الإنحطاط سيد الموقف..

الأولى كتب في 1 فبراير، 2019 - 19:08 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

 

كـــمال قـــروع

 

يعيش المشهد السياسي المغربي وضعا غير مسبوق في تاريخه، ويتمثل في مهازل متكررة تتسبب فيها الأحزاب التي تعتبر ذات تاريخ كبير، وهو مايمكن وصفه بحالة الإنحطاط التي أصبحت تعرفها ممارسة السياسة في المغرب.

 

فحينما إنحرفت الحرب الكلامية عن مسارها  وأصبحت عبارة عن شتم وقدح وقذف للمسؤوليات بين حزبين للأسف الشديد يشكلان احد اعمدة حكومة المملكة، رغم السم الدفين والحقد البادي بينهما، فتلك هي أدنى أوصاف الإنحطاط.

 

وحينما تتملص النقابات من مسؤوليتها في تمثيل الشغيلة وتساير الحكومة في منهاجها وقراراتها الغير مسؤولة ولو على حساب المواطنين، وتعتبر الحكومة الحدث عاديا جدا، رغم خطورته، وتفضل أن تستريح وتغلق باب الحوار الإجتماعي، سيرا على المثل الدارجي الذي يقول” شميشة أحسن من تخميسة ولي بغا يربح العام طويل”، وحينما تصبح الأحزاب في المغرب عددها عدد وزرائها، يلتقون في الضعف وقلة العطاء والثرثرة، فهذا وجه آخر للانحطاط السياسي.

 

 

وحينما تطفوا على السطح صحافة تدعي أنها الأكثر مبيعا، ومواقع أنها الأولى وطنيا وافريقيا، مقابل مبالغ تدفع بالدولار في حسابات صاحب شركة “امازون”، وهي في الأصل لا تعكس سوى انحطاطا سياسيا وإعلاميا وتربويا بنقلها للفضائح وباستهزائها بقرائها فذلك أيضا وجه آخر لما سرنا عليه في بلد زاد عدد سكانه فقارب 40 مليون نسمة، كما زاد عدد أحزابه إلى 40 حزب، وبالتالي لكل حزب مليون مواطن، بالتمثيلية النسبية طبعا، وزاد عدد الوزراء لتكون لهم نفس التمثيلية..

 

وفي الأخير حرّك يديك ذات اليمين وذات الشمال، لتجد أن الفراغ هو سيد الموقف وهو المتحكم في رقابنا اليوم.. لا شيء غير الفراغ..

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع