السياحة الداخلية في المغرب بين الغلاء وضعف الرقابة… لماذا يفضل المغاربة السفر إلى الخارج؟

السياحة الداخلية.. ارتفاع الأسعار يقود المغاربة إلى الخارج

تتجه الأنظار نحو السياحة الداخلية في المغرب وسط تساؤلات حول الأسباب التي تدفع العديد من المغاربة إلى قضاء عطلاتهم في الخارج، بدلاً من استكشاف جمال بلادهم.

ورغم الحملات الترويجية الضخمة التي أطلقتها وزارة السياحة المغربية، إلا أنها واجهت انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعكس شعوراً عاماً بفشل السياسات الحالية في تلبية تطلعات المواطنين.

ويعد ارتفاع أسعار الخدمات السياحية أحد أبرز العوائق، حيث تتجاوز تكاليف الإقامة في الفنادق، وأسعار المطاعم والرياضات، في كثير من الأحيان، تلك المسجلة في دول مثل إسبانيا، البرتغال، تركيا، وحتى دول أمريكا اللاتينية، ما يجعل الخيارات الداخلية أقل جاذبية اقتصاديًا.

غياب الرقابة وتفاوت الأسعار يفاقم المشكلة

إلى جانب الأسعار المرتفعة، يشكل غياب الرقابة على القطاع السياحي عاملاً رئيسياً في تفاقم المشكلة. فعدم وجود إعلانات واضحة للأسعار يؤدي إلى تفاوت كبير بين المؤسسات، ويتيح ممارسات غير قانونية تؤثر سلباً على المستهلك.

وتشمل هذه الممارسات الفنادق والمطاعم، بالإضافة إلى وسائل النقل مثل سيارات الأجرة والحافلات، ما يزيد الضغط المالي على الأسر المتوسطة. كما يمثل القطاع غير المهيكل تحدياً إضافياً، حيث يستغل بعض أصحابه المنصات الرقمية لجذب السياح دون الالتزام بالمعايير القانونية أو الضريبية، ما يؤثر على جودة الخدمات وسمعة السياحة في المغرب.

التحديات الاجتماعية تؤثر على تجربة السياح

تتعدد المشاكل الاجتماعية التي تبعد السياح عن زيارة المغرب، سواء كانوا مواطنين أو أجانب. فظاهرة التسول المتفشية، وغياب النظافة في الشواطئ والأماكن العامة، إلى جانب التحرش في بعض المواقع السياحية، تشوه صورة البلاد وتجعل تجربة الزائر أقل متعة.

الحاجة إلى حلول جذرية

يتضح أن حملات التسويق السياحي وحدها لا تكفي، بل يجب معالجة المشكلات الجذرية التي تواجه القطاع، بدءًا من تحسين جودة الخدمات، تشديد الرقابة، ومعالجة المشاكل الاجتماعية.

يبقى السؤال مطروحاً: هل ستتمكن وزارة السياحة من اتخاذ إجراءات حاسمة لتحسين السياحة الداخلية وجعل المغرب وجهة مفضلة لمواطنيه، قبل أن يتحول الغلاء وضعف الرقابة إلى عائق أكبر أمام القطاع؟