الكنبوري: مظاهرة نساء فجيج وهن يرتدين الحايك احتجاجا على تفويت قطاع الماء له أكثر من دلالة

سياسة كتب في 29 يناير، 2024 - 10:00 تابعوا عبر على Aabbir
الحايك
عبّر

 

قال المحلل السياسي، إدريس الكنبوري، إن مظاهرة نساء مدينة فجيج، يوم السبت، وهن يرتدين الحايك احتجاجا على تفويت قطاع الماء إلى شركة جهوية له أكثر من دلالة.

 

وأوضح المحلل السياسي، أن ” التظاهر بالحايك يعني أن الأمر يتعلق بمظاهرة محافظة ضد الحداثة التي هي التدبير المقنن للماء في عصر الدولة البيروقراطية التي تعمل على “عقلنة” كل شيء. بهذا المعنى التقليد يعي جيدا أين يكمن فشل التحديث الشكلي؛ وأنه يكمن في الاستغلال باسم التحديث”.

 

وأضاف الكنبوري، في تدوينة على حسابه بموقع ” فيسبوك”، أن الدلالة الأخرى أن ” هذه التظاهرة المتميزة التي ستدخل تاريخ الاحتجاج في المغرب انطلقت من الهامش وليس من المركز؛ فمدينة فكيك لا نسمع بها إلا لماما؛ ومثلها مثل مناطق الهامش الأخرى لا يسمع بها أحد إلا في المآسي؛ كالزلازل والعطش والهجرة السرية وتساقط الثلوج والعزلة؛ ولكن فكيك صنعت الحدث هذه المرة ليس بسبب التظاهر بل بسبب الحايك؛ وهذا يعني أن الزي ليس مجرد شكل كما يدعي البعض أو خرقة”.

 

وأكد المتحدث ذاته، أن “مسيرة الحايك” هذه تدل على أن المرأة المغربية واعية سياسيا من خلال الواقع الاجتماعي؛ إنها تنطلق من الواقع المجتمعي للمطالبة بتغيير السياسة وليس العكس كما تفعل المرأة الحداثية التي تنطلق من السياسة لتغيير المجتمع. تفهم المرأة الأولى أن السياسة مريضة في المغرب وتفهم الثانية أن المجتمع هو المريض”.


وتابع:” ما شهدناه في فكيك يكشف لنا بأن المرأة المغربية لا زالت صامتة؛ وأن هذا الصمت يفهمه البعض على أنه جهل أو عدم نضج أو عدم تورط في الشأن العام؛ ولذلك تتصدر المرأة الحداثية المشهد وتعتقد أنها تعكس واقع المرأة المغربية؛ ونعتقد أن قضية تعديل مدونة الأسرة يمكن أن تتسع غدا لتقول نسوة الحايك كلمتهن”.

 

ولفت الكنبوري، أن ” الحايك هو الزي الذي كان يخشاه الاحتلال الفرنسي؛ تحت الحايك كان يمر السلاح والقنابل والمنشورات السرية؛ وخلف الحايك كان يعبر رجال المقاومة متخفين؛ ولولا الحايك لأمسكت المخابرات التونسية محمد مزالي الوزير الأول في عهد بورقيبة عام 1986 لولا أنه لبس الحايك وتنكر في هيئة امرأة واجتاز الحدود وهرب”.

 

وقال المحلل السياسي في ختام تدوينته” كنا في طفولتنا نصنع مثل مزالي في لعبة دينيفري الشهيرة Délivrer التي لا يعرفها هذا الجيل؛ إذ كنا نرتدي الحايك وحين نقترب من النقطة المركزية التي يوجد فيها الأسرى نصرخ Délivrer فنحررهم دون مفاوضات ولا وساطة قطرية”.

 

وخرجت النساء بمدينة فجيج في مسيرة حاشدة يوم السبت 27 يناير الجاري، وهن يرتدين الحاكي المغربي؛ احتجاجا على قرار تفويت تدبير قطاع الماء والكهرباء إلى شركة ” مجموعة الشرق للتوزيع” الخاصة.

ورددت المحتجات شعارات منددة بقرار خوصصة قطاع الماء، وطالبن المجلس الجماعي بالتراجع عنه، ذلك أن الماء يعتبر من الأشياء المقدسة التي تدخل في الموروث الثقافي والشعبي لدى ساكنة المنطقة.

 

وعبّرت الساكنة في أكثر من مرة عن تخوفها من الزيادة في فواتير الماء الصالح للشرب من طرف الشركة المذكورة، وهو ما ستكون له عواقب وخيمة على المواطنين الذين يعانون الهشاشة وغياب العديد من الخدمات الاجتماعية.

 

وكانت الساكنة قد تفاجأت بقرار التفويت الذي اتخذه المجلس الجماعي في دورة استثنائية بطلب من السلطات الإقليمية، في وقت كان فيه المجلس قد طمأن المواطنين بأنه لن يتم الانضمام للشركة المعنية، وهو ما أغضب الساكنة التي اختارت النزول للشارع للإعلان عن رفضها للقرار.

 

وفي تعبير عن رفضها لهذا الإجراء؛ قررت ساكنة فجيج الامتناع عن أداء فواتير استهلاك الماء الشروب ابتداء من تاريخ الشروع في تنزيل الإتفاقية التي وُقعت ضدا عن رغبتهم.

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع