التحقيق في تبييض أموال بالذهب

الأولى كتب في 27 ديسمبر، 2018 - 06:01 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

 

عبّر ـ عن الصباح

رصدت عناصر الفرقة الوطنية للجمارك خيوط شبكة تنشط في تهريب الذهب وإعادة صياغته في ورشات عشوائية تتمركز بمدن فاس ومراكش وطنجة والرباط، إذ يتم إدخال الذهب من بعض البلدان الأوربية والشرق الأوسط دون التصريح به لمصالح الجمارك المختصة ويتم تذويبه وإعادة صياغته.

وأفادت مصادر أن عناصر الجمارك تدقق في وثائق ورشات الصياغة للتأكد من أن الذهب الذي في حوزة مالكيها قانوني، علما أن الجمارك تسمح بإدخال ما وزنه 500 غرام من الذهب من الخارج للاستعمال في الزينة، لكن يتعين التصريح بها لدى مصالح إدارة الجمارك.

وأكدت مصادر أن تجارا يقتنون الذهب المستعمل ويعيدون بيعه إلى المختصين بالصياغة، وذلك دون أي وثائق توضح مسار هذه المجوهرات. وأبانت التحريات الأولية أن شبكة تزوير الذهب تتوفر على عناصر تتمثل مهمتها في التنقل بين المغرب والمملكة العربية السعودية تحت غطاء قضاء العمرة، كما تتنقل بين المغرب والإمارات من أجل جلب الذهب تختلف مواصفاته ويعتبر أقل جودة من الذهب المسوق في المغرب، فتتم إذابته وخلطه مع الذهب بالمغرب الذي يتوفر على وثائق، وذلك للإفلات من المراقبة.

لكن الفرقة الوطنية للجمارك تتوفر على الآليات التقنية من أجل كشف أي تزوير في المعدن الأصفر.

ولم تستبعد مصادر “الصباح” وجود ارتباطات بين ورشات الصياغة وشبكات لتهريب الأموال، التي توظف خبراء في تجارة الذهب من أجل غسيل الأموال المتأتية من تجارة المخدرات وبعض الأنشطة غير القانونية، خاصة تهريب المهاجرين إلى الخارج، إذ أبانت التحريات الأولية أن كميات الذهب التي عثر عليها أفراد الجمارك ببعض ورشات الصياغة تفوق بكثير إمكانية أصحابها ما يعزز فرضية وجود شبكة وراء هذه الورشات تمدها بالذهب لإعادة صياغته وبيعه بعد تزوير العلامات.

وأوضحت المصادر ذاتها أن هناك ثلاثة أختام تشير إلى كل صنف على حدة، مشيرة إلى أن رمز “العود” يهم الذهب المحلي، و”النحلة” يخص المستورد، في حين يحمل الذهب الأحمر خاتم “الفروج”.

وتلجأ شبكة تبييض الأموال إلى اقتناء الذهب من بلدان أوربية أو شرق أوسطية من أجل تبييض الأموال المتأتية من النشاطات غير الشرعية. وتنسق الفرقة الوطنية للجمارك مع نظيراتها بعدد من البلدان من أجل تجميع المعطيات حول العناصر المشتبه في تورطها في عمليات تبييض أموال، إذ كشفت التحريات الأولية أن هناك شبكات مترابطة في ما بينها تنشط على الصعيد الدولي وتتخذ المغرب معبرا من أجل ترويج الذهب المهرب، الذي تتم إذابته وإعادة صياغته بالمغرب، في الأسواق الإفريقية التي تعتبر المراقبة فيها أقل تشددا.

وأفادت المصادر ذاتها أن شبكة تبييض الأموال بالذهب تتوفر على إمكانيات هامة وتوظف عددا من الخبراء من أجل شرعنة تجارتها عن طريق تزوير كل الوثائق المطلوب توفرها في مثل هذه النشاطات.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع