الشباب والمشاركة السياسية فاعل أم مجرد رقم؟

عبّر معنا كتب في 31 يوليو، 2018 - 18:17 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

يعتبر موضوع عزوف الشباب عن المشاركة السياسية من أكثر المواضيع طرحا واستهلاكا على مختلف الأصعدة، حتى أنه صار موضوعا موسميا يفتح عند حلول كل محطة انتخابية، لكن استمرارية هذا العزوف دليل على أن المؤسسات السياسية تعاني من تضخم في التنظير وأزمة في التطبيق، مما ترتب عنه خلق شرخ كبير بين الشباب والفاعل السياسي، والذي يزداد توسعا بعد كل انتخابات.

إن معالجة مسألة عدم اقتناع الشباب بالعمل السياسي واختيار العزوف والانتقاد من خارج المؤسسات، يتطلب الوقوف على مكامن الخلل لمعالجتها بدل الاكتفاء بالخطابة والتنظير.

ولا يشك أحد أن أول سبب هو عدم ثقة الشباب بالفاعل السياسي لعدة اعتبارات، أبرزها الظهور في الحملات الانتخابية فقط لجمع الأصوات، والإخلال بالوعود المقدمة، مقابل تجاهلهم في باقي الأيام والمناسبات.

من الشباب من اختار المشاركة السياسية والتدافع من داخل المؤسسات، لكن يبقى عددهم قليلا جدا بالمقارنة مع البقية، والسؤال الذي وجب ان نطرحه اليوم: هل هؤلاء الشباب فاعل أم مجرد رقم، تزايد به الاحزاب على بعضها البعض في المناسبات؟

وإذا كان هذا الشباب فاعلا، فكم نسبة حضوره في اللوائح الانتخابية؟ كم من شاب تمكن من بلوغ مراكز القرار؟ ما هي حدود التعبير عن الرأي المسطرة داخل هذه الأحزاب؟ وهل يتم بالفعل الإنصات لهم؟

أسئلة قد لا تقنع الشباب كل الأرقام وكل المبررات والتصريحات المقدمة للإجابة عنها، لأنه ما لم تقترن بفعل حقيقي فستظل مشاركة الشباب مجرد أرقام تزيد كلما انخرط وافد جديد، وتنقص كلما قرر أحدهم الانسحاب، فكيف نجدد الثقة بين الشباب والأحزاب؟
الحل هو:
ـ الإنصات المقرون بالاستجابة لمطالبهم
ـ إشراك الشباب في العمل السياسي وايصاله لمناصب قيادية
ـ تفعيل الديمقراطية الداخلية داخل الاحزاب،واعتماد مبدأ الكفاءة في توزيع المهام والمناصب ،وليس لاعتبارات أخرى من قبيل أواصر الدم والانتماء للعشيرة
ـ التواصل الدائم والمستمر مع الشباب ،وفتح حوارات تثمر عن فعل،لا مجرد انشطة موسمية
إن شروط الشباب بسيطة : وفروا لهم الحاجيات، التي حين ستتوفر يمكنهم بعدها أن يفكروا في شيء اسمه الانخراط في حزب سياسي، من قبيل الشغل والصحة والتعليم..واجعلوهم يثقون أنكم بالفعل أهل قول وفعل

وإلى حين تطبيق ذلك سيظل الشباب مجرد مشاهد من الخارج، ورقم في الداخل.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع