الفاعل الجمعوي الحبيب رشيد لـ”عبِّــر.كوم”: الفاعل المدني في مخيلة بعض الشباب شخص استرزاقي

الأولى كتب في 11 أغسطس، 2019 - 09:45 تابعوا عبر على Aabbir
الفاعل الجمعوي
عبّر

فاطمة الزهراء حراز ـ عبِّــر

 

احتوت الأنشطة الموازية في فترات سابقة العديد من الشباب وطورت فيهم حس المبادرة والعمل المدني، المتجسد في أنشطة ترفيهية توعوية تنظيمية وكذا تربوية، تصقل المواهب تحتوي الطاقات الشابة وتنأى بها عن مسار الانحراف، نتساءل اليوم عن وجود جمعيات عن دور مؤسسات المجتمع المدني، عن انخراط الشباب وعن الإقبال وعن أشياء أخرى نسلط عليها الضور بعين الفاعل الجمعوي الحبيب رشيد رئيس جمعية التأهيل للشباب ببني ملال.

 

لماذا اخترتم التركيز على هذه الفئة المجتمعية بالضبط؟

 

اختيار العمل على الشباب لم يأت بمحض الصدفة، بل جاء بعد تفكير عميق في واقع الشباب بالجهة، فالإكراهات والمشاكل التي تعيشها هذه الفئة، جعلتنا نعيد ترتيب أوراقنا لنحسم في تأسيس جمعية موجهة للشباب، تستند على أهداف مسطرة وتعمل برؤية واضحة عبر برامج تستجيب لتطلعاتهم، وتمنحهم الآليات والأدوات الضرورية، التي تمكنهم من المشاركة الفاعلة في محيطهم الإجتماعي. ليشكلوا بذالك رافعة للتنمية المستدامة، كما تسهر على منحهم الأمل بغد أفضل.

 

ما هي طبيعة الأنشطة والبرامج التي تنهجها الجمعية للنهوض بالشباب على مستوى جهة بني ملال خنيفرة؟

 

نعمل على ترجمة الأهداف المسطرة للجمعية، من خلال الحرص على تطوير برامج تستجيب لتطلعات الشباب، وتواكب التحولات السوسيو إقتصادية، والإجتماعية والثقافية التي يعرفها المغرب، و بالخصوص التي تعرفها الجهة، وذلك من خلال مجموعة من المبادرات، على غرار تنظيم دورات تكوينية، لتقوية قدرات الشباب ونشر وتعميم وإعمال الحقوق المدنية، والإقتصادية وكذا الإجتماعية، وإدماجهم في تدبير الشأن العام المحلي والجهوي، كما تقوم الجمعية بتنظيم محاضرات، وندوات، ومعارض ومسابقات، بالإضافة إلى التبادلات الثقافية على الصعيد الوطني والدولي، بخطوات رصينة استطاعت الجمعية فرض نفسها في المجتمع المدني داخل جهة بني ملال خنيفرة. وخاصة بعد المبادرات المبدعة، والعمل الجاد الذي يثلج الصدر.

 

رغم كل هذه البرامج والأنشطة المتنوعة الموجهة لشباب الجهة، إلا أن هناك ضعف في مشاركة الشباب في العمل الجمعوي، بماذا يمكنكم تفسير ذلك؟

 

ضعف مشاركة شباب الجهة في الأنشطة الجمعوية راجع لعدة إعتبارات وعدة مشاكل من بينها النقص الحاد قي المرافق العمومية الموجهة للشباب بالجهة، والتي تلعب دور الوسيط في تكوين الشباب وتقوية قدراتهم، فهي بمثابة متنفس لتفجير طاقاتهم وتبادل الآراء و الأفكار، حيث نجد أن المكان الوحيد الذي يجتمع فيها شباب الجهة هو المقاهي، فحتى دور الشباب لم تعد تلعب ذلك الدور الإيجابي المتمثل في تحفيز الشباب من خلال المشاركة في أنشطة متنوعة، وتلقينهم مجموعة من الآليات والأدوات وتشجيعهم على العمل الإنساني والقيم النبيلة، غير أنها أصبحت مهجورة. إذ يؤثر هذا النقص الكبير في المرافق العمومية على الحياة اليومية للشباب.

 

ففي غياب سياسة وطنية موجهة للشباب واضحة المعالم تستجيب لتطلعاتهم. نجد تخبطات حتى على المستوى المحلي، وعدم الإهتمام بقضايا الشباب خلال تنزيل وإعداد برامج عمل الجماعات، أو مخطط التنمية الجهوية، لذلك فعلى الفاعل السياسي بالمنطقة أن يكون ملما بحاجيات الشباب، وأن يعمل على ضمان هذه الحاجيات داخل برنامجه.

 

نجد بعض الشباب بالجهة رغم عدم انخراطهم في الجمعيات، إلا أنهم يقومون بمبادرات وأنشطة تطوعية ويفضلون العمل خارج إطار الجمعيات. هل يمكن القول أن ذلك تعبيرا عن غياب الثقة في الجمعيات؟

 

يمكننا القول أننا اليوم أمام أزمة ثقة، بسبب الصور النمطية والأحكام المسبقة والجاهزة، بالإضافة إلى التمثلات التي رسخت في أذهان الشباب والمتمثلة في أن الفاعل المدني شخص استرزاقي، غير أن وضع العمل الجمعوي بدأ يتغير إذ أصبحنا نرى مجموعة من الجمعيات والمنظمات الشبابية، تستقطب مجموعة من الشباب وتعمل على استرجاع الثقة لشباب من خلال مجموعة من المبادرات والأنشطة.

 

يلعب الإعلام دورا مهما في تشجيع الشباب على المشاركة المدنية، وذلك من خلال نقل وتغطية مختلف الأنشطة والمبادرات والتظاهرات التي تقوم بها الجمعيات، هل يتفاعل الإعلام مع مختلف الأنشطة التي تقوم بها الجمعية؟

 

نلاحظ نقصا كبيرا في تغطية وسائل الإعلام سواء الجهوية، أو الوطنة للأنشطة التي تقوم بها الجمعية، حيث أننا نجد تجاهلا واضحا من طرف المنابر الإعلامية، لا نعلم سببه ربما لأن الجمعية بعيدة عن المركز، لذلك فعلى وزارة الاتصال، أن تخصص حيزا خاص للشباب بالإذاعات والقنوات الوطنية، وتمنح كذلك مساحة للمبادرات الجادة التي يقوم بها الشباب والتي تستحق أن يسلط عليها الضوء.

وفي هذا الصدد سأستحضر الضجة الإعلامية التي لقيتها المبادرة، التي قامت بها المتطوعات البلجيكيات، في حين أننا نجد أعمال تطوعية قام بها شباب مغاربة في أعالي الجبال، و استطاعوا الوصول إلى أماكن معزولة، ولم يجدوا أي اهتمام من طرف الإعلام، إذ يمكننا القول أن هناك احتقار للمبادرات المدنية التي يقموم بها الشباب المغاربة، في الوقت الذي يتم تفضيل المبادرات الأجنبية.

 

 

هل تعرف الجمعية تزايدا في طلبات انخراط الشباب بعد كل نشاط تقومونا به؟

بالتأكيد فبعد كل نشاط يتوافد عدد كبير من الشباب الراغبين في الانخراط، والتفاعل مع أنشطة الجمعية. وخاصة بعد النشاط الأخير المتمثل في أكاديمية التأهيل للسياسات العمومية الموجهة للشباب، الذي لقي مشاركة من جميع المدن المغربية، وكذا بعد مرور الجمعية على قناة “ميدي 1 تيفي” توصلنا برسائل عديدة من شباب من مختلف أنحاء الوطن عبر صفحتنا على الفايسبوك، يستفسرون عن الجمعية وعن شروط الانخراط والمشاركة في أعمال التي نقوم بها، الشيء الذي يزيدنا ثقة وتحفيزا، ويؤكد أن برامج الجمعية بالفعل مرغوبة من طرف الشباب وتجيب على تطلعاتهم، مما يشجعنا على المزيد من العمل والبحث عن مشاريع وبرامج تروق وانتظارات الشباب.

 

ماهي التوصيات التي يمكننك توجيهها باعتبارك شاب وفاعل مدني من أجل استرجاع ثقة الشباب في الجمعيات، وتشجيعهم على المشاركة المدنية بالجهة؟

 

رغم تنوع الأنشطة و البرامج التي تعمل من خلالها الجمعيات على تشجيع الشباب على المشاركة المدنية، إلا أن هناك العديد من الإكراهات تحول دون تحقيق ذلك، واستنادا إلى تجربتي المتواضعة في هذا المجال ارفع بعض التوصيات المتمثلة في وجوب نهج سياسة وطنية واضحة المعالم موجهة للشباب؛ تسهيل ولوج الشباب إلى الهيئات التشريعية والمشاركة في صنع القرارات؛ وضع استراتيجية متكاملة الأركان، ترصد مشكلات الشباب وانتظاراتهم، وتصوغ مشروعا مجتمعيا يحقق تطلعاتهم؛ الحرص على إرساء مبادئ الشفافية، و تعميم الحق في الولوج للمعلومة؛ منح وسائل الإعلام مساحة للشباب من أجل التعبير عن آرائهم وأفكارهم، والحرص على نقل الأعمال الجمعوية التي تقوم بها هذه الفئة؛ على كل من الجمعيات أو المؤسسات العمومية والمنتخبة، تعيين و تحديد برامج مدروسة تهتم بالشباب للإشتغال .

شاهد ايضا

 

الملك يفاجأ ساكنة طنجة بزيارة غير رسمية

لقطات طريفة عفوية للأمير مولاي الحسن في خطاب الملك محمد السادس

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع