الإسلاميون و العهر السياسي

الأولى كتب في 25 فبراير، 2021 - 14:00 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر ـ ولد بن موح

رضوان أيت علي-عبّر

 

السياسة تفسد أيما إنسان و المناصب تظهر معدنه الحقيقي، هكذا يمكننا أن نعلق على السجال الدائر بشأن قضايا التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، بين أبناء حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ بين قوسين، الذي آض هو أيضا دكانا من الدكاكين التي تؤثث الفضاء الحزبي ببلادنا، دكان مبلغ آمال قياداته هو الحفاظ على مواقعهم ومقاعدهم الوثيرة سواء داخل البرلمان أو في مناصب المسؤولية التي تسلموها في إطار المحاصصة الحكومية التي يمسكون بمقودها منذ أزيد من ثماني سنوات.

 

هذا المشهد الذي مازالت أطواره مستمرة نعرف جميعا نهايته، لأنه طالما تكرر أمامنا كنسخة كربونية من مسرحية بئيسة يعاد عرضها علينا مرارا، لا تختلف إلا من حيث الشخوص، أما الأحداث فهي نفسها، والنهاية هي ذاتها، حزب يبدأ بالحشد عبر رفع الشعارات الرنانة، وإدعاء الطهرانية، ويمكنه في ذلك أن يستغل عدد من الأطر الإيديولوجية، خاصة الأطر الدينية، التي غالبا ما تلقى تجاوبا كبيرا من طرف حشود الناخبين.

 

فقيادات حزب العدالة والتنمية، التي اقتاتت في فترة معينة من تاريخ نضالها في المعارضة، على القضية الفلسطينية، وعلى غيرها من قضايا الأمة، نجدها اليوم في أفعالها وأقوالها تناقض كلية ما كانت تنادي به بالأمس.

 

 

لعل ما نعيشه اليوم، يؤكد ما ذهب إليه المشتغلون بالشأن السياسي، الذين يؤكدون، أنه لا عداء دائم ولا صداقة دائمة في السياسة بل هناك مصلحة دائمة، وهذه أهم قاعدة أكدتها لنا الممارسة السياسية لحزب العدالة والتنمية، فالطريقة التي تفاعلت بها عدد من قيادات هذا الحزب مع مجموعة من القضايا، كان آخرها قضية استئناف الاتصالات مع الكيان الصهيوني، التي وقع على إعلانها العام، رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الذي هو الأمين العام للحزب، أثارت الكثير من السجال داخل قواعد الحزب نفسه، حتى أنهم جروا عليهم انتقادات رئيس الحكومة السابق، عبد الإله ابن كيران، وهو أمر يدل على التناقض الكبير والتوهان الذي يعيشه عدد من أبناء هذا الحزب.

 

الغريب في الأمر أن بعض القيادات بدأت في تبرير عدد من المواقف والأحداث المفترضة حتى قبل وقوعها، بينما اتجه بعضهم إلى القول بضرورة التمييز بين الصفة الحزبية لقيادات الحزب، والصفة الحكومية، وهو كلام ينطوي على كثير من المغالطات، كما أن الهدف منه هو الهروب إلى الأمام، تماما مثلما تقوم بعض الفنانات اللواتي يتعرين علينا على ركح المسرح، ثم يخرجن علينا ببدعة أن الشخصية هي التي تعرت وليس الفنانة.

 

هكذا أصبحت بعض قيادات الحزب الإسلامي تبرر انقلابها على المبادئ والشعارات التي كانت تقتات عليها أيام كحط المعارضة، وهنا أستحضر قول أحدهم، أن العاهرة أشرف من السياسي، وعلة ذلك أن العاهرة تبيع عرضها وشرفها وهي حزينة، أما السياسي فيبيع عرضه وشرفه وهو سعيد بما يتمتع به من تعويضات سمينة.

 

ما يحز في النفس، هو أن الخلفية التي ينطلق منها هؤلاء، هي خلفية مقدسة عن جميع المغاربة، حتى أن تصويت قطاع كبير من الناخبين على هذا الحزب، كان من هذا المنطلق، منطلق أن هؤلاء يمثلون الوجه الطاهر للنخبة السياسية، التي ستصون البلاد وتسعى لتحقيق مصلحة العباد، لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، فقد اصطدمت هذه الجماهير بالواقع المر، وتبدى لها بعد حين أن من توسلوا فيها أن يكون موسى تحول إلى فرعون.

 

فالمعركة التي يشتد أوارها يوما بعد يوم بين الفرقاء السياسيين، سواء على صفحات الجرائد، أو على وسائط التواصل الاجتماعي، تعكس موقف خصوم حزب العدالة والتنمية، المتنبه إلى أن الحزب فقد الكثير من بريقه، بسبب مواقف قياداته ووزرائه خاصة خلال الولاية الحكومية الثانية، وبالتالي فهي فرصة لاستعادة الريادة السياسية، أو على الأقل تحقيق انتعاشة جديدة للأحزاب المتوسطة، أو عودة لتلك الأحزاب الصغيرة التي فقدت مكانتها ضمن الخريطة السياسية الممثلة داخل قبة البرلمان.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع