الجزائر و البوليساريو و سياسة ذر الرماد في العيون

الأولى كتب في 22 يناير، 2019 - 19:30 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

رضوان جراف-عبّر

 

عبثا يحاول المتحكمون في زمام الأمور بقصر المرادية، إقناعنا و إقناع المنتظم الدولي بأن الحياد المبدئي هو موقفهم من قضية الصحراء المغربية، فرغم إنكارهم  المكرور دعم الجبهة الانفصالية و ميليشياتها المسلحة، إلا أنه لم يعد خافيا على أي جهة في العالم تأييد الجزائر المستميت لهذه الجماعة سواء من الناحية المادية أو السياسية، خاصة و أنه في كل مرة تطرأ بعض الوقائع و الأحداث التي تفند مزاعمهم و تكشف حقيقة نواياهم اتجاهنا و اتجاه قضيتنا الوطنية.

 

فالجزائر التي سعت منذ اندلاع الأزمة إلى تدويل قضية البوليساريو بشتى الطرق، بمسارعتها إلى تحريك الملف على المستوى الدبلوماسي داخل الأمم المتحدة ولدى الهيئات الدولية، محاولة تصوير الأمر كما لو أن الأمر يتعلق بحركة تحررية، و وضعت بين أيديهم كافة الإمكانيات المادية و السياسية و الدبلوماسية، خاصة تلك التي تتوفر عليها داخل الاتحاد الأوروبي.

 

هذا الدعم المفضوح، الذي أصبح ظاهر للعيان، يجمع المتتبعون على أن الهدف منه هو تسويق الجبهة الانفصالية و إظهارها في الملتقيات الدولية من خلال استغلال اللقاءات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الإفريقي، و محاولة تقديم البوليساريو و رفع أسمه أمام الرأي العام الدولي و وسائل الإعلام كعضو فاعل ونشيط داخل الاتحاد الإفريقي، و هو أمر مجانب للصواب وللواقع الذاتي و الموضوعي الذي تعيشه الجماعة الانفصالية إن على المستوى الداخلي، أو على المستوى الخارجي و ذلك بفعل النكسات التي تعرض لها هذا الكيان المصطنع منذ العودة المظفرة للمغرب إلى أسرته الإفريقية، و سياسية الانفتاح التي انتهجها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، تجاه الدول الأفريقية بشكل عام حتى تلك التي لها مواقف ملتبسة من قضيتنا الوطنية.

لذلك فكل هذا الدعم يمكن اعتباره مسخرا للاستهلاك الداخلي ليس إلا، و ذلك للتغطية على الفشل الذريع الذي لازم الجبهة في السنين الأخيرة كما سبقت الإشارة، و خاصة بعد الهزيمة النكراء و الصفعة القوية التي تلقتها من طرف الاتحاد الأوروبي، بعد المصادقة على الاتفاقات الفلاحية بين المغرب و الاتحاد.

 

إن الهزائم المتتالية التي لحقت بالجزائر و ابنتها غير الشرعية، البوليساريو، في المحافل الدولية، و خاصة في الاتحاد الأوربي، دفعت الجارة الجاثمين على صدر الشعب الجزائري و صنيعتهم، إلى التكثيف من حضورهم الإعلامي، من خلال الترويج لعدد من الأنشطة المحدودة التي يقوم بها الطرفان في أوربا كرد على النجاح الذي حققته الدبلوماسية المغربية في الاتفاقية الفلاحية مع الاتحاد الأوروبي.

 

لذلك يمكن القول أن هذا الترويج الباهت الذي تحول به الجزائر و صنيعتها تقديمه للرأي العالم الداخلي في الجزائر وداخل مخيمات العار بتندوف، على أنه إنجاز و فتح مبين، في محاولة للتخفيف من حالة الاحتقان السائد داخل هذه المخيمات، إنما يؤكد على عمق الأزمة و حالة التوهان الذي يعيشه الطرفان، خاصة بعد إخفاقاتهما الأوربية، زد على ذلك رفض مشروع قرار اقترحته زعيمة الأغلبية الديمقراطية يقضي باستثناء الصحراء المغربية من المساعدات الأمريكية المقدمة إلى المغرب ضمن قانون المالية الأمريكي لسنة 2019، الذي جاء ليزيد من شدة الحنق الذي بات معششا في صدروهم من الهزائم المتوالية داخل القارة الإفريقية.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع