أثار تصريح رئيس نادي باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي، بشأن ترشيحه للاعب عثمان ديمبيلي لنيل الكرة الذهبية، جدلا واسعا داخل الأوساط الكروية، وامتد صداه إلى المغرب، حيث اعتبر كثيرون أن التصريح تجاهل غير مبرر لأداء حكيمي، الذي قدم موسما استثنائيًا بشهادة المحللين والمتابعين.
وقال الخليفي، في خرجة إعلامية سبقت نهائي كأس العالم للأندية أمام تشيلسي، إن ديمبيلي يستحق الكرة الذهبية، وإذا لم يفز بها فهناك مشكلة، تصريح بدا في ظاهره دعما للاعب فرنسي، لكنه حمل في طياته تفضيلا صريحا أثار الاستغراب، خاصة أنه جاء في توقيت حرج، وقبل مباراة حاسمة في تاريح النادي.
ولم تستبعد مصادر قريبة من محيط الفريق، تسلل أجواء التوتر إلى غرفة الملابس قبيل النهائي، حيث لم يخف عدد من اللاعبين امتعاضهم من التركيز الإعلامي على لاعب واحد، رغم كون النهائي ثمرة عمل جماعي شارك فيه الجميع.
وقد بدا أن حكيمي، الذي اعتاد أن يكون من بين الأكثر خضورا وتأثيرا في المباريات الكبرى، لم يكن في أفضل حالاته خلال اللقاء النهائي، إذ ظهر شاردا، متراجعا في الأداء، وعاجزا عن استحضار تلك الحيوية التي ميزته طيلة الموسم.
ويرى نشطاء في المنصات الرقمية أن تصريحات من هذا النوع، حين تصدر عن رئيس ناد، لا تليق بمسؤول يفترض أن يحافظ على التوازن داخل المجموعة، ويشيد بالمنظومة ككل، بدل الدفع باسم على حساب آخر، لا سيما حين يتعلق الأمر بلاعب دولي من طينة حكيمي، الذي شكّل أحد ركائز النادي هذا الموسم.
وفي الأوساط المغربية، لم تمر التصريحات مرور الكرام، إذ عبر العديد من المشجعين والصفحات الرياضية عن استيائهم، معتبرين أن الخليفي قلل من قيمة حكيمي، وأن ما صدر عنه لا يمكن تبريره حتى من باب المجاملة، لأن أشرف قدم موسما متكاملا، بل وكان من بين العوامل التي قادت الفريق إلى اخراز القاب النادي الباريسي خلال هذه السنة.
ويرى آخرون أن مثل هذه التصريحات تسهم في ضرب المعنويات، خاصة عندما تصدر من أعلى هرم التسيير داخل النادي. فبدل أن تكون الحوافز شاملة ومحفزة للجميع، تحولت إلى رسائل تفضيل تربك التوازن النفسي لدى اللاعبين، وتخلق أجواء من التباعد بدل الوحدة.
خسارة باريس سان جيرمان اللقب أمام تشيلسي لم يتقبله مناصروه بحكم ترسانة اللاعبين الذي يملك، لكن خسارته لجزء من تماسكه، لم يهضمه عشاق النادي الباريسي، بسبب قيادة لم تحسن التعامل مع لحظة حساسة من الموسم، بتصريح وصف بأنه مجانب للصواب في التوقيت والمحتوى.
الى ذلك، تظل جائزة الكرة الذهبية شأنا تشرف عليه مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية، وهي المانح الرسمي للجائزة التي تمنح سنويا بناءا على تصويت صحفيين متحصصين من مختلف أنحاء العالم. ومهما كانت مواقف رؤساء الأندية أو تصريحاتهم، فإن الحسم في أحقية أي لاعب لنيل الكرة الذهبية يبقى بيد لجنة مستقلة، تقيّم الأداء إنطلاقا من معايير تقنية دقيقة.
والأكيد أن ما لا يمكن تجاهله، هو أن مثل هذه التصريحات، حين تصدر من مسؤول رفيع، تحدث صدى نفسيا داحل الأندية، وتؤثر على توازنات حساسة، كان الأجدر أن تحترم في لحظة تنافسية بهذا الحجم.
يشار الى ان باريس سان جيرمان قدم موسما استثنائيا وحصد الأخضر واليابس في فرنسا، وفاز بأبطال اوروبا قبل أن يختمها بتعثر غير متوقع وحزين أمام تشيلسي، قي نهائي كأس العالم للندية بثلاثية مريرة في شباك دونا روما.