الطوسة.. خطاب جلالة الملك، “منعطف دبلوماسي” في توضيح العلاقات القائمة بين المغرب وحلفائه

الأولى كتب في 22 أغسطس، 2022 - 18:35 تابعوا عبر على Aabbir
جلالة الملك محمد السادس
عبّر

أكد الخبير السياسي، مصطفى الطوسة، اليوم الأحد، أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، يشكل “منعطفا دبلوماسيا” في ما يتعلق بتوضيح العلاقات القائمة بين المغرب وأصدقائه وحلفائه.

وكتب السيد الطوسة في مقال تحليلي بعنوان “الصحراء.. الملك محمد السادس يحث بعض الحلفاء على الخروج من المنطقة الرمادية !”، نشر على موقع “أطلس أنفو”، “أن التعبير عن الأمور لم يسبق له أن كان على هذا النحو المباشر: قضية الصحراء هي المنظور الوحيد الذي تقوم المملكة من خلاله بتنظيم تحالفاتها. فهي المعيار الوحيد لتحديد صداقاتها وشراكاتها”.

وذكر بأن “أولئك الذين يترددون أو يعملون على رعاية المنطقة الرمادية ليسوا من حلفاء المغرب الحقيقيين، وهم مدعوون إلى توضيح مواقفهم حول سيادة المغرب وبشأن صحرائه، معتبرا أن هذه الدعوة الملكية المعبر عنها من خلال هذه الكلمات هي الأولى الموجهة بكيفية مباشرة.

وبحسب الخبير السياسي، “فقد سبق لجلالة الملك الإحالة على منطقة الراحة وعدم تحديد بعض الدول لأي اختيار، لكن مع التعبير عن ذلك بهذا القدر من الوضوح، فذلك يشكل “بحق منعطفا دبلوماسيا” ستكون له لا محالة تداعيات، مشيرا إلى أن الرسالة الملكية موجهة إلى بعض العواصم.

وأضاف “من دون ذكرها، وجه لها صاحب الجلالة الملك محمد السادس الدعوة إلى تحديث رؤيتها بناء على المعطيات السياسية الجديدة، المنبثقة عن المنعطف الأمريكي الكبير، التموقع الإسباني الجديد، الإجماع العربي والانفتاح الإفريقي”.

وبحسبه، فقد تم التعبير عن هذه الدعوة الملكية بواسطة عبارات “شفافة” تعكس رؤية “واضحة ومقنعة”.

واعتبر الخبير السياسي أنه “من الصعب، بل من غير المنطقي، أن تكون هناك شراكة إستراتيجية قوية من دون صداقة وتحالف بجودة نوعية، والبقاء في موقف متردد في مسلسل الاعتراف بمغربية الصحراء”.

ومن وجهة نظره، فإن “الجديد اليوم هو أن المغرب لم يعد مستعدا لقبول مظاهر التردد، العبارات المتلعثمة والمراوغات التي تبرر قرار عدم تبني مواقف الكثير من الدول الصديقة، الأمريكية، الأوروبية، العربية أو الإفريقية”.

وسجل السيد الطوسة أنه أمام هذه المعادلات الجديدة، التي تعد ثمرة الإنجازات الدبلوماسية المغربية العديدة، فإن البلدان الصديقة للمغرب التي لا تعترف على نحو كامل بسيادة المملكة على صحرائها، ينظر إليها كدول “مزدوجة الخطاب وملتبسة المواقف”، مضيفا انه وبخصوص بعض الدول، يعادل عدم الاعتراف الكامل بسيادة المغرب على صحرائه في الهندسة الدبلوماسية الحالية، ممارسة لعبة مزدوجة، والقيام بنوع من الابتزاز والرغبة في الفوز على عدة جبهات.

ولاحظ أن “القرار الملكي يريد وضع حد لهذا الوضع”، مضيفا أن موقف جلالة الملك المطبوع “بعزم راسخ، شجاعة دبلوماسية قوية” يظهر أن المغرب وصل إلى نقطة حيث يتعين عليه تسوية هذا الخلاف الإقليمي بكيفية نهائية، ودحر القوى التي تعمل على استدامته، أو بالأحرى تصب الزيت على النار.

ولهذه الغاية – يضيف الخبير السياسي – فإن هذا الخطاب يعكس رغبة المغرب في فصل القمح عن التبن في علاقاته الدبلوماسية.

وبالنسبة له، فإن الأمر يتعلق ببناء لحظة قوية قوامها الحقيقة، حيث تسقط الأقنعة والادعاءات الكاذبة، موضحا أن المغرب الذي يستند إلى قوة ومتانة حقوقه “ليس لديه ما يخسره في هذه المواجهة المحتملة، وأمامه الكثير ليكسبه من أجل طي الصراع حول وحدته الترابية بكيفية نهائية”.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع