القاسم الانتخابي يقسم الأحزاب السياسية

سعد الناصيري ـ عبّــر 

عمق الخلاف حول القاسم الانتخابي الصراع بين مؤيديه ومعارضيه، فيما بين الأحزاب ممن جهة، ومن داخل عدد من الأحزاب نفسها، جعل البعض منها يتردد في حسم قراره بخصوص التعديل في النظام الانتخابي.

وقد احتد الأمر داخل حزب الأصالة والمعاصرة، إلى درجة توثر ومشادات كلامية بين عبد اللطيف وهبي الذي يذهب في اتجاه زعماء الأغلبية، فيما يعترض كل من كودار والحموتي، القياديان البارزان في حزب البام، على تغيير النظام السابق والذي يعني بالنسبة لهما فقدان البام ل15 مقعد برلمان، خصوصا في الدوائر التي يتوفر فيها على حظوظ كبيرة.

وبلغت النقاشات حول القاسم الانتخابي إلى الباب المسدود، أمام تمسك العدالة والتنمية برفضه لتعديل القاسم الانتخابي على قاعدة الأصوات الصحيحة، معتبرا مقترح احتساب القاسم الانتخابي على أساس الأصوات المسجلة، مفسدة للعملية الانتخابية، فيما تتمسك أحزاب أخرى، الأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري، على مقترح القاسم الانتخابي على أساس المسجلين، بمبرر تمكين الأحزاب الصغرى، والأقل حظا، بمقاعد انتخابية.

وتطالب عدد من أحزاب الأغلبية باحتساب الأصوات المسجلة رغم عدم مشاركتها في العملية الانتخابية، وامتناعها عن التصويت، واعتبارها صوتا صحيحا، يقتسم بين الأحزاب، وهو الأمر الذي لا تستسيغه الأحزاب التي تحصل على أكبر عدد للأصوات، وتدافع عنه الأحزاب التي تحصل على أصوات ضعيفة.