“الزيتون” أمل الفلاحين بالناظور ﻹنقاذ الموسم الفلاحي في سنة الجائحة

الأولى كتب في 31 أكتوبر، 2020 - 15:00 تابعوا عبر على Aabbir
معاناة الفلاحيين
عبّر

فؤاد جوهر-عبّــر

 

 

بدأ موسم جني الزيتون بمنطقة “بوعرك” التابعة اداريا ﻹقليم الناظور بأمل كبير في الحصول على غلة مباركة، لعلها تعوض الخسائر الكبيرة الفادحة التي زادت وضعية الفلاحين بالمنطقة الشرقية تعقيدا، في ظل الخسائر المتتالية التي تكبدتها هذه الفئة منذ بداية جائحة كورونا.

 

وتنتشر أشجار الزيتون بإقليم الناظور على الاﻵف من الهكتارات الواسعة، والتي تشمل سهل “صبرة” بجماعة ولاد ستوت، وكذا سهل “بوعرك” القريب من الناظور، باﻹضافة الى منطقة كبدانة الشاسعة، وكلهم يساهمون بإنتاج وفير من المنتوج، يتم تحويل الكثير من هذه الغلة الى زيت الزيتون الذهبية والتي تعد الأجود من نوعها في مناطق الشمال الشرقي.

 

جربدة “عبر.كوم”، التقت بأحد الفلاحين الكبار الذين يمتلكون ضيعات فلاحية شاسعة بهذه المنطقة السقوية، وحكى لنا عن الأزمة الخانقة التي لفت أعناق الفلاحين منذ ظهور وباء كورونا بالبلاد، حيث قال بأنه لم يشهد أزمة حقيقية مهلكة للزرع والعباد مثل هذه الأزمة الصحية.

 

وصرح بأنه رغم التوسع في المساحات المغروسة لتشتمل الشجرة المباركة والمذكورة في القرآن الكريم باﻹقليم، فإن المنتوج يتأثر بفعل عوامل المناخ وسنوات الجفاف المتعاقبة والتي طالت، وهو ما يؤدي الى ندرة المنتوج، ونقص الغلة، باﻹضافة الى التفاوت النوعي في كل موسم لجني الزيتون بالمنطقة.

 

“ولاف عماروش” وبصفته أيضا مالكا لمعصرة عصرية للزيتون ضواحي سهل “بوعرك” قال ل”عبر.كوم”، بأن الفلاح البسيط ينتظر هذه المناسبة السنوية لجني الزيتون، وكسب بعض الأرباح المحتملة من بيع “زيت الحور” كما يناديها أهل المنطقة، لتسديد ما عليه من ديون في ذمته، تراكمت عليه طيلة هذه السنة اﻹستثنائية في كل شيئ.

 

وأضاف المتدخل أن الموسم انطلق منذ بداية شهر أكتوبر وفي أجواء غير اعتيادية، وقل فيها الحماس المألوف لكون المنتوج لم يشهد تلك الوفرة المعهودة في السنوات القليلة الماضية، وهو ما سيزيد بدون شك في تعميق جراح الكثير من فلاحي المنطقة في ظل عدم تقديم الدعم الحكومي لهذه الفئة التي طالت معاناتها، والتي ساهمت فيها تداعيات جائحة كورونا بالقسط الوفير.

 

وصرح “عماروش” أن كل المعاصر العصرية سواء بجماعة بوعرك، أو جماعة زايو، تستقبل يوميا الأطنان من الزيتون وتحوله الى الزيت الذهبية المرجوة والتي ينتظرها الفلاح بفارغ الصبر، قصد تحويلها الى الزبناء والأسواق الراغبين في اقتنائها، بإعتبارها أحد الأطباق المفضلة التي لا غنى عنها في الصباح الباكر أيام فصل الشتاء القارس.

 

وقال المتحدث أن المعاصر التقليدية تراجعت في اﻵونة الأخيرة، ولم تعد كالسابق، اذ يفضل الفلاح الطريقة العصرية لعصر الغلة على اعتبار سرعتها، وجودة الزيت التي تنتجها، مذكرا أن للمعاصر التقليدية التي تعتمد على الخيل عشاقها، خصوصا بضواحي السهول التي تكون بعيدة عن نقاط تجمع الفلاحين.

 

وأبرز المتدخل أن موسم جني الزيتون يخلق أجواء من الرواج التجاري أفتقد منذ بداية شهر مارس، وهو تاريخ بداية ظهور جائحة كورونا بالمغرب، ومذكرا بأن المحصول الوفير يرتكز بالأساس على التساقطات المطرية وعناية الفلاح، وبمفهوم العامية ” أخدم أرضك وعطيها تعطيك، وداوي الى بغيت الزيتون قوي”.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع