الرباط: مدينة الأنوار تشهد تحولًا نحو العالمية

تعيش العاصمة المغربية الرباط، المعروفة بمدينة الأنوار وعاصمة الثقافة، مرحلة تحول شاملة تهدف إلى تعزيز مكانتها كمدينة عالمية كبرى. تأتي هذه التطورات في إطار رؤية استراتيجية تتبناها الحكومة المغربية بقيادة عزيز أخنوش، بهدف تحديث البنية التحتية، وتطوير المرافق الحضرية، وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية رائدة.

الرؤية الاستراتيجية لمستقبل الرباط
الرباط تستعد لاستضافة أحداث رياضية كبرى بين عامي 2025 و2030، وفي مقدمتها مونديال 2030، مما يتطلب تحديثًا شاملاً للقطاعات المختلفة. يهدف هذا إلى تحقيق الأهداف التنموية للمملكة، بما في ذلك استهداف استقبال 40 مليون سائح بحلول عام 2030، وهو طموح يعكس جدية الحكومة في تحويل الرباط إلى وجهة سياحية ومركز عالمي للثقافة والرياضة.
مشاريع تنموية لتحويل العاصمة إلى مدينة نموذجية
في هذا السياق، وضعت الحكومة المغربية خططًا طموحة تشمل تنفيذ حوالي 20 مشروعًا رئيسيًا لتحويل العاصمة إلى مدينة نموذجية. من أبرز هذه المشاريع:

تطوير مشروع بوليفار أكدال: يشمل المشروع تصميمًا هندسيًا عصريًا، بالإضافة إلى إنشاء مراكز تجارية، ملاعب رياضية، فنادق فاخرة، مساحات خضراء، ومرافق عامة، مما سيحول المنطقة إلى نقطة جذب حضرية هامة.
إعادة بناء ملعب الأمير مولاي عبد الله: بمواصفات عالمية، مع إنشاء ملعب أولمبي جديد تتسارع فيه الأعمال ليتماشى مع متطلبات استضافة الأحداث الرياضية الكبرى.
توسيع شبكة النقل لتحسين التنقل الحضري
في إطار الاستعداد لاستضافة مونديال 2030، تمت المصادقة على برنامج لتوسيع شبكة الترامواي بين الرباط وسلا وتمارة. يشمل المشروع إضافة 45 كم من الخطوط الجديدة على مرحلتين:
المرحلة الأولى (23.7 كم بحلول 2028): ستشمل أحياء مثل حي الرياض، تمارة، يعقوب المنصور، وسلا الجديدة.
المرحلة الثانية (21.3 كم بحلول 2030): ستغطي أحياء أكدال، البستان، اليوسفية، لعيايدة، والرحمة.
هذا التوسع في شبكة النقل يهدف إلى تسهيل التنقل بين مدن الرباط الكبرى وتحقيق التكامل بين مختلف المناطق.

تحسين البنية التحتية في منطقة الرباط-سلا-القنيطرة
يشهد قطاع النقل في منطقة الربـاط-سلا-القنيطرة أيضًا تنفيذ مشاريع كبرى تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز الجذب السياحي، من أبرزها:
فتح محاور طرقية جديدة وتوسيع الطرقات، بما يسهم في تسهيل حركة السير داخل المدينة والمناطق المجاورة.
إنشاء فنادق حديثة على ضفتي نهر أبي رقراق، مما يعزز الجذب السياحي ويزيد من الاستفادة الاقتصادية من السياحة.
تهيئة الساحات العامة والمساحات الخضراء، بهدف تحسين جودة الحياة داخل المدينة وتوفير بيئة حضرية صحية.
إنشاء مرائب تحت الأرض، بهدف تخفيف الضغط على مواقف السيارات في المناطق الحيوية.
هذا هو الجانب المخفي لل #الرباط أجمل عاصمة في أفريقيا وأنظف مدينة في #المغرب 👇👇#أنا_مغربي_مقهور #المغرب_اضحوكة_العالم #المغرب_جمهورية_ليست_ملكية pic.twitter.com/kdCOSMYxP9
— 𝐇𝐀𝐋𝐈𝐌_ⵣ (@halim12345684) December 21, 2024
الرباط في طليعة المدن العالمية
التحولات الجارية في العاصمة تعكس رؤية المملكة الطموحة لتعزيز مكانتها على الساحة العالمية. من خلال هذه المشاريع التنموية الكبرى، تسعى الربـاط لأن تصبح مدينة رائدة تجمع بين الأصالة المغربية والحداثة العالمية، مما يجعلها وجهة مميزة على المستوى السياحي والثقافي.

إن هذه المشاريع ستساهم بلا شك في إعادة صياغة صورة العاصمة المغربية لتكون على قدم المساواة مع المدن الكبرى في العالم، من خلال بنية تحتية حديثة، وسائل نقل متطورة، ومعالم سياحية ثقافية ورياضية متميزة، مما يعزز مكانتها كمحور عالمي في المستقبل.