في الوقت الذي قطعت ساكنة آيت بوكماز عشرات الكيلومترات في “مسيرة الكرامة” نحو مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة، حاملة مطالبها الأساسية المرتبطة بفك العزلة وضمان العيش الكريم، جاء تفاعل الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، مخيبا للآمال، حين اختزل معاناة الساكنة في مطلب التغطية الهاتفية (الريزو) فقط، متجاهلا السياق الأوسع للأزمة التي دفعت الساكنة إلى الشارع.
واختار بايتاس، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت اجتماع مجلس الحكومة ليومه الخميس 10 يوليوز 2025، أن يتفادى الإجابة المباشرة على السؤال الذي طرحه الصحفيون حول المسيرة الاحتجاجية التي قامت بها ساكنة آيت بوكماز، ليختار فقط أحد المطالب المضمنة ضمن قائمة طويلة ويقول :”تكلمتم عن “الريزو” اليوم الحكومة صادقت على مرسوم مهم جدا يتعلق بتحديث تأليف اللجنة الإدارية المحدثة بموجب القانون رقم 24.96 المتعلق بالبريد والمواصلات”.
وجاء رد الحكومة، بشكل غير متناسب، لا فقط مع حجم المعاناة، بل أيضا مع جوهر المطالب التي رفعتها الساكنة، والتي تمس مجالات حيوية من الحق في الصحة والتعليم والبنية التحتية إلى فك العزلة وضمان الكرامة الاقتصادية والاجتماعية، حيث تطالب الساكنة بطبيب قار في المركز الصحي، وتعبيد الطريقين الجهويتين 302 و317، وتعميم التغطية الهاتفية والرقمية لفائدة التلاميذ والسكان من الولوج إلى التعليم والخدمات.
وأضاف بايتاس، أن “من اختصاصات اللجنة المحدثة هو مجال شبكات التواصل عموما، ويوم 23 من هذا الشهر، سوف ينعقد المجلس الإداري للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، حاملا في جدول أعماله موضوع الشبكة”.