الخدمة العسكرية..تأهيل تقني ومهني و خدمة جليلة للوطن

الأولى كتب في 11 أبريل، 2019 - 14:30 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

ولد بن موح-عبّر

 

على الرغم من بعض مراكز الدراسات ربطت بين إقرار المغرب للخدمة العسكرية الإجبارية و الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية و المغاربية بما في ذلك ارتفاع التهديدات الإرهابية عبر العالم، إلا أن العديد من الدول في العالم اعتمدت هذا المبدأ، ليس بمنطق الحرب و التهديد الخارجي، و إنما بهدف تعزيز مقومات الوحدة الوطنية الشعور الوطني، كما هو الحال في  سويسرا.

 

و بصرف النظر عن حالة الحرب و السلم، فإن قضية الخدمة العسكرية الإلزامية أو الطوعية، تكتسي أهمية كبرى بالنسبة للعديد من بلدان العالم، ومعمول به كما سبقت الإشارة لمنح بعض فئات المواطنين تكوينا عسكرياً من أجل الدفاع عن الوطن ووحدته الترابية، إلا أن  تعزيز الشعور بالوطنية والانتماء وتلقي مبادئ الانضباط وقيم المساواة، يظل هو الحافز الأهم، دون أن ننسى أن هؤلاء المكونين يستطيعون لعب أدوار كبيرة و مهمة في حالة الإغاثة الإنسانية عندما يتعلق الأمر  كما أنها بالكوارث الطبيعية و إنقاذ المدنيين.

 

و كما تطرق إلى ذلك عدد من الدارسين و الباحثين في المجال، فإن الخدمة العسكرية ستساهم كما ساهمت في السابق، في إعادة التأهيل والاندماج لفائدة الشباب مما سيساهم لا محالة في انخفاض معدلات الانحراف لديهم، بما في ذلك الإدمان على الممنوعات التي تشكل عائق كبيرا أمام انخراط فعلي و مؤثر للشباب داخل المجتمع، بما يحقق المصلحة العامة للفرد و الجماعة.

 

و لنا هنا أن نذكر بالمثال الفرنسي إبان الغزو الألماني للبلاد، عندما تم إعلان التعبئة العامة لمواجهة الجيوش النازية، وجدت قيادات الجيش الفرنسي، أن 70 في المائة من الشباب الفرنسي لا يصلح للخدمة العسكرية بسبب الانحرافات التي كانت سائدة بينهم.

 

لذلك فالخدمة العسكرية كما أقرتها عدد من الدول ساهمت بشكل كبير في تصحيح العديد من الظواهر المنحرفة داخل المجتمع، و خفض معدلات الجريمة بكل أنواعها سواء تلك التي يمكن أن يقترفها المرء تجاه نفسه أو تجاه غيره من أبناء وطنه، هذا دون أن ننسى الدور المهم الذي تلعبه الخدمة العسكرية، في تأهيل الشباب لولوج سوق الشغل و خوض غمار الحياة بكل ثقة و مسؤولية و نضج.

 

كما أن الخاضع لهذه الخدمة ستفيد من عدد من الامتيازات خلال فترة خدمته، فبالإضافة إلى التكوين و التأهيل سيستفيد المجند من مبلغ 2000 درهم شهريا، زد على ذلك تأهيل تقني ومهني في التخصصات المتوفرة لدى وحدات القوات المسلحة الملكية، مما سيساعد المجندين، الذين يبرزون مؤهلاتهم وروح المسؤولية والالتزام، على اكتساب خبرات ومهارات جديدة تفتح لهم فرص الاندماج المهني والاجتماعي، دون أن ننسى الإعداد البدني، الذي يعد أمرا أساسيا في التكوين لما له من دور كبير في الحفاظ على اللياقة والجاهزية وتطوير المهارات والصفات المعنوية والنفسية، فضلا عن تنمية قوة روح التحمل والصبر والثقة في النفس.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع