العدالة و التنمية بين ريع ابن كيران و تبرج ماء العنين

الأولى كتب في 4 فبراير، 2019 - 13:30 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

كمال قروع 

 

لم يكن أكبر المتشائمين من أبناء تيار الإسلام السياسي بالمغرب، أن يتوقع الحال التي يعيشها حزب العدالة و التنمية اليوم، و خاصة رموزه الذين كانوا في يوم من الأيام أحد منظري هذا التيار على مستوى الداخلي و الخارجي، فإنطلاقا من الفضائح الجنسية لقياداته مرورا بفضيحة النفاق السياسي لآمنة ماء العنين و صورها السافرة في باريس، انتهاء بريع ابن كيران ومعاشه الاستثنائي السمين.

 

حزب العدالة و التنمية، الذي قدم نفسه للناس على أنه تيار سياسي برؤية إصلاحية للأفراد و المجتمع بخلفية دينية، تحول إلى حزب منغمس كليا في مراتع السلوكيات التي كان يحاربها و يدعو إلى التصدي لها.

 

فبعد عقدين خطاب الوعظ و الإرشاد، و من النضال بإسم الدين لإستمالة أصوات الناخبين البسطاء، رأينا كيف ضربت قيادات الحزب الإسلامي، كل الشعارات التي رفعتها عرض الحائط، حيث تحول خطاب الوعظ إلى تبرير للفضائح الجنسية و الأخلاقية التي تورط فيها عدد من قياداته، بداية بما سمي بالكوبل الحكومي، إلى الكوبل الحركي مرورا بمدلكة محمد يتيم، انتهاء بتبرج أمنة ماء العنين.

 

فالحزب الذي قدم نفسه بطريقة غير مباشرة كوصي على تدين المغاربة، أصبح يتغاضى بل و يبرر أفعال قياداته و يتغافل عن فضائحهم، في الوقت الذي كان فيه يتتبع خصومه و لا يترك صغيرة و لا كبيرة عنهم إلا أحصاها.

 

اليوم يعيش الحزب حالة من التوهان و فقدان البوصلة، حتى أصبح قياداته تتناحر فيما بينها على وسائط التواصل الاجتماعي، بينما ضاعت القواعد بين مثالية الشعارات و خذلان القيادات، فالحزب ضد كان ضد مقاربة النوع عندما كان في المعارضة أصبح من المدافعين عنها، و القيادات التي كانت ضد ريع المعاشات السمينة، أصبح زعيم الحزب الأول ينظم الندوات الصحافية ليبرر و يدافع عن معاشه الاستثنائي السمين، الأمر الذي جعل منه مسخرة الساحة السياسية هذه الأيام.

 

حزب العدالة و التنمية الذي لم يمر على بروزه في الساحة السياسية الوطنية سوى عقدين من الزمن، حرق كل المراحل، و مر مباشرة من مرحلة الشباب إلى الشيخوخة دون أن يمر من مراحل التطور المنطقية التي تمر من المؤسسات في العادة، فبمجرد أن وصل الحزب إلى مراكز القرار و مناصب المسؤولية، حتى ظهرت فيها أمراض الشيخوخة، من نفاق سياسي و اجتماعي و فساد أخلاقي، ترهل سلوكي لا نجده إلا في الأحزاب الكبيرة في السن و التي عمرت كبيرا و تعاقبت الأجيال اللاحقة على كراسي الأجيال السابقة.

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع