الدعارة بمراكش المهنة التي تغري الفتيات وتجرهن نحو عالم مظلم لا نهاية له

تقارير كتب في 3 فبراير، 2020 - 19:55 تابعوا عبر على Aabbir
الدعارة في طنجة
عبّر

ممارسة الدعارة بمراكش مهنة لكل من ترغب في العيش بشكل أفضل

بمجرد نطق اسم مراكش في بعض الدول العربية أو الأجنبية إلا ويتبادر للدهن عالم الجنس وعالم الدعارة، الذي أصبح أشهر من النار على العلم، وعلى الرغم من أن الدعارة التي تعد أقدم مهنة في العالم ، توجد في كل بلد عربي و أجنبي، إلا أن مراكش أخذت القسط الأكبر في شهرة الجنس أكثر من غيرها، فقد كتب عليها أن تكون القطب السياحي للمغرب ، وهذا ما ساهم بشكل كبير في ارتفاع نسبة الدعارة بها، وارتفاع شهرتها أيضا، لا سيما أن هناك بعض الأماكن في المدينة الحمراء والتي أصبحت مشهورة جدا بانتشار المومسات اللواتي ترهن يتغنجن في مشيتهن ويتمايلن يمينا وشمالا من أجل الحصول على صيد ثمين واستقطاب الزبائن وتحفيزهن على قضاء ليلة حمراء ماجنة مقابلة مبلغ من المال قد يكون باهظا وقد يكون ضعيفا، كل حسب قدرته الجيبية.

وحتى نخوض أكثر في هذا الموضوع ونقرب القارئ ونعرفه على بعض خبايا هذا العالم ،حاولنا بدورنا البحث والتقصي والتقرب من هؤلاء الفتيات، للتعرف على الظروف التي قادتهن إلى عالم الدعارة والدخول إلى مجال قد لا يستطعن الخروج منه إلا على نعش متجه إلى المقبرة .

 

الدعارة

حلمي بأن أصبح طبيبة تحول إلى كابوس أعيشه كأم عازبة وبائعة هوى

 

لم تكن خديجة المنحدرة من مدينة الصويرة وهو اسم مستعار لفتاة تبلغ من العمر 21 عاما، ترغب في الدخول إلى مجال الدعارة ولم تفكر يوما أنها ستنقلب حياتها رأسا على عقب لتتحول من طالبة إلى عاهرة، تتقاضى أجرا كلما قدمت متعة جنسية لم تكن تتوقع أنها ستقدمها خارج نطاق مؤسسة الزواج لمختلف الأشخاص ومن مختلف الأعمار.

عاشت خديجة داخل أسرة محافظة جدا وتروي قصتها قائلة : “عشت مع أسرتي التي تتكون من أبي وأمي وأخي الأكبر وأخي الأصغر ، كنت الفتاة الوحيدة بين إخواني الذكور، عشت حياة مميزة وسعيدة لا أفكر في شيء سوى دراستي ورغبتي الكبيرة في دراسة الطب والتخرج كطبيبة تعالج الناس وتتعاطف معهم، وكنت دائما ما أتلقى الدعم والتشجيع من أسرتي، ويعاملونني بحنان وطيبة خاصة أني الفتاة الوحيدة في الأسرة، بعد حصولي على شهادة الباكالوريا انتقلت إلى مدينة مراكش لإكمال دراستي، واستأجرت منزلا لدى إحدى الأسر المراكشية رفقة 3 فتيات من مختلف الجهات جمعتنا الدراسة معا في ذلك البيت، كنا صديقات وأخوات نخرج معا نمارس مجموعة من الأنشطة معا وتزورني أسرتي بين الحين والآخر ، عموما كانت حياتي بسيطة وعادية جدا، إلى أن جاء اليوم المشؤوم ، حين ذهبت رفقة صديقتي إلى حفلة صديقها، هنا تعرفت على شاب تطورت علاقتي به جدا واتفقنا على الزواج بعد التخرج، هو كان موظفا بإحدى الشركات الخاصة، في نهاية الأسبوع طلب مني الذهاب معه إلى البيت عوض قضاء النهار في مكان عمومي، قائلا : ” نجهز شيئا في البيت نتناوله ونشاهد فيلما ونحن مرتاحين دون الحاجة للخروج والتجول في أجواء باردة جدا .”

وافقت وذهبت إليه ، هنا تقرب مني كثيرا ونحن نشاهد الفيلم لم أرغب في البداية إلا أنه أقنعني بكلامه ووعدني أنه سيتزوجني، كما أنه اخبرني أنها لن تكون علاقة جنسية كاملة فقط سطحية، إلا أنه تحول إلى وحش واغتصبني، تدمرت نفسيا، وعدت إلى البيت وأنا مصدومة تحولت من فتاة مرحة إلى فتاة حزينة طوال الوقت، أقفل هاتفه واختفى بعد الواقعة ، لأجد نفسي حاملا، لم أعرف ماذا أفعل صارحت الفتيات وبحثن عنه في كل مكان ولم نجد له أثرا، أسرتي رفضتني ومنعت عني المصروف، دراستي توقفت، ومستقبلي تدمر، أنجبت طفلة ولم أجد من يساعدني على رعايتها، ولا أستطيع العمل وتركها وحيدة، لهذا توجهت إلى هذا العالم الذي قادتني إليه إحداهن ، دخلته ولم أستطع الخروج منه منذ أزيد من 8 سنوات وأنا أمارسه رافقت رجالا من مختلف الجنسيات والأعمار، اشمئز من نفسي وأكره ما آلت إليه ظروفي، فبدل أن أصبح طبيبة تفتخر بي أسرتي وعائلتي تحولت إلى عاهرة تشمئز منها نفسي وأما عازبة وأخاف أن تعرف ابنتي حقيقتي التي أخفيها عنها خاصة أنها ما تزال صغيرة.”

 

الاغتصاب والتحرش الجنسي قادني إلى عالم الدعارة رغما عني

 

ثم ننتقل إلى هند التي تحدثت عن قصتها بدموع تنهمر من عيونها منذ بداية الكلام حيث قالت :” دخلت عالم الدعارة بسبب زوج أختي الذي اغتصبني وأنا في زيارة لأختي التي كانت قد أنجبت حديثا وكان عمري 14 عاما،وعندما بلغت 18 عاما تقدم لخطبتي شاب من الدوار الذي نقطن به وخوفا من الفضيحة التي سأتعرض وأعرض أسرتي التي لم أصارحها بشيء لها، هربت من بيتي الذي يتواجد بمنطقة تحناوت وقصدت مراكش، نمت في المحطات والشوارع والأزقة وكنت عرضة للتحرش والاغتصاب عملت في المقاهي والمطاعم وأيضا عملت في البيوت، إلا أن مجموعة من الأمور كانت تسبب في عدم استمراري أغلبها التحرش الجنسي، إلى أن تعرفت على امرأة تدعى حليمة هي من قادتني إلى هذا العالم ، في البداية كنت أذهب لبيتها حيث تجمعني بالزبائن الذين يقصدون المقهى الذي تعمل فيه، وفيما بعد أصبحت أرافق الزبائن إلى فيلات وشقق مفروشة ، وانتقلت من منزل حليمة إلى إحدى الشقق التي اكتريناها أنا وبعض الفتيات في المجال نفسه والتي تتواجد بحي جيليز، بعدما تحسنت أوضاعي المالية إضافة إلى كوني دخلت مركزا للغات كي أدرس اللغة الانجليزية.”

وأضافت قائلة ” رغم أني أكره هذا المجال ولا أطيقه ولا أطيق نفسي ، لا سيما عندما أمنح جسدي إلى الراغبين في المتعة الجنسية، إلا أنه مكنني بفضل المال الذي أتقاضاه من تحسين وضعي المالي ،كما أني أساعد أسرتي دائما وأساعد أبي على إعالة إخوتي الصغار وعلى دراستهم رغم أنه لا يعلم مجال عملي ودائما ما أكذب عليهم وأخبرهم أني أعمل في مطعم ، وأعرف أن هذه المهنة لها مدة انتهاء الصلاحية لهذا أدخر من المال الذي أجنيه، حتى أجده عندما أتوقف عن مزاولة هذه المهنة التي لا أرغب في تسميتها مهنة أساسا .”

 

الزين لي فيك

الإفراط في دلال أسرتي لي وعدم حرماني من شيء انقلب ضدي لأجد نفسي بائعة هوى

 

وبكلمات يغمرها الندم والحسرة تحكي كوثر قصتها التي لخصتها في مجموعة من الجمل قائلة ” لي دخلني لمجال الدعارة هو الدسارة : فقد كنت فتاة مدللة ولا أعرف الرفض في أي شيء، لم أترك ملهى ليلي أو مكان للمتعة إلا ودخلته رفقة مجموعة من رفقاء السوء، منذ أن كنت أدرس في الثانوية عرفت بين المجموعات بالفتاة الجريئة، خرجت مع شبان من مختلف الأعمار جربت كل أنواع الممنوعات، والدلال الذي كنت أعيشه في أسرتي وتوفر المال كتعويض من والداي عن غيابهما الدائم بسبب العمل كان سببا قادني لأجد نفسي بين جدران عالم الدعارة الذي وجدت فيه متعتي في البداية، المال السهر ، الشراب والمتعة الدائمة، لكن لم أستفق من غفوتي إلا بعد أن فات الأوان، خسرت عائلتي ودراستي وحياتي ووجد نفسي لا أستطيع الخروج منه، فلا أعرف القيام باي شيء سوى منح المتعة الجنسية للباحث عنها مهما كان سنه أو جنسيته، فقد كنت في بداياتي مطلوبة بشكل كبير لدى الزبناء وذلك لصغر سني وجمالي وقوامي الممشوق، فكنت أتقاضى مبالغ طائلة، وهذا ما ساهم في غروري بشكل كبير، لكن الآن وجدت نفسي وحيدة رغم توفر كل شيء مادي من شقة فاخرة وسيارة وملابس ماركات عالمية وآخر صيحات الموضة ، إلا أن هذا لا يعوضني عن لحظة واحدة أعيشها مع أسرتي ، توفي والدي ولم أستطع أن أره، وهذا ما فطر قلبي ودمرني، الآن أخاف أن أموت وأتعفن وحيدة دون أن أجد من يترحم علي أو يدفنني.

مهما اختلفت ظروفهن وتنوعت إلا أن بائعات الهوى بمراكش أو غيرها من المدن المغربية، تجدهن الحلقة الأضعف التي تعاني في صمت، فمنهن من اختارت الدخول إلى هذا العالم بحثا عن مصدر رزق أفضل وتوفير ظروف عيش أحسن لها ولأسرتها، ومنهن من دخلته حتى تجعل لنفسها مهنة بعدما فشلت في دخول مجموعة من المهن التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ومنهن من وجدت نفسها ضحية عملية اغتصاب من زوج الأم أو زوج الأخت أو الحبيب المزيف الذي يفرش الأرض ورودا من أجل الوصول إلى هدفه وغرضه الذي يكون من البداية جنسيا، أو التي تكون ضحية مجتمع تفشت فيه مجموعة من الظواهر السلبية التي يعتبر الاستغلال الجنسي والاغتصاب أكبرها وأخطرها، فالأسباب متعددة والنتيجة واحدة، هي بروز فتيات يوفرن المتعة الجنسية في ليالي حمراء لمختلف الزبائن ، سواء مغاربة أو أجانب، الذين يحطون الرحال بعاصمة السياحة المغربية، لا سيما من دول الخليج بحثا عن تلك المتعة التي تقدمها فتيات بشقق مفروشة أو فيلات مخصصة للدعارة ضواحي المدينة، والتي بتنا نسمع عن مداهماتها أمنيا واعتقال من فيها بتهمة السكر وتعاطي المخدرات وأيضا ممارسة الرذيلة وقضاء ليالي ماجنة رفقة بائعات الهوى المغربيات .

هنا يمكن الإشارة إلى أن مهنة الدعارة تبقى من الظواهر التي يعاني منها المغرب بصفة عامة، مراكش بصفة خاصة، والتي تعمل فيها حوالي 19 ألف بائعة هوى بمختلف المدن المغربية بما فيها مراكش، وذلك حسب تقرير صادر سنة 2015 ،والذي احتلت فيه مدينة الرباط الصدارة بما قدره 7333 امرأة تعمل كبائعة هوى ، كما أن الإحصائيات أشارت إلى أن المتزوجات يشكلن 2 في المائة من أصل 19 ألف امرأة ، أغلبهن من النساء المطلقات والأرامل هذا بالإضافة إلى الفتيات اللواتي انقطعن عن إكمال تعليمهن، هذه الإحصائيات قد تشهد زيادة كبيرة مع مرور سنوات على هذا التقرير، ليبقى السؤال مطروحا هل ممارسة الدعارة التي حولها البعض إلى مهنة لمن لا مهنة له قد تختفي من مجتمعنا في يوم من الأيام أم أنها المهنة التي ستبقى خالدة كونها تعتبر أقدم مهنة في تاريخ البشرية ؟

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع