الراب “الزنقاوي” و خفافيش الظلام

الأولى كتب في 11 نوفمبر، 2019 - 16:57 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

 

 

ولد بن موح-عبّر

 

 

في تحليل لا يمت إلى العلمية و الواقعية بصلة، ربط بعض الظرفاء عدد مشاهدات الأغنية التي أطلقها ثلاثة من ممتهني الراب الزنقاوي على حد تعبير أحد هؤلاء الثلاثة، بكلماتها البذيئة، ومقاطعها السوقية، و معانيها التافهة، و كونها تعبير عن ضمير الشعب و مرآة لما يشعر به أفراده، و هو أمر مجانب للصواب، فعدد كبير ممن شاهدو الأغنية إذا جاز أن نسميها كذلك هو من باب الفضول لا غير، فالعدد من الناحية العلمية لا يعني شيء في نهاية المطاف.

 

 

لذلك علينا أن نتوقف عن تحويل مدمني المخدرات و الخمور إلى مناضلين، و تقديمهم كنماذج للناشئة، و هم لم يقدموا للمجتمع سوى مغامراتهم مع الجنس و معاقرة الخمر و تعاطي المخدرات و تشويه أجسادهم بالآلات الحادة.

 

 

فحقيقة هؤلاء الثلاث و غيرهم، ليست إلا تعبير عن حالة نفسية، و محاولة البعض تصوريهم كمناضلين دون أن نعرف لهم مجالا للنضال إلا القرعة و الكأس و تعاطي المخدرات، وحتى ما تفوهوا من كلمات بذيئة و سوقية في تلك (الأغنية) قد يكون تحت تأثير نشوة المخدرات أو ما يتعاطونه من مشروبات روحية، لأن هؤلاء لا يمثلون الشعب و ليسو في مرتبة و لا موقف يؤهلهم لذلك، و لا نظنهم يشعرون بالشعب أصلا، لأن هذه الأشكال تعيش في عالمها الخاص، لا تخرج إلا ليلا مثل الخفافيش، لتلبي رغباتها و نزواتها الذنيئة.

 

 

و الدليل على ذلك هو ما صرح به الكناوي، عندما أكد أن (الأغنية) ليست إلى رد فعل على ما تعرض له و هو في حالة سكر طافح رفقة عشيقته، عندما أوقفه رجال الشرطة و طبقوا عليه القانون كما هو منصوص عليه في المساطر المعمول بها، و هو الأمر الذي لم يتقبله المناضل الشهم و قرر الانتقام بتلك الطريقة.

 

 

لذلك علينا أن نطلع على خفايا الوقائع قبل الحكم على الأمور، و أن نضع كل شخص في موضعه الطبيعي، فالمناضل مناضل، لكن أن نحول سكير عربيد إلى مناضل فقط لأنه عربد و ارغد و أزبد في وجه رجال أوكل إليهم الدستور الذي أقره الشعب المغربي مسؤولية تطبيق القانون، و ختمها هو و ندمائه بتلك الكلمات النابية و الساقطة.

 

 


شاهد ايضا

الملك محمد السادس – نتحمل جميعا أمانة الحفاظ على الوحدة الوطنية والترابية

صور نادره ورائعه لطفوله جلاله الملك محمد السادس

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع