العدل و الاحسان خالف تعرف و تغريد خارج السرب

منوعات كتب في 28 مايو، 2019 - 22:49 تابعوا عبر على Aabbir
العدل و الاحسان
عبّر

محمد لوريزي-عبّر

 

لاشك أن جماعة العدل و الإحسان المحظورة، تعيش اليوم مأزق وجودي كبير، و ذلك بفعل التآكل الذي تعيشه منذ وفاتها زعيمها و مؤسسها و منظّرها الوحيد، عبد السلام ياسين رحمه الله.

 

هذا المأزق تتبدى تجلياته في السلوكيات التي أصبحت تطبع المنهج السلوكي للجماعة، الذي أصبح يطغى عليه منطق التصعيد الكلامي البائس و غير المبرر، و الذي بدأ يرتكز أساسا في الركوب على مآسي و آلام  الآخرين في محاولة يائسة لزرع بذور الفتنة بين مكونات المجتمع المغربي، فقط لتحافظ على تواجدها في الساحة و لو كان على المستوى الإعلامي فقط.

 

 

فجماعة العدل و الإحسان، التي ألفت الشرب من معين المظلومية التي كانت تنفق منه و تقتات به في جلب المتعاطفين إبان حياة زعيمها عبد السلام ياسين، الذي كان محور الجماعة و منظرها الوحيد و الأوحد، و بعد أن كانت الجماعة تركز على شخصه في توسيع دائرة الأتباع، و تقدمه على أنه الشيخ الملهم الذي عانى من التضييق على دعوته، فتبني تبعا لذلك خطابها على المظلومية المزعومة، على الرغم من أنها تمتعت بهامش مهم من الحرية، و عبرت جهارا نهارا عن رفضها لمؤسسات الدولة، و حرضت ضد النظام الملكي الذي ارتضاه المغاربة نظام حكما لبلدهم، من خلال الدعوة إلى الزحف الأرضي من أجل الاستيلاء على الحكم، تحت شعار مفهوم “القومة” الذي نظر له الشيخ و لقنه لأتباعه منذ أسس الجماعة، ووضع لها مرتكزاتها الفكرية و المعرفية، المبنية على أسس هي أقرب إلى الخرافة منها إلى العقل و المنطق و الواقعية، وجدت نفسها بعد وفاته في مأزق كبير.

 

 

فالخطاب الذي كان يرتكز على شخصية الشيخ عبد السلام ياسين، لم يعد يلقى صداه  سواء في حياة الشيخ الذي كان يتحرك كيفما شاء و أين ما شاء، فحولت الجماعة وجهتها بشكل ممنهج للبحث عن أي قشة تتعلق بها لتخفي من خلالها ضعفها الفكري و المنهجي و فسادها المعتقدي، حيث وجدت ضالتها في مصائب الناس و مآسيهم، و هي التي كانت ترفض في السابق التضامن حتى مع الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال، و يعاني من شتى أصناف التنكيل و العذاب، لكنها و بقدرة قادر تحولت إلى فاعل خير يجري في قضاء حوائج الناس و يسابق الزمن للتضامن معهم و تبني مشاكلهم، و هو أسلوب عفا عنه الزمن و لعبه غيرهم من قبلهم كثير، فافتضحت عند الناس أهدافه، و علم القاصي و الداني دوافعه و منطلقاته.

 

 

الجديد في المنهاج السياسي لجماعة العدل و الإحسان، هو ممارستها للكذب و التدليس على الرأي العام في عدد من المحطات، كان آخرها البيان الصادر عن الجماعة إثر وفاة والد الأستاذة المتعاقدة الذي كان قد أصيب في حادث عرضي بالعاصمة الرباط، فعملت الجماعة من خلال ذبابها الإلكتروني، أن تصور للرأي العام أن الرجل قد أصيب جراء تدخل أمني لقوات حفظ النظام، و هو أمر أثبتت الوقائع أنه غير صحيح، لكن الجماعة تصر على أن تحمل مسؤولية إصابته للسلطات العمومية، فقط لأن إصابته كانت في نفس اليوم التي قامت فيه القوات العمومية بفض اعتصام الأساتذة المتعاقدين في ذلك الوقت، لا لشيء إلا من أجل تصفية حسابات سياسوية ضيقة، و استغلال الواقعة التي ألمت بأسرة الفقيد للتصعيد الكلامي، ردا على الحملات التي قامت بها السلطات فيما يتعلق بإغلاق مقراتها غير القانونية في عدد من مدن المملكة، لذلك فالجماعة استباحت كل شي و اصبحت تخبط خبط عشواء و في كل الاتجاهات.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع