التجمع الوطني للأحرار…البدعة السياسية المضلية

عبّر معنا كتب في 27 يناير، 2019 - 15:14 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

سعيد سونا *

هو الحزب الذي يلجأ إليه كل من ضاقت به الأرض ، من قساوة الشرعية السياسية التاريخية ، والتدرج النضالي المرهق ” والاسبقية لمول اليمين على الطريق ” ، ولهذا تجده ينكمش ويرتد للوراء بخجل… كلما تم طرق طبول الشرعية المجتمعية التاريخية ،فهو لايريد الدخول لحفلة لايجيد الرقص فيها ، فلاحظ له في الحركة الوطنية ، و لايمن له في جهاد بناء الدولة المغربية الحديثة ، ولذلك ضم بين ذراعيه ، شتات المؤمنين ، بمقولة الزعيم اليساري ، محمد الساسي ” السياسة في السبعينيات تؤدي إلى السجن أما اليوم فهي تؤدي إلى الثراء ” ولذلك تراهم يسقطون على الحزب بالمضالات بدون سابق إنذار كالقدر ، فيمسي الانسان منهم ينتقد الاحرار والعبيد ، ويصبح وزيرا يرفع عقيرته بالصراخ في وجه ” العبيد” انتصارا ” للاحرار ” بدون حمرة الخجل …

تمت تسميتهم بالأحرار ، لأنهم يتناقضون في كل شي ، فهم احرارا فيما يفعلون إذن ، نخبة وقاعدة ،،،، فأما قاعدة الحزب فهي للقوة العددية ، في الانتخابات ، وفي المهرجانات البروباكاندية ، تجدهم مشدوهين إلى رئيس الحزب عزيز اخنوش محلقين حوله ، حتى ظن وهما انه يمثل زعيما سياسيا …وماهو في الحقيقة إلا زعيم ماليا من ورق ، تتبرك به الجماهير بالرسائل لعلها تنال المراد والمبتغى في يوم ما .

هذا المعطى الراسخ ، الذي طرحناه من باب السخرية الجادة ، جعل الحزب يعيش على وقع ، قطيعة تامة بين نخبته وقاعدته ، فهما يختلفان في كل شيء ، ويلتقيان في صناديق الاقتراع ، أما نخبته فتؤمن بالليبرالية إلى حد الثمالة ، في امتدادتها التي تتماهى مع الحرية الفردية ، في حق الشواذ في ممارسة شذوذهم ، وحق الإفطار العلني في رمضان ، وضرورة مراجعة تقسيم الإرث ، وحرية الإجهاض ، ثم حرية العقيدة …وجملة من العناوين المخيفة لقواعد الحزب ، التي تصلي وتصوم وترفض المساس بقطعيات الإسلام ، لكنها تميل إلى مكبر صوت الرئيس كلما ارتفع صوت الربح السريع ، وتحقيق الثروة ، في تجلي واضح لهشاشة الحزب ، الذي يضم افرادا قد يحقق بهم النصاب ، وقد يتركونه في نصف الطريق كنوع من العقاب ، في حالة فشلهم في نفخ أرصدتهم .

للتجمعيين دستور يتم تطبيقه ، أو خرقه على حساب مزاج الرئيس ، فالممارسة أكدت أن أكبر القرارات الاستراتيجية ، تتخذ خارج مؤسسات الحزب ، دون ضجيج أو احتجاج ، في الوقت التي تؤدي مثل هكذا ممارسة إلى انشقاق في صفوف الأحزاب ” التاريخية ” ، أو على الأقل تشكيل تيارات داخل هياكلها ، فرغم أن المادة الخامسة من القانون الأساسي تخندق الحزب كمايلي :
” التجمع الوطني للأحرار تنظيما سياسيا يمثل الوسط التقدمي الإجتماعي الديموقراطي ” يرى خصومه أن الحزب لم يأتي في الوسط ، ولم يتقدم ، ولم يكن اجتماعيا ولاديموقراطيا ، فهو يمثل ” نخبة بورجوازية ليبرالية متعفنة تسعى للربح السريع ” .

في الحين الذي أكدت ممارسة الأب الروحي للتقنوقراط ، المرحوم مزيان بلفقيه ، أن الحزب كرسي احتياط اطفائي ، يلجأ إليه القصر ، كلما عثر على كفاءة تقنوقراطية ، يتم تلوينها بالأزرق في الوقت الضائع من المقابلة لتعزيز ” التشكيل المتهالك ” بشيوخ الأحزاب التاريخية ، التي كانت لاتروق لصاحب نظرية ” الفعالية ” المؤمن بالحكومات التقنوسياسية ، في إتجاه لازال مستمرا لحد الان لإنهاء نكهة التاريخ من السياسة … هاته المعطيات التي انطلقت مع الحزب منذ ولادته ، ووصلت كما ذكرنا إلى ذروتها إبان سيطرة بلفقيه على تشكيل الحكومات المغربية ، وستستمر إلا في حالة فتح قوس جديد للإستعانة ” بالأحزاب الجادة ” لإسكات صوت الشارع والقوى الديموقراطية الخارجية .

ومن تم يمكننا تقسيم بنية الحزب إلى ثلاث فئات :

  • البورجوازية الليبرالية المتمثلة في رجال الاعمال
  • التقنوقراط ” فكل إطار داخل أو خارج الحزب ” هو مشروع وزير في التجمع الوطني للأحرار.
  • ثم قاعدة الحزب التي تمثل كثلته الانتخابية الغير القارة ، فهي تشبه سلوك الحمامة رمز الحزب ، فهي لاتستقر على مكان تنقب كل من حولها من زرع ، وقد تطير وتترك الجمل بما حمل ، في أرض الله الواسعة .

وهنا سندرج بعض المحطات التي تكشف ” عورة ” الحزب المؤسساتي :

  • اخنوش وسياسة …لايفتى ومالك في المدينة .

يتصرف اخنوش في الحزب ، بمنطق رجل الأعمال ، الذي لاطاقة له في سماع ، التنظيمات النقابية للعمال ، فهو ينادي جهرا بحزب المؤسسات ، ويمارس سرا عادته السرية في عقد الصفقات التي تقطع مع ” العمل السياسي النبيل ” كما يعلق أحد المتتبعين ، حيث لايفتي واخنوش في المدينة .

  • فضيحة اخنوش مع شباط :

بعد انتهاء الانتخابات التشريعية الأخيرة التقى عزي اخنوش مع حميد شباط في مكان سري لعقد صفقة من صفقاته السريعة كارباح شركاته الموجود في الهضاب والسهول ، لكن شباط في حوار مع كاتب هذا المقال أخرج مضمونها ” الشبه الإجرامي ” في حق شرعية صناديق الاقتراع :

اخنوش : السيد حميد جئت لك اليوم بأمر لانقاش فيه .
شباط : هل تتحدث معي بصفتك وزيرا في حكومة تصريف الأعمال ؟؟؟

اخنوش : أنا رئيس التجمع الوطني للأحرار
شباط : كيف ذلك والحزب لم يعقد مؤتمره بعد
اخنوش : ضع فلسفتكم الكاسدة في احزابكم ، واستمع إلى هاته الحقيقة …عليك أن لاتنضم إلى الأغلبية الحكومية ، التي يسعى بنكيران إلى تشكيلها ، وحتى لو حاولت لدينا أكثر من طريقة لمنعك ،،،،
فما يظنه شباط موقفا وطنيا يعتبره اخنوش لعب عيال ، بعدما تمكن من تزعم الأحرار في مؤتمر ” مخدوم ” بدون أعناق طامعة لمنازعته ، مايقرره له ” النظام الأساسي ” من صلاحيات ” وما يراه مناسبا له كرئيس وأمين سر استمرارية الإدارة في قلب الحزب …

اختصاصات رئيس الحزب عزيز اخنوش كما تنص على ذلك المادة الواحد والأربعون من القانون الأساسي للحزب :

المادة الواحدة والأربعون:
يضطلع رئيس التجمع الوطني للأحرار بالمهام التالية:
• تمثيل الحزب لدى المؤسسات الدستورية والسلطات الحكومية والإدارية والقضائية

• السهر على وحدة الحزب والالتزام بمبادئه وأهدافه وتنفيذ مقررات أجهزته،
• يعني، بعد استشارة المكتب السياسي، منسقا لكل اتحادية،
إقليمية، ومنسقا جهويا عن كل جهة، يمثل الحزب لدى السلطات المحلية والقضائية ويمد المراكز الحزب بالمعلومات والتقارير حول الأنشطة الحزبية بالمدينة
• السهر على دعوة انعقاد هياكل وأجهزة الحزب في المواعيد المحددة
بمقتضى هذا النظام الأساسي والنظام الداخلي.
• تقديم تقارير حول العمل السياسي والإداري بصفة منتظمة
لأجهزة الحزب .

• رئاسة اجتماعات المكتب السياسي والمجلس الوطني والمؤتمر الوطني في دوراته الاستثنائية
• انتداب نواب له من بني أعضاء المكتب السياسي تناط بهم مسؤوليات محددة من طرف الرئيس
• رئاسة اجتماع للتنسيق بحضور المنسقين الجهويين و أعضاء من مجلس الرئاسة وشخصيات أخرى يحدد عددها النظام الداخلي.

• ربط الصلة مع الأحزاب والمنظمات داخل المغرب وخارجه،
• الأمر بصرف ميزانية الحزب واستخالص مداخيلها.
• القيام بالتصاريح لدى السلطة الحكومية المكلفة كل تغير في هياكل الحزب، أو فيما يتعلق بانضمامه الى اتحادات
أحزاب سياسية أو والاندماج ببعضها أو الإنسحاب منها.

  • انتهى الحوار وبدأ ” البلوكاج ” كأكبر فضيحة في التاريخ السياسي للمغرب المعاصر :

رغم إصلاحات عبد الإله بنكيران الماكرو إقتصادية اللاشعبية بفلسفة ” لاعاش النسر يعيشوا ولادو ” والتي مكنت من تمنيع توازنات الدولة من أي اهتزاز ، قررت الدولة لي عنق نتيجة صناديق الاقتراع ، وإنهاء حياته السياسية بعدما وقع في خطيئة وهم الزعامة في حضرة تواجد الزعيم .

المهمة أعطيت لاخنوش الذي جمع 4 بيضات تحت جناح حمامة زرقاء ، بشعار ” ندخل للحكومة مجتمعين بأربعة أحزاب ، أو ننتظر المجهول الذي كان معروفا لدى مهندسي اللعبة ” ومازاد في تشويق المتتبعين لهذا النشاز المخزني، اصطفاف حزب حزب عريق ، مثل الاتحاد الاشتراكي لجوق الإماعات التبع ” الحركة الشعبية و الاتحاد الدستوري ”

وبعد ستة أشهر من المناورات والمناورات المضادة بين بنكيران واخنوش ، تم إبعاد شباط بزلة موريتانيا أولا ، وعين الملك بعدها سعد الدين العثماني لتشكيل الحكومة المشكلة ، والتي قسمت ظهر حزب البجيدي الذي سيصل إلى المحطات السياسية المقبلة ، بتيارات عديدة ، وسيتعبه الحكم كما اتعب سابقيه لينتهي كحزب عادي ينشط البطولة .

هي المرة الثانية التي أغلق فيها قوس الانتقال الديموقراطي ، في عهد الملك محمد السادس ، فبعد إنهاء تجربة التناوب التوافقي والرمي باليوسفي إلى منفاه السياسي ، هاهي الدولة التقليدية تغلق قوس 2011 الذي كان سيقود المغرب للتطبيع مع الديموقراطية ، في أفق الحلم بملكية برلمانية مكتملة الأركان.

  • هل قضت المقاطعة على حلم اخنوش في رئاسة الحكومة المقبلة :

فيما بعد بدى للجميع ان الدولة غيرت في تكتيكها ، وانتقلت من اعتبار البام ” المشروع المؤجل ” الذي حان وقت إخراجه للوجود ، بصديق جديد يحبه الملك ، ويفضله من دون الجميع ، لتناول فطور رمضان في منزله ، فسخرت لاخنوش ، ماتم تسخيره لأشقاءه في البام سابقا ، لكن جاءت نقيصة المقاطعة ، التي أدخلت التجمعيين في إحباط جماعي ، وشوشت عليهم نشوة البروز ، بعدما تحول اخنوش إلى شخص منبوذ اقتصاديا وسياسيا ، وتمت إثارة خطورة اجتماع المال والسلطة على الحياة السياسية في البلاد.
لكن الجميع يدرك أن اخنوش لن يستسلم بعدما تلقى كدمات متتالية ، لا تصل إلى حد الضربة القاضية ، ليستمر في مناقشة مشروع ريادة الأحرار للمشهد السياسي بوجه مكشوف …

  • أوجار أحد هطاولة الحزب يعتبر توصيفهم ” بحزب الإدارة ” وقاحة لغوية :

محمد أوجار، عضو المكتب السياسي للحزب الذي يعتبر من ” قدماء الحزب ” يعتبر “حزب التجمع الوطني للأحرار مَاطَاحْشْ من السقف، بل له تاريخ ومسار صنعه رجال ونساء”

وأكد القيادي التجمعي، إلى أنه بعد ميلاد الحزب في السبعينيات “تم اعتبارنا حزبا إداريا، وتمت مواجهتنا بوقاحة لغوية وعدم القبول حينها، لأن الفكر السياسي كانت تخترقه فكرة الحزب الوحيد الرافض للأحزاب الأخرى”.

وما يؤكد استقلالية القرار الحزبي، حسب أوجار، أن التجمع الوطني للأحرار رفض المشاركة في مجموعة “الوفاق” التي شكلها إدريس البصري، وزير الداخلية آنذاك، مما جعل قياديين في الحزب يتعرضون للتضييق.

وأضاف وزير العدل أنه “بالرغم من الطريقة التي ولد بها الحزب، فقد امتلك استقلالية القرار، ورفض أعضاؤه مواجهة الكتلة”.

ولفت القيادي التجمعي الانتباه إلى أنه في نهاية تسعينيات القرن الماضي “وخلال عملية التصويت على مرشح لرئاسة البرلمان، تعرضنا لضغوط من طرف الدولة حتى لا نمنح أصواتنا لعبد الواحد الراضي، لكننا رفضنا اتباع الخط الرسمي والانخراط في توجهه وصوتنا لصالحه”.

وأضاف أوجار أن حزب التجمع “يفتخر باستقلاليته، وهذا أهله ليكون شريكا مرغوبا فيه منذ وصول اليوسفي إلى الحكومة الحالية، فنحن حزب مهم ورئيسي له تاريخه” .

  • مشروع مصطفى المنصوري الذي تمت تصفيته بعدما ثار في وجه الهمة :

مصطفى المنصوري ، رجل الأعمال القوي ، رفض رداءة المعنى والمبنى ، وشرع بجرأة في مشروع تحويل الحزب من آلة الإدارة إلى حزب مستقل ، بدأ برفض دخول الهمة للحزب ، بعدما خرج من جلباب الداخلية ، وانتهى بمطالبة حزب البام بتحالف ندي ، يعطي للتجمع وزنه ، دون تحوله إلى ملحقة في خاصرة التراكتور ، وهو ماحرك كيد الدولة التقليدية ، التي أطاحت بالرجل في انقلاب قاده مزوار وكل من اشتغلت سماعة هاتفه ، ومنذ ذلك الحين انقطع الأمل في تحويل أحزاب الإدارة إلى أحزاب مستقلة القرار ، ليعود الحزب لممارسته القديمة المخزنية.

  • وحتى نعطي للحصافة ، حق النذر الذي نذرناه على أنفسنا نفتح صفحة ” تاريخ الحزب ” ومحطاته أمام مراكز الدراسات الرصينة … فمن يكون التجمع الوطني للأحرار في نظر هؤلاء :

هو حزب ليبرالي من يمين الوسط، شارك في حكومات مغربية متعددة منذ السبعينيات. كانت المعارضة اليسارية تصفه بالحزب الإداري الموالي للقصر، الأمر الذي يرفضه قادته.

النشأة والتأسيس:
تأسس التجمع الوطني للأحرار عقب الانتخابات التشريعية التي شهدها المغرب عام 1977، وتشكل -بقيادة أحمد عصمان صهر الملك الراحل الحسن الثاني- من عشرات النواب الذين تقدموا لتلك الانتخابات دون انتماء سياسي وكوّنوا أغلبية البرلمان.
وبالنظر للسياق التاريخي والسياسي لنشأة الحزب، قال مراقبون إنه تشكل بإيعاز من القصر الملكي بقصد إحداث نوع من التوازن مع الأحزاب التي ظلت تنازع الملكية حول الشرعية السياسية في البلاد منذ الاستقلال.

التوجه الأيديولوجي:
يصنفه المحللون السياسيون ضمن أحزاب الوسط، وهو يعتمد على الأغنياء والأعيان المحليين وكبار الموظفين ورجال الأعمال، لكن الحزب يقول في أوراقه في تحديد هويته إنه حزب حداثي، يعتبر مظاهر التقدم البشري ملكا مشتركا بين كافة الشعوب، ساهمت في مراكمتها كل الحضارات الإنسانية بما فيها الحضارة المغربية.

يؤكد أنه يركز على ما يصفه بالديمقراطية الاجتماعية، ويعتبر التقدم وامتلاك القيم الإنسانية الكونية السلاح الوحيد لرفع تحديات الحاضر والمستقبل، ويتمسك بخاصية الانفتاح والتعدد في كافة المجالات، السياسية والثقافية واللغوية، ويعتبر البعد الاجتماعي من صميم مهام الدولة التي عليها التدخل للتقنين والضبط والتخطيط وضمان الخدمات الاجتماعية للجميع.

المسار
حصل مرشحو الحزب في الانتخابات التشريعية عام 1977 على 144 مقعدا من أصل 267 عضوا، وفي عام 1979 استجاب الملك الراحل الحسن الثاني لأحمد عصمان بإعفائه من رئاسة الوزراء للتفرغ لشؤون الحزب، الذي التحق عام 1981 بصفوف المعارضة.

انشقت عن الحزب مجموعة أسست الحزب الوطني الديمقراطي، وأصدرت عام 1983 وثيقة “مغربة الذات والاعتماد على النفس″، وهي بمثابة الرؤية الفكرية للحزب.

حصل التجمع الوطني للأحرار في الانتخابات التشريعية عام 1984 على 61 مقعدا من أصل 306 مقاعد، وانتخب زعيمه رئيسا لمجلس النواب، وفي عام 1992 حصل الحزب على المرتبة الأولى في الانتخابات المحلية، لكنه لم يحصل إلا على 34 مقعدا في الانتخابات التشريعية عام 1993، وقرر عدم المشاركة في الحكومة والاكتفاء بالمساندة النقدية لها داخل البرلمان.

فاز بـ50 مقعدا في مجلس النواب في الانتخابات التشريعية عام 1997، وشارك عام 1998 بخمس حقائب وزارية في الحكومة التي عرفت باسم “حكومة التناوب”.

وفي عام 2001 جدد المؤتمر الوطني الثالث للحزب الثقة في أحمد عصمان رئيسا له، وبعد عام حصل على المرتبة الرابعة في أول انتخابات تشريعية في عهد الملك محمد السادس.

وفي عام 2005 انشقت عن الحزب مجموعة أخرى بقيادة عبد الرحمان الكوهن، وأسست حزب الإصلاح والتنمية، احتجاجا على انفراد أحمد عصمان -الذي ظل على رأس الحزب 29 عاما- بالقرار.

وفي مؤتمره الوطني الرابع في مايو 2007، انتخب الحزب مصطفى المنصوري أمينا عاما له مع احتفاظ عصمان بلقب الرئيس الشرفي، ولم تمض إلا ثلاث سنوات حتى قامت حركة وصفت نفسها بـ”التصحيحية” تنتقد إدارة الرئيس الجديد للحزب، وتُوّجت تحركاتها بتولي صلاح الدين المزوار رئاسة الحزب.

خرج الحزب للمعارضة بعد انتخابات 25 نوفمبر 2011، لكنه غادرها ودخل الحكومة التي كان يقودها حزب العدالة والتنمية في أكتوبر 2013 بعد انسحاب حزب الاستقلال منها.

عوض عزيز أخنوش رئيس الحزب صلاح الدين مزوار على أثر فشل الحزب في تحقيق نتائج إيجابية في انتخابات 7 أكتوبر 2016 التشريعية، التي فاز فيها بـ37 مقعدا من أصل 395، مقابل 125 مقعدا لحزب العدالة والتنمية الذي احتل الرتبة الأولى.

ودشن أخنوش في نوفمبر 2016 مفاوضات مع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران من أجل الانضمام إلى التشكيلة الحكومية الجديدة, وقدم أخنوش شروطا مقابل المشاركة في الحكومة بينها إخراج حزب الاستقلال من التحالف الحكومي المنتظر وإدخال حزب الاتحاد الاشتراكي.

في 17 مارس 2017 استقبل الملك محمد السادس سعد الدين العثماني وكلفه بتشكيل حكومة جديدة، بعد يوم واحد فقط من إعفائه رئيس الحكومة المكلف السابق الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران.

وفي الخامس من أبريل 2017 أدى العثماني برفقة تشكيلته الحكومية القسم أمام ملك البلاد، وقد تألفت من 39 وزيرا وكاتب دولة، ينضمون إلى ستة أحزاب من بينها حزب التجمع الوطني للأحرار.

  • المحصلة :

وبعد هاته الدراسة الأكاديمية للحزب ، نترك ثنائية الثابت والمتحول ، تستفز مستقبل التجمعيين ، فالثابت يبقى أن الأحرار رقم يصعب تجاوزه في اي معادلة حكومية ، وأما المتحول فيبقى العواصف الإقليمية التي تفرض على المملكة تغيير تكتيكتها لتسبيق الاستقرار ، على حساب اي مغامرة غير محسوبة النتائج.

* باحث في الفكر المعاصر

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع