الإخوان “أشد كفرا و نفاقا”

الأولى كتب في 27 أكتوبر، 2020 - 12:07 تابعوا عبر على Aabbir
القرض الفلاحي
عبّر ـ ولد بن موح

كــــــمال قــــــروع

 

ما إن يقترب موعد الانتخابات، حتى ينتاب عدد من  يسمون زورا بالمناضلين داخل الاحزاب، حمى البحث عن المداخل التي قد يمكن ان تمكنهم من تحقيق بعض من المكاسب الانتخابية الفردية الضيقة، و الاستفادة من الامتيازات التي توفرها تمثيلية الهيئة الناخبة، و إذا كانت هذه سمة عامة داخل الاحزاب المغربية، طالما تعايشنا معها و أكدت لنا أن الحديث عن الاحزاب السياسية في المغرب هو ضرب من الخيال الذي لا اساس له من الواقع، و أن اغلبية الاحزاب بما فيها تلك التي تسمي نفسها تاريخية، هي أحزاب على الورق أو في العاصمة فقط.

مناسبة الحديث عن هذا الموضوع، هو موسم الهجرة الذي انطلق مبكرا هذه السنة، هذه الهجرة المضادة إن صح التعبير، همت بالأساس حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، حيث عمد عدد من مناضليه إلى مغادرة سفينته، والالتحاق بأحزاب أخرى، كانت تعتبر إلى عهد قريب بالنسبة لهؤلاء احزاب فاسدة و غير جديرة بثقة المواطنين، فما الذي تغير بين الأمس و اليوم.

في الحقيقة لم يتغير شيء سوى أن الأخ المناضل و الأخت المناضلة يدوران مع المصلحة الشخصية أينما دارت، و هذا في الحقيقة إعمال للقاعدة السياسية الشهيرة، حيثما تكون المصلحة فتم موقعي، و أن الشعارات التي كان يرددها الاخوان مستغلين بذلك الوجدان الروحي للمواطنين، باستدعاء الأطر الدينية لتبرير اصطفافاهم السياسي، ليست إلا وسيلة للتغرير بالهيئة الناخبة من جهة، و للحصول على الشرعية بين منتسبي الحزب البسطاء من جهة ثانية، و بالتالي فإن هذا الخطاب ينتفي عندما تنتفي المصلحة، و يصبح الخروج من الحزب، و الانقلاب على المبادئ هو الخيار الامثل بالنسبة لهؤلاء و امثالهم من البحثين عن الجاه، خاصة وان الأمر يهم في أغلب الاحيان أشخاص طالما صدعوا رؤوسنا بضرورة الثبات على المبادئ و التسلح بالقيم و الاخلاق الحميدة في مواجهة الازمات التي قد يمر بها الحزب، لذلك وصفهم البعض بأن الاخوان اشد كفرا ونفاقا.

و الكفر لا يقصد به اخراجهم من الملة، إنما يقصد به الإنكار، أي إنكار المبادئ والانقلاب على القيم التي طالما دعوا إلى الالتزام بها، وهاجموا من سبقهم إلى سنة الخروج وشق عصا الطاعة داخل الحزب، هذا الحزب الذي كانت اهم مبادئه كفصيل ينتمي إلى تنظيمات الاسلام السياسي السمع و الطاعة للقيادة، ليتضح في الاخر أن كل هذا مرتبط بقدر المصلحة المكتسبة، أو المنتظرة، و حين تنتفي هذه المصلحة يولي المناضل مدبرا دون أن يعقب.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع