الغاز الطبيعي المغربي: المملكة تستعد لتحقيق إنجاز تاريخي لأول مرة

يستعد المغرب لتحقيق إنجاز تاريخي في قطاع الطاقة مع بدء إنتاج الغاز الطبيعي المُسال لأول مرة في تاريخه بحلول الربع الأخير من العام الجاري. يأتي ذلك بالتزامن مع اكتمال بناء محطة لتسييل الغاز من قبل شركة “ساوند إنرجي” البريطانية في حقل “تندرارا” الواقع شرق المملكة.

انطلاق إنتاج الغاز الطبيعي بحلول نهاية الخريف

من المتوقع أن تبدأ المحطة تجارب الإنتاج بحلول الصيف المقبل، مع إطلاق الإنتاج التجاري بطاقة تصل إلى 10 ملايين قدم مكعب يوميًا. وفي المستقبل، يُتوقع أن ترتفع الطاقة الإنتاجية إلى 40 مليون قدم مكعب يوميًا، مما يعزز مكانة المغرب كلاعب رئيسي في مجال إنتاج الغاز الطبيعي بالمنطقة.

تقليل الاعتماد على الواردات

يُعد مشروع “تندرارا” خطوة استراتيجية لتقليل اعتماد المغرب على واردات الغاز الطبيعي، التي تبلغ حاليًا حوالي مليار متر مكعب سنويًا، يتم استيرادها عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي من إسبانيا.

شراكات واستثمارات استراتيجية

ستبيع محطة “تندرارا” الغاز الطبيعي المُسال إلى شركة “أفريقيا غاز”، التابعة لمجموعة “أكوا” المغربية.
استثمرت شركة “ساوند إنرجي” أكثر من 160 مليون دولار منذ دخولها السوق المغربية.
تم بيع حصة 55% من الامتياز لشركة “مناجم” المغربية مقابل 45 مليون دولار، مع استمرار “ساوند إنرجي” بحصة 20%.

ربط استراتيجي وتوسعات مستقبلية

يشمل المشروع بناء خط أنابيب جديد بطول 120 كيلومترًا، بتكلفة استثمارية تبلغ 400 مليون دولار، لربط حقل “تندرارا” بخط الغاز المغاربي الأوروبي. هذا الربط يهدف إلى تأمين تدفقات الغاز عبر إسبانيا، لا سيما بعد توقف خط الأنابيب القادم من الجزائر منذ عام 2021.

طموحات أوسع

إلى جانب توسعة إنتاج الغاز الطبيعي، تخطط شركة “ساوند إنرجي” لحفر آبار استكشافية جديدة، واستخدام تقنيات زلزالية لاستكشاف احتياطيات إضافية، فضلاً عن دراسة جدوى إنتاج الهيدروجين الأبيض، الذي يُتوقع أن يلعب دوراً مهماً في مستقبل الطاقة منخفضة الكربون.

خطوة نحو تحقيق الأمن الطاقي والتنمية المستدامة

يعكس هذا المشروع التزام المغرب بتنويع مصادر الطاقة، وتقليل اعتماده على الواردات، وتعزيز دوره كمركز طاقي إقليمي. ويُتوقع أن يُسهم إنتاج الغاز الطبيعي المُسال في دعم الصناعات المحلية مثل إنتاج الكهرباء وتجفيف الفوسفات وصناعات السيراميك والحديد، ما يعزز أهداف المغرب التنموية الطموحة.