكتبه السياسي، قبل المجلس الوطني الذي سينطلق الأسبوع المقبل،وهي المواقف وردات الفعل المسماة سياسيا، جس نبض المقربين واختبار ردة فعل المنافسين..

الحرب الكلامية داخل الأحزاب السياسية، شيء طبيعي ولابد منه، خاصة قبيل حلول انتخابات المجالس الوطنية وتجديد الثقة في اصحاب الكراسي المخلدون عليها..

وللتعريف أكثر بامحند العنصرـ فقد ولد بإموزار مرموشة، وهي المنطقة التي عرفت انتحار أخته خديجة التي بكاها بحزن وحرقة.لكن العارفين لا يخفون ارتباطه بمنطقته، وإن كان هذا الارتباط لا تواكبه عناية خاصة بها.

رجل تسلق إلى القيادة الحزبية للحركة الشعبية أثناء الغضبة المعروفة للملك الراحل الحسن الثاني على المحجوبي احرضان سنة 1994، وهي الغضبة التي ينسبها أحرضان إلى الراحل البصري.

لم يتوقف أحرضان حينها إلى توجيه انتقادات شديدة اللهجة للعنصر، خاصة أثناء الحملة الانتخابية التي عاد فيها احرضان بحزب جديد سماه حينها الحركة الوطنية الشعبية، وقد نعت للعنصر بنعوت تحيل إلى الكثير من الأوصاف الانتقادية والتشبيهية.

بذكائه عرف يوما ان دبلوم المدرسة الإدارية لن ينفعه كثيرا، خاصة أن ابن منطقته وحاميه حينها المحجوبي احرضان يهيمن على قطاع الاتصالات، فغادر وزارة الوظيفة العمومية التي قضى فيها مرحلة قصيرة من العمل لينال شهادة في الاتصالات السلكية واللاسلكية، تسهل مهمة المحجوبي احرضان في إيصاله إلى المناصب العليا، وكذلك كان.

فمن مدير إلى مدير عام للبريد ثم كاتب عام فوزير للبريد والمواصلات، حيث يتذكر الجميع رعشته وهو يستعد لتلقي مكالمة هاتفية من الملك الراحل الحسن الثاني بمناسبة إضافة رقم على الأرقام المعمول بها أنذاك في الهاتف.

انتخب مرارا نائبا في منطقة بولمان، ومرارا زعيما لحزب الحركة الشعبية، ومعه الحركة الوطنية الشعبية بعد الاندماج، وعين مرارا وزيرا في مختلف الحكومات التي دخلها اليسار واليمين وأحزاب المرجعية الدينية .

قاد حزبه إلى ملء الفراغات في تشكيل مختلف الحكومات”طالع واكل نازل واكل”، فتعايش مع اليسار الاشتراكي واليسار الشيوعي واليمين بكل ألوانه، وكذا أحزاب المرجعية الدينية.

استطاع أن يتحكم في مسار حزيه بالرغم من الفضائح التي تسبب فيها وزراءه خلال الحكومات المتعاقبة، وكان أكثرها خلال حكومة بنكيران بنسخها الثلاثة، قبل ان تطال وزاره فضيحة “منارة المتوسط” ليعمد الى تغيير تشكيلته الوزارة بإختيارات شابها المعارف والزبونية، بعيدا كل البعد عن الكفاءة والمهنية، وهو امر عادي اعتاده المغاربة.

العنصر، تلقى ضربة قوية من جل وزراءه، على مر السنون، الروج اوزين مبدع ..قبل ان يبحث على “اكفاء”، يوجهون له ضربة اخرى بسبب اعفاءات بموجب ربط المحاسبة بالمسؤولية، ليصبح حزبه محطما للرقم القياسي في المشاكل التي أحدثها وزراءه.

العنصر، هذه الأيام، كثير المقام بالرباط، حيث سيعقد مجلس حزبه الوطني، ومنذ الساعة وهو الضامن للتربع على اكتاف الحركيين شاء من شاء وكره من كره، وما خرجاته وخرجات ابنه الا دليل على كون السيد باق او مبغيش يتنازل فمرة على الكرسي الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ونتما ا المغاربة شربو من البحر فهؤلاء هم المخلدون في الأرض وابنائهم اللاحقون..

 

المصدر: تقارير ومقالات سابقة للكاتب 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع