
منذ تولي عزيز أخنوش وزارة الفلاحة والصيد البحري، لم يكن تدبيره لهذا القطاع الحساس موجهاً لتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان توزيع عادل لثروات البلاد، بل تحول إلى مجال تتحكم فيه شبكات النفوذ والاحتكار.
لقد أصبح القطاع الفلاحي والبحري رهينة لدى إقطاعيين يستغلون العاملات الزراعيات أبشع استغلال، ويديرون مافيات تتحكم في مأذونيات الصيد البحري، مانعين الصيادين الحقيقيين من الاستفادة من ثروات البحر.
تحول مخطط المغرب الأخضر إلى سوق سوداء
ما كان يُروج له على أنه مخطط للنهوض بالقطاع الفلاحي، تحول إلى وسيلة لجني الأرباح لصالح قلة قليلة، بينما عانى المواطن البسيط من ارتفاع الأسعار واستغلال السوق من قبل المضاربين.
السردين، الذي كان يوماً غذاء الفقراء، أصبح حكراً على موائد الأثرياء، بعدما نفخت المضاربات والأسواق السوداء أسعاره، لتصبح أبسط المواد الغذائية بعيدة عن متناول المواطن العادي.
عبد الإله مول الحوت.. صوت الحق في مواجهة منظومة الفساد
وسط هذا المشهد القاتم، خرج شاب مراكشي بسيط يُدعى عبد الإله ويعرف بـ “مول الحوت“، ليكشف عن الفساد المستشري في القطاع الفلاحي والبحري. لم يتردد في فضح اللوبيات التي تتحكم في توزيع المأذونيات، ولم يخشَ مواجهة المضاربين والسماسرة الذين ينهبون جيوب المغاربة بلا حسيب أو رقيب. صرخته لم تقتصر على تجار السوق السوداء، بل امتدت لتشمل تواطؤ الجهات الرقابية مثل مجلس المنافسة ولجان التفتيش، التي فقدت استقلاليتها وتحولت إلى أدوات تخدم أصحاب المصالح.
حوات مراكش يكشف عن تفاصيل الشراء والبيع pic.twitter.com/gDgPRKxKmg
— aabbir.com (@maroc_aabbircom) February 26, 2025
حرب القمع والتشويه ضد صوت الحق
اليوم، أصبح عبد الإله مستهدفاً من قبل كل الجهات التي ترى في كشف الحقائق تهديدًا لمصالحها. يتعرض للتهديدات ومحاولات التشويه، لكن ذلك لم يغير من نظرة المواطنين إليه، فهو في أعينهم رمز للنزاهة والشجاعة، صوتٌ يعبر عن معاناتهم ويجسد رفضهم لمنظومة الفساد التي أوصلت البلاد إلى أزمة اقتصادية خانقة.
صرخة الشعب ضد الغلاء واحتكار الثروات البحرية
ما كشفه عبد الإله ليس مجرد قضية فردية، بل هو انعكاس لمعاناة شعب بأكمله. المغاربة اليوم يعانون من تضخم الأسعار بسبب الطمع والجشع، في ظل غياب تام للإرادة السياسية الحقيقية لكبح جماح الفساد والمضاربة. الخيرات التي أنعم الله بها على هذا الوطن، من أراضٍ خصبة وبحار غنية، لم تعد ملكاً للجميع، بل أصبحت في قبضة فئة قليلة تحتكرها وتتحكم فيها، بينما يقف المواطن عاجزاً أمام ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية.
نهاية عصر الصمت.. بداية مواجهة الفساد
لقد آن الأوان لأن يعلو صوت الحق على كل محاولات القمع والترهيب. ما قام به عبد الإله هو بداية لمرحلة جديدة، حيث لم يعد الفساد مخفياً خلف شعارات زائفة، بل بات مكشوفاً أمام الرأي العام. ويبقى السؤال المطروح: هل ستتحرك الجهات المسؤولة لوضع حد لهذا الاستنزاف المستمر، أم سيظل المواطن المغربي رهينة لجشع المضاربين ولوبيات الفساد؟