القنيطرة مدينة بلا روح ثقافية..عار عليك سيدي الرباح

عبّر معنا كتب في 3 ديسمبر، 2018 - 14:40 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

أحمد أوسار ـ عبّــر

 

بعد عشر سنوات من تولي عزيز الرباح عن حزب العدالة والتنمية، تسيير المجلس البلدي لمدينة القنيطرة، بشكل انفرادي، أصبحت مدينة القنيطرة تعيش حياة جافة وجامدة، بعدما فقدت، أو على الأصح، بعدما تم إفقادها روحها الثقافية التي كانت تُنعشها بالأمس القريب، وخاصة خلال مرحلة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، حيث كانت المدينة حينذاك، تتوفر على العديد من المعالم الثقافية البارزة، التي كانت تشكل فضاءات حقيقية للملتقيات الثقافية المتنوعة وللإنتاج الثقافي الجاد والهادف.

 

فقد كانت المدينة تتوفر على ست دور للسينما هي سينما الأطلس، سينما الرياض، سينما الاتحاد، سينما بلاص، سينما فنطازيو، سينما طانكرا، وكانت هذه الدُور قبلة للعديد من المواطنين والفنانين، والمهتمين الذين كانوا يقصدونها من أجل متابعة جديد الإنتاجات السينمائية الوطنية والدولية، وكذا الأشرطة التلفزية القصيرة، فكانت متنفس للأسر والشباب، وبفضلها أصبحت القنيطرة قبلة لعشاق السينما .

 

اليوم، وللأسف الشديد، لم تبق من هذه المعالم السينمائية غير الذكريات والأطلال، فبعضها تحولت بنايتها إلى خربة مقفرة تسكنها الفئران والجرذان، ومطرح للنفايات، وبعضها هدم عن آخره، بقرار قاتل، وأنبثوا مكانها مركبا تجاريا ضخما، وعمارات سكنية.

 

السياسة التي ينهجها المجلس الحالي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية بقيادة عزيز الرباح، هي سياسة مدينة الإسمنت، مند 10 سنوات والمجلس يقوم بتفويت الأراضي لسماسرة العقار، حتى أصبح من الناذر أن تجد حديقة أو مساحة خضراء بالمدينة.

 

اليوم، للأسف الشديد مرة أخرى، أصبحت المدينة تعاني من نذرة الأنشطة الثقافية، بسبب السياسة التي ينهجها المجلس في ملف دعم الجمعيات والنوادي بالمدينة، حيث تشتكي الجمعيات من وجود سياسة “باك صاحبي” في الحصول على الدعم السنوي، الدي يوزعه المجلس، هذه السياسة تقودنا للإفلاس الثقافي لندخل في نفق مظلم في مدينة بدون روح ثقافية .

 

هذا على مستوى دور السينما والجمعيات الثقافية التي أصبحت في خبر كان، أما على مستوى باقي الجوانب الثقافية الأخرى، فإن السمة العامة التي تطبعها هي التدهور الخطير في وضعيتها، وهو تدهور مخطط له مسبقا، وناتج عن نفس السياسة الارتجالية التي تحتقر الثقافة والفكر، فالمركب الثقافي، الذي أشرف جلالة الملك على تدشينه بقيمة 8 ملايير، يعيش شللا تاما، بعدما كان مقررا استكمال أشغاله السنة الماضية، وفق المدة الزمنية المحددة في الاتفاقية الموقعة أمام جلالة الملك، إذ توقفت اشغال بناء المركب رسمياً بسبب وجود مشكل بين المقاول والمجلس البلدي .

 

وهكذا، حول المسؤولون عن الشأن المحلي، مدينة القنيطرة إلى جسد بدون رئة، مما جعلها مدينة متخشبة مسجونة وسط الإسمنت المسلح ومحكومة بالمضاربات العقارية، ولا مجال فيها للإبداع الثقافي.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع