الدنيا إمرأة ياولدي

عبّر معنا كتب في 9 سبتمبر، 2019 - 14:36 تابعوا عبر على Aabbir
الدنيا إمرأة ياولدي
عبّر

 بقلم:  فوزي منصور

 

 الدنيا إمرأة ياولدي     يقول الناس لمن لم يتزوج بعد بأنه لم يدخل دنيا وهو مايعني تماثل في أذهانهم بين المرأة والدنيا.
وتوصف المرأة في الكتب المقدسة بأنها سكن وكذلك الدنيا تعد سكنا مؤقتا مثلها يغادره الساكن لها إلى حياة أخرى .
والسكن قد يكون مريحا وقد يكون مزعجا وقد يكون صالحا وقد يكون فاسداوقد يكون طاهرا وقد يكون دنسا ، وكذلك المرأة والدنيا أيضا.

 

وعندما قال الله تعالى :”الطيبون للطيبات”فإنه توجيه رباني للذكور والإناث بأن يختار كل منهم لنفسه إن كان طيبا من يماثله في الطيبة ليشاركه حياته ، فإن أساء الاختيار فلايلوم سوى نفسه. والنفس الطيبة تكون حياتها في الدنيا طيبة يرضى الله عنها والنفس الفاسدة تعيش حياتها في الدنيا سيئة لايرضى الله عنها وتدخل في عداد الضالين في الحياة والمغضوب عليهم من رب العالمين.

 

خلق الله الأرض وأعد فيها للإنسان معايشا لكي يصونها ويعمرها وعلى آدم الأسماء كلها ، أي اللغة،وبعث الأنبياء والمرسلين لبني الإنسان بالناموس ، أي أحكام الله، لهداية بني الإنسان لما يصلح أحوالهم في الأرض فلايفسدون فيها أو يسفكون الدماء أو يجور أحدهم على الآخر أو يسلبه أي حق من حقوقه وهداهم إلى إلى ما يندرج ضمن الفجور وما يدخل في إطار التقوى وتركب لهم الخيار بحيث يفلح من يزكي النفس ويخيب من دساها.

 

 

وعندما نقول بأن الدنيا إمرأة فإن المرأة الصالحة تحب من يصلح حالها ويصون حقوقها ويلتزم بالميثاق الغليظ الذي يربطها به ، والمرأة غير الصالحة فإن كل إحسان إليها يزيدها طغيانا وشرا فتتنكر للعشرة الطيبة ولاتقيم لها وزنا، وكذلك الدنيا تهش لمن يعمل فيها الصالحات وتنقلب على من يعمل فيها السيئات ولايتبع ماحكم به الله ومن أرسله من الأنبياء والمرسلين بالحق والهدى.

 

وفي الرؤى والأحلام إن رأي المرء في منامه إمرأة جميلة لايعرفها تحتضنه وتقبله فإن هذا يفسر بأن دنياه تقر بصلاحه وتفرح به ، وإن رأي إمرأة شائهة لايعرفها غاضبة منه فإن هذا يعني بأن الدنيا يسوءها وجوده فيها ، وإن رآها تودعه فإن هذا يفسر بأنه إيذان برحيله عنها.

 

 

ويقال إن المرأة فتنة بما حباها الله من جمال الخلقة وكذلك الدنيا أيضا وقد أفلح من الرجال والنساء من غلب عقله على هواه وخاف مقام ربه وارتدع قبل أن تأخذه الغواية والهوى إلى الهاوية.

 

وإذا قيل بأن النفس أمارة بالسوء فإن ذلك ينطبق على الرجال مثلما ينطبق على النساء وعندما حاولت إمرأة العزيز إغواء الفتى يوسف الذي عشقته وهيئت له نفسها كاد يركن إليها لولا أن رأي برهان ربه فردعه عنها والتمس الفرار منها ومن فتنتها.وكذلك الدنيا فقد تتهيؤ لامرئ ذكرا كان أم أنثى وتغوية وتطغيه وينسى برهان ربه فيستجيب لها ويظن أنه ينعم بها وهي تشقيه وترديه فيكس حسب ظنه الدنيا الزائلة ويخسر الآخرة الدائمة وماأعده الله فيها للمتقين.
فوزي منصور

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع