الحكومة تفضح نفسها

الأولى كتب في 14 ديسمبر، 2019 - 15:10 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

 

 

 

كمال قروع

 

 

في سابقة من نوعها، تفاجأت كما تفاجأ معي المغاربة، ببلاغ وزارة الثقافة والشباب والرياضة، الذي تحدث فيه عن اعادة مباريات التوظيف الخاصة بالمناصب المالية لسنة 2019 والتي اعترتها خروقات وشابتها عيوب تمثلت اساسا في المحاباة وتفاوت النقاط المحصل عليها بين المتبارين ومنح اسماء بعينها نقاط زائدة للظفر بالمناصب المتبارى عليها..

 

 

وإذ ننوه بشجاعة الوزارة التي قررت احداث لجنة تقصي وتدقيق في النتائج بعد شكايات توصلت بها من قبل بعض المتبارين، الا ان الحالة كشفت وعرّت على حقيقة يتم التعامل بها في مجموعة من الوزارات والمؤسسات العمومية وخاصة فيما يتعلق بمسالة الوظائف، فالمناصب محسوم في امرها والشخص اما مزاول فعلا لمهامه على الورق او على اطلاع مسبق بنجاحه في المبارة “الشكلية”.

 

 

وعلى سبيل المثال لا الحصر، يحكي لي صديق أن وزارة السياحة أعلنت مؤخرا على شغور منصب سائق في وزارتها، لتتفاجأ مديرية الموارد البشرية بتقاطر ملفات الترشيح عليها، حيث بلغ عددها ازيد من 80 ملفا، قبل أن يتفاجأ الجميع أن السائق لم يكن سوى إبن أخت الوزير السابق !!! فما بالكم ايها المغاربة عن مباراة منصب مالي ضخم او متصرف من الدرجة الاولى او مهندس او او … !

 

 

من أبرز معالم السكيزوفرينيا في مخطط الحكومة المغربية، أنها اخبرت المغاربة عنْ بدء إعداد استراتيجيَّة وطنيَّة للتشغيل، تنصبُّ على معالجَة البطالة في المغرب، فهل التفكير في إعداد خطة لمواجهة التشغيل يعتبر إنجازا ما دام تفكيرا فقط وما دام تعبيرا عن النوايا لاغير؟ أليس الأمر سخرية واستهزاء من كفاءات المغاربة وتلاعبا بعقولهم وبمشاعرهم؟ نحن لا نقول كذبا لأننا لا ندخل إلى عقول وصدور او نوايا الحكومة كي نفتش فيها عن مكمن النية وقابليتها للتطبيق، ولكن نتحدث عن واقع معاش، فالمناصب و الوظائف محسوم في امرها مسبقا، وتلعب العلاقات والوصايا واشياء اخرى دورا هاما في تحديد الظافرين بها.

 

 

ان الفرق بين التفكير والفعل لا زمن له، وهذا أسلوب جديد تسنه حكومة العثماني في التعبير عن النوايا.

 

 

يحكى أن جحا دعا جاره القريب من سكناه إلى مأدبة أرنب اصطاده وأراد أن يتقاسمه مع جاره العزيز، ففوجئ بشخص يطرق بابه ويخبره أنه جار جاره وأن جاره طلب منه الحضور للمأدبة، ثم بعد هنيهة جاء جار الجار الثاني فجار الجار الثالث إلى امتلأ المنزل.

 

حينها لم يعدم جحا الجواب والفعل فوضع قصعة مغطاة على طاولة الأكل وقال للجار الأول : تقدم يا جاري واكشف عن الأكل للضيوف ولما أزال الجار غطاء القصعة تبين له انها ممتلئة بالماء الساخن فقط، فصرخ متسائلا: ما هذا يا جحا أتدعونا للالتئام حول ماء ساخن؟

أجابه جحا : لا ياجاري العزيز إنه ما تبقى من مرق المرق المرق الذي طهوت فيه الأرنب ودعوتك لاقتسامه معي، ولما حضر جيران جيرانك كلهم، فقد تحول هكذا لتتفضل بارك الله لك فيه .

 

 

فهاهي الحكومة تتعامل مع المغاربة بأسلوب جحا ويقدم لهم خبرا حول البدء…في إعداد…استراتيجية حول محاربة التشغيل، وبعدها سينتظرون الإعلان عن الأسترتيجية ثم بعدها بدء تنفيذها وتطبيقها ..وما بين التفكير والفعل مناصب ووظائف توزع على مقياس، فيما يبقى الفتات لعموم الشعب.

 

 

 

 

شاهد ايضا

 

loading…



 

الملك محمد السادس يتحدث عن الوضع الحالي بالمنطقة والفضاء المتوسطي.

 

جلالة الملك.. المغرب ظل واضحا في مواقفه بخصوص مغربية الصحراء

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع